قالت أستاذة بمعهد العمل الاجتماعي بطنجة ومناضلة نسائية، إنه عندما تكون النساء مؤطرات فإنهن يمتلكن أدوات تحصين الذات لماذا لم ترفع حركة 20 فبراير مطالب نسائية؟ حركة 20 فبراير، في الأصل، هي حركة ناضلت من أجل مطالب شمولية كالعدالة الاجتماعية والكرامة، وخاضت خصوصا في الإشكاليات الديمقراطية. بعد ذلك نبهت مكونات الحركة النسائية إلى رفع مطلب المساواة بين الجنسين، وأكدت أن المساواة لصيقة بالديمقراطية، ولم يقاوم أحد هذا الأمر. والمهم هنا هو أن النساء شاركن في الحراك بكثافة، وأن حضورهن كان وازنا. هل خَفَت دور المرأة في حركة 20 فبراير بسبب نظرة المجتمع وخوف العائلات على بناتها؟ خفوت الحركة كان خفوتا كاملا، ولم يكن خفوت دور النساء فقط. وأعتقد أن العائلات تخاف على بناتها مثلما تخاف على أولادها الذكور، فقد تجاوزنا، اليوم، إشكال وجود المرأة في الفضاء العام، بحكم خروج المرأة للعمل والنضال ودخولها العمل الجمعوي... هناك الكثير من الشابات اللواتي كانت وجوههن بارزة في الحركة، ولم يتراجعن. وهناك، في المقابل، من تراجعن مثلهن مثل الرجال. هل ترين أن المجتمع ينظر إلى المرأة المناضلة نظرة سلبية؟ في الحقيقة نحن لا نتوفر على بحوث ميدانية لنعرف تمثل المجتمع للمرأة المناضلة، لكن ما يمكن تأكيده هو أن وضعية المرأة تطورت، إذ إن النساء يوجدن اليوم في كل مكان: في الأحزاب والجمعيات... كامرأة مناضلة، لم يُنظر إلي يوما نظرة سلبية، بل بالعكس، أظن أن المرأة المناضلة امرأة محترمة لأن دخولها إلى النضال خطوة تعبر عن شجاعتها وجرأتها؛ إذ لا يناضل إلا من هم مستعدون لمواجهة أي شيء. هناك جزء من المجتمع مازال ينظر إلى المرأة كموضوع للرغبة الجنسية، ومازالت الأماكن المختلطة فضاءات تتعرض فيها المرأة للتحرش. الأمر ليس له علاقة بالنضال، بل بالعكس، عندما تكون النساء مؤطرات، فإنهن يمتلكن أدوات القوة والمقاومة وتحصين الذات. ما هو تقييمك لحركة 20 فبراير من خلال المكاسب التي قدمتها إلى المرأة؟ حركة 20 فبراير أكدت أهمية الربط بين الإشكال الديمقراطي وإشكال المساواة، وأتاحت الفرصة للحركة النسائية لتُسمع صوتها، وبالتالي، حرصت على أن يكفل الدستور عددا من الحقوق للنساء، خصوصا المساواة والمناصفة، وهو ما يشكل طفرة على مستوى الدستور الذي استجاب لمطالب الحركة النسائية.