كشفت أرقام جديدة نشرتها الحكومة الإيطالية، في ظل ارتفاع عدد القتلى والمفقودين في سواحلها هذا الأسبوع، أن المغاربة احتلوا المرتبة السابعة من حيث المهاجرين الأجانب، الذين وصلوا إليها بحرا عبر السواحل الليبية، مسبوقين بكل من النيجريين والبنغاليين والغنيين ومن ساحل العاج والغامبيين والسنغاليين، ومتبوعين بمهاجرين آخرين من إفريقيا جنوب الصحراء والجزائر. تقرير الداخلية الإيطالية بين أن 3058 مهاجرا مغربيا وصلوا إلى إيطاليا ما بين يناير و23 ماي الجاري (الثلاثاء الماضي)، مقابل 6577 نيجريا، و5702 بنغاليا، و4736 غينيا، و4498 إيفواريا، و3341 غامبيا، و3173 سنغاليا. هذا فيما بلغ عدد المهاجرين غير النظاميين الذين وصلوا إيطاليا في نفس الفترة المذكورة، 50 ألف مهاجر، بمعدل ارتفاع قدره 46.16 في المائة مقارنة مع سنة 2016، التي سجلت وصول 34 ألف مهاجر فقط. وأبرز كذلك وصول 642 قاصرا غير مصحوب بين المهاجرين المغاربة وغيرهم خلال هذه السنة. الأرقام المقدمة من قبل الحكومة الإيطالية بخصوص المهاجرين المغاربة تداولتها مجموعة من المنابر الإعلامية الأوروبية، لأنها جاءت كرد على المنظمة الدولية للهجرة التي قدمت قبل 20 يوما أرقاما تفيد بأنه خلال 2017 وصل 2425 مهاجرا مغربيا غير نظامي إلى إيطاليا، مقابل ال893 مغربيا الذين تم عدهم في نفس الفترة من 2016، في حين أن الحكومة الإيطالية تتحدث عن 3058 مغربيا. هذا الرقم الأخير يدق ناقوس الخطر ويسائل الحكومة المغربية، لاسيما وأن المغرب يعد بلدا آمنا ومستقرا ولا يعاني من أزمات سياسية أو أي شيء من هذا القبيل. هشام الراشيدي، رئيس تجمع الدفاع عن المهاجرين الأجانب بالمملكة، قال للجريدة إن غياب سياسيات عمومية تهتم بالشباب المغربي وإدماجه؛ والهدر المدرسي، والفقر، كلها أسباب تدفع الشباب المغاربة إلى ركوب البحار صوب أوروبا. على صعيد متصل، كشف المتحدث باسم القوات البحرية الليبية العميد أيوب قاسم، يوم أول أمس الأربعاء، بأن دورية من حرس سواحل القطاع الغربي، تمكنت من ضبط وإنقاذ 237 مهاجرا غير شرعي كانوا على متن مركبين خشبيين كبيرين، بينهم 20 امرأة و15 طفلا، مضيفا أن "المهاجرين ينحدرون من جنسيات ليبية مغربية بنغالية وإفريقية مختلفة"، مبينا أن عملية الضبط والإنقاذ تمت على بعد 12 ميلا شمال صبراتة. المصدر ذاته أوضح أنه بعد إنقاذ المهاجرين المغاربة، وتقديم المساعدة الإنسانية والطبية اللازمة لهم، تم تسليمهم إلى مركز إيواء النصر التابع لجهاز مكافحة الهجرة بالزاوية. هذا في الوقت الذي كشف فيه خفر السواحل الإيطالي ومسؤول في سفينة للمساعدات الإنسانية، عن مصرع نحو 35 مهاجرا بينهم أطفال صغار قضوا غرقا في البحر الأبيض المتوسط يوم أول أمس الأربعاء، بعد سقوطهم من قارب مكتظ قبالة السواحل الليبية. غير أن المصدر ذاته لم يحدد إن كان من بينهم مغاربة. سفينة "فينكس" التابعة لمنظمة "مواس" غير الحكومية المالطية، انتشلت أغلبية الجثث. وفيما كان طاقم سفينة "فينكس" يوزع سترات النجاة، سقط قسم كبير من الأشخاص الذين كانوا على متن القارب في الماء. وكان المهاجرون على متن قارب خشبي ينقل ما بين 500 و700 شخص على بعد نحو 20 ميلا بحريا قبالة سواحل الزوراء (100 كلم غرب طرابلس).