من المرتقب أن تدخل العلاقات المغربية الموريتانية منعطفاً جديداً، وذلك بعد إعلان اللجنة الانتخابية في موريتانيا بداية الأسبوع الجاري أن غالبية الناخبين الموريتانيين الذين شاركوا في الاستفتاء الذي جرى يوم السبت الماضي، صوتوا لصالح تعديل دستوري الذي سيمنح الرئيس الموريتاني محمد ولد عبود العزيز سلطات واسعة. في السياق، يرى الموساوي العجلاوي أستاذ العلاقات الدولية في حديثه ل"اليوم 24″ أن "العلاقات المغربية الموريتانية غير واضحة وتكسوها ضبابية في الأفق البعيد وحتى القريب ولا يمكن التنبؤ بما قد تؤول إليها الأمور". العلاقات المغربية الموريتانية حسب عدد من المتتبعين للشأن الإقليمي عرفت نوعا من الفتور والبرود في السنوات الأخير، إذ أن الحكومة الموريتانية لم تعين سفير جديد في المغرب بعد تقاعد السفير السابق محمد ولد معاوية منذ سنة 2012 رغم أن المغرب قام خلال شهر يونيو الماضي بتعيين سفير جديد له في نواكشوط، العجلاوي اعتبر أن عدم تعيين موريتانيا لسفير لها في الرباط ولا حتى مكلف بالشؤون العامة "يزكي ويتقاطع مع التصريحات الأخيرة لحميد شباط الأمين العام لحزب الاستقلال والتي كانت قد تسببت في أزمة ديبلوماسية بين المغرب وهذه الأخيرة"، مردفا أن " من مصلحة موريتانيا أن تعين سفيراً لها في المغرب، وأن امتناعها يؤكد ما يقال عن غضب ولد عبد العزيز على المملكة بسبب احتضانه لأشهر المعارضين الموريتانيين وهما محمد ولد بوعمامتو وسيدي مصطفى ولد الشافعي". وعن مستقبل العلاقات المغربية الموريتانية بعد التعديلات الدستورية وما سينتج عنها من قرارات داخلية وتخص العلاقات الدبلوماسية مع دول الجوار، يرى العجلاوي أن "الرئيس موريتانيا رجل الحسابات ولا يمارس السياسة، وليست له استراتيجيات"، مضيفا أنه "لا يأبه لمستقبل العلاقات مع المغرب بقدر ما يهمه نتائج الانتخابات والخزان الانتخابي"، إذ حسب المتحدث ذاته، فخلال تعبئة ولد عبد العزيز للتعديلات الدستورية لوحظ توظيفه لملف الصحراء". التعديل الدستوري الذي أيده 85 في المائة من الناخبين والذي ينص خصوصا على إلغاء مجلس الشيوخ، وإنشاء مجالس جهوية بدله وإلغاء محكمة العدل السامية ومنصب وسيط الجمهورية والمجلس الإسلامي الأعلى وتغيير العلم الوطني، قاطعته المعارضة الموريتانيا تخوفاً من أن يمهد أمام الرئيس الموريتاني الطريق لإلغاء القيود على الفترات الرئاسية، في السياق، اعتبر العجلاوي، أن "هذه التخوفات في محلها، وأنه من خلال التعديلات الدستورية يظهر أن الرئيس الموريتاني له رغبة في ولاية ثالثة على رأس الجمهوية"، وأضاف أن "هذا الأخير يوظف هذه التعديلات لإدخال مركزية السلطة في يد رئيس الدولة، و السماح له بأكثر من ولايتين". إلى ذلك أفاد العجلاوي في التصريح ذاته، أن "موريتانيا خلال الفترة الممتدة بين 2017 و2019 ستتأثر بالعديد من الأشياء سواء كانت داخلية أو خارجية، وأن هذه الفترة هي نقطة مفترق الطرق بين السير نحو التعدد الحزبي والانتخابات أو إعادة إنتاج نظام ما قبل 2005″، مشيرا إلى أنه من المتوقع بعد التعديلات الدستورية أن "تعيش موريتانيا على ضوء صراعات بين مكونات المشهد السياسي". للإشارة، عرفت العلاقات المغربية الموريتانية توتراً وبروداً في الفترة الأخيرة، إذ أنه رغم زيارة عبد الاله بنكيران رئيس الحكومة السابق لهذه الأخيرة في بداية السنة الجارية والتي مرت حسب مراقبين للشأن الإقليمي في أجواء ودية كما أعطت مؤشرات على إمكانية إعادة حبل الاتصال والتواصل بين البلدين، غير أن هذا لم يحدث خصوصا بعد غياب ولد عبج العزيز عن حفل عشاء الذي كان قد أقامه الملك محمد السادس في أديس بابا على شرف رؤساء الدول التي لم تضع عراقيل أمام عودة المغرب للاتحاد الإفريقي.