في الحوار التالي تتحدث الممثلة ثريا العلوي عن شريطها القصير وعن مفهومها للفيلم النظيف٫ كما تتطرق للصعوبات التي تتعرض مهنة التمثيل في المغرب { بالرغم من إشادة العديد ممن شاهدوا فيلمك القصير الأخير إلا أنه لم يقع الاختيار عليه ليشارك في المسابقة الرسمية لمهرجان طنجة مؤخرا، كيف كان موقفك من قرار اللجنة؟ هناك عُرف متفق عليه في جميع أنحاء العالم، هذا العرف يقول إنه حين تقدم عملك للجنة التحكيم فأنت ملزم باحترام رأيها كيفما كان، ولكن وفي المقابل موقف اللجنة يعبر فقط، على رأي أعضائها، والدليل على ذلك أن فيلما معينا قد لا يفوز بأي جائزة في مهرجان ما، وقد يفوز بجائزة أو عدة جوائز في مهرجانات أخرى. شخصيا تقبلت رأي لجنة التحكيم بكل روح رياضية وأنا على وعي تام بحكم تجربتي الصغيرة أن عدم فوز فيلم معين بجائزة في مهرجان ما، لا يعني ذلك أنه فيلم سيء، فآراء لجان التحكيم تحكمها عدة اعتبارات قد تكون سياسية وأحيانا أخرى، قد تتغلب قضايا معينة يتم تناولها في الأفلام على القيمة الفنية للعمل. الخلاصة هي أن الفنان يتلخص دوره في تقديم الدور كما يجب، وألا يفكر في الجوائز. وكما أسلفت، موقف لجان التحكيم يعبر عن آراء أعضائها فقط، ويبقى أن نؤمن جميعا بمقولة أن الاختلاف لا يفسد للود قضية.
{ الملاحظ أنك مقلة في أعمالك سواء التلفزيونية أو السينمائية ما سبب ذلك؟ بالفعل أنا مقلة والسبب هو أنني أؤمن بالجودة، وأؤمن أن القليل الممتع المتقن خير من الكثير الذي يمر مرور الكرام، والشيء الذي يترك بصمة أهم من زبد البحر الكثير، أنا لا أريد أن أكون «كلينكس» يصلح للحظة ويُرمى بعد ذلك، كما أنني لا أسعى إلى الشهرة والظهور الدائم، أفضل التأني حتى أقدم عملا في المستوى لأنني أحترم هذه المهنة وأحب أن أعطيها حقها.
{ ما هي الخطوط الحمراء بالنسبة إليك في اختيار أي دور؟ من الصعب الرد على هذا السؤال. لكن في تصوري الخطوط الحمراء أن يكون العمل غير متقن والدور غير مكتوب بطريقة احترافية، ولعل هذا هو السبب في كوني مقلة، ذلك لأنني أحرص دائما على توفر شروط فنية محترمة في الدور والعمل ككل، كما أني أحرص على تقديم أعمال تعكس قضايا أؤمن بها.
{ ما رأيك في عبارة الفن النظيف التي انتشرت مؤخرا في الوسط الفني؟ هذه العبارة غريبة عنا، تم تداولها بادئ الأمر في مصر للترويج لأعمال معينة، الفن بالنسبة إلي كله نظيف لأنه مجال لا يدخله إلا الفانون المحترفون، ولعل ما يمكن اعتباره فنا «وسخا» إن صح التعبير هو الفن غير المحترف الذي يمارسه بعض المرتزقة، ولكن، وبعيدا عن كل هذا أنا أفضل عدم استعمال عبارات من قبيل «النظيف» و»الوسخ» ومن الأفضل تركها لإشهارات مواد التنظيف.
{ ما رأيك فيما أثير مؤخرا عن تعرض بعض الممثلات للتحرش من طرف المخرجين؟ لا يمكنني الحديث في هذا الموضوع بشكل عام لأنني لم أقم بدراسة أو بحث، ولكن يمكنني الحديث من منطلق تجربة شخصية. أنا بدأت العمل في هذا الميدان وأنا ابنة الثامنة عشرة، ومنذ ذلك الوقت وإلى غاية يومنا هذا لم يحدث أن تحرش بي أحد، ولم يحدث أن قلل أحد احترامه علي كما أنني لم أسمع من أي من صديقاتي أنهن تعرضن للتحرش، أنا لا أكذب أحدا، فالتحرش كظاهرة موجود في العالم ككل وفي جميع المهن، ولكن شخصيا لم يسبق لي أن عشت تجربة مماثلة.
{ كيف كان التعامل مع زوجك المخرج نوفل براوي في فيلم «يوم وليلة» هل يمكن القول إنه فهمك أكثر من باقي المخرجين الذين سبق لك التعامل معهم؟ الحقيقة أنني في فيلم «يوم وليلة» تعاملت مع نوفل براوي كمخرج ولم أكن أتعامل معه كزوجي، كنت أتناقش معه كما أفعل عادة مع المخرجين الآخرين، أخشى أن أقول إنه فهمني أكثر فأظلم المخرجين الذين سبق أن تعاملت معهم والذين قدمت وإياهم أعمالا مهمة، ولكن لربما بحكم أنه درس التمثيل فهو يفهم الممثلين أكثر.
{ تعتبرين وزوجك من الزيجات الناجحة في الوسط الفني، ما سر هذا النجاح والتفاهم؟ أنا لا أريد أن أخترع نظريات للزواج، ولكن سأتحدث من منطلق تجربتي. السر في نجاح زواجي هو أننا حرصنا إلى جانب العلاقة الزوجية أن تكون هناك علاقة صداقة قوية بيننا، وأقول دائما إن نوفل لو لم يكن زوجي بالتأكيد كان سيكون صديقي، نحن نتحدث كصديقين والجميل فيه هو أنه يعرف كيف يسمع وهذا مهم جدا. أيضا أنا ضد فكرة الانصهار والاتحاد في الزواج، من المهم أن يحافظ كل طرف على شخصيته، لذلك، لكل واحد منا، أنا ونوفل، له عالمه ولكل منا اهتمامات تختلف عن الآخر وكل واحد منا يحترم هذا الاختلاف.