انتقد تقرير للهيئة العليا للاتصال السمعي البصري طبيعة البرامج التي تقدمها القنوات العمومية للأطفال، وقال بأن هذه البرامج تتضمن موادا تحرض على العنف. وترتكز على أعمال الخيال من خلال توظيف مخلوقات غريبة وحيوانات ناطقة ومخلوقات الفضاء، وتوظيف ثنائية الخير والشر والصراعات العنيفة بين الطرفين، وحضور جرعات من العنف المادي والعنف اللفظي في هذه البرامج المقدمة للأطفال، وقليل من البرامج التي تمرر رسائل ايجابية تربوية وتوعوية. التقرير الذي أعدته الهاكا وجاء نتيجة رصدها لمدة 5 أشهر من البث والممتدة من شتنبر 2012 إلى غاية 31 يناير 2013، قدم صورة قاتمة عن البرامج التي تخصصها القنوات العمومية للأطفال، وقال بأن الأعمال التي تقدمها القنوات العمومية للطفل أغلبها ينتمي غلى جنس الرسوم المتحركة في ظل غياب تام لأعمال سمعية بصرية من إنتاج وطني، ذلك أن 91 في المائة من الإنتاجات التي تقدمها القنوات العمومية هي مستوردة، وتبقى الإنتاجات الوطنية مقتصرة على الترفيه والتنشيط "في ظل غياب للبرامج الأخرى الواردة في دفتر التحملات كالبرامج الحوارية للأطفال والتثقيفية والإخبارية والتربوية التي لا تمثل سوى 33 بالمائة". التقرير قال بأن القنوات العمومية تكريس الطفل المتلقي على حساب الطفل الذي يتفاعل في البرامج وهذا ما يفسر غياب "الطفل عن القنوات العمومية". كما تحدث التقرير على أن نسبة العرض الموجه إلى الأطفال لا تعرف استقرارا وهي "في تذبذب دائما على الرغم من أن دفاتر التحملات قد نصت على الحصص المخصصة لبرامج الأطفال كما أن قنوات القطب العمومي لا تحترم توقيت بث برامج الأطفال، فضلا عن عدم انتظام وتيرة بعضها ". أما عن اللغات التي يتم بها تقديم هذه البرامج فقد أفاد تقرير الهاكا بأن كلا من العربية والفرنسية متساويتان في برامج الأطفال باستثناء قناة ميدي1 تي في التي تمثل البرامج المقدمة باللغة الفرنسية حوالي 82 في المائة.