قالت رئيسة الجمعية المغربية للدفاع عن حقوق النساء نجاة الرازي٬ إن المناظرة الوطنية للحركة النسائية بالمغرب٬ تهدف إلى إتاحة مجال للتفكير والتشاور والتخطيط من أجل تحصين التراكمات النضالية للحركة النسائية المغربية. وأضافت في كلمة بمناسبة افتتاح أشغال هذه المناظرة حول موضوع "المشروع المجتمعي والسياسي : المنطلقات٬ القيم والاختيارات الاستراتيجية"٬ أن الغاية من هذا المجهود هو العمل على تقوية الفعل النسائي ضمن رؤية واضحة تقوم على تقاسم القيم والمبادئ وتوضيح ارتباطها بمشروع بناء المجتمع الديمقراطي الحداثي٬ وتحديد بعده السياسي ومهمته كرافعة للتغيير الاجتماعي. وأضافت أن المناظرة٬ التي تشارك فيها فعاليات نسائية سياسية ومدنية تمثل عددا من البلدان العربية من باحثات ومختصين٬ تأتي في ظل سياق سياسي خاص٬ اقترن بالحراك الاجتماعي والسياسي الذي عرفته المنطقة٬ مشيرة إلى أن هذه التحولات استدعت من الناشطات النسائيات إعادة طرح النقاش حول تموقع الحركة النسائية ودورها في الدفاع عن الديمقراطية والمساواة. من جهتها٬ أكدت ليلى الرحيوي رئيسة المكتب الجهوي لشمال إفريقيا التابع لهيئة الأممالمتحدة للمرأة بالمغرب٬ على ضرورة الوقوف على المنجزات والمكتسبات التي حققتها الحركة النسائية بالمغرب٬ وذلك لأهميتها مقارنة بما أنجزته المرأة العربية. وأضافت أن الحركة النسائية٬ التي كان لها أثر بارز في التأثير على المجتمع المغربي٬ تستمد شرعيتها من مشروعية مطالبها التي انبرت للدفاع عنها والنضال من أجل تحقيقها. من جهة أخرى٬ أوضح أحمد عصيد في مداخلته المعنونة ب"الحريات الفردية والمعركة من أجل المساواة"٬ أن ما يميز الحركة النسائية تعاملها الذكي في انتزاع العديد من المكتسبات دون مصادمات٬ مضيفا أن ذلك عمل بناء لتطوير التدريجي للمجتمع الذي لا يؤمن بالقطيعة. ولاحظ أن هناك علاقة بين نضال الحركة النسائية ومعركة الحرية الفردية المتمثلة على الخصوص في إعطاء الحرية للمرأة وللفرد٬ ورفض الوصاية٬ وإقرار المساواة على قاعدة المواطنة. من جانبه٬ قال الباحث في علم الاجتماع محمد جنجار في مداخلته التي تمحورت حول "الحداثة كتربة وكأفق للحركة النسائية"٬ إن المتتبعين لتاريخ الحركة النسائية العالمية يلاحظون أن هذه الحركة كانت ملازمة للحداثة منذ النشأة٬ مضيفا أن الحركة التي تطورت عبر السنين٬ تعتبر حركة غير جماهيرية وهو ما يشكل أحد نقاط قوتها. واستعرضت الأستاذة المختصة في علم الاجتماع نعيمة شيخاوي٬ في مداخلة تحت عنوان "الحركة النسائية والتغيير الاجتماعي"٬ أهم المحطات الرئيسية في عمل الحركة عبر تاريخها النضالي من أجل المساواة والمشاركة في تدبير الشؤون المجتمعية. وتتناول المناظرة الوطنية للحركة النسائية بالمغرب٬ التي تنظمها الجمعية المغربية للدفاع عن حقوق النساء على مدى يومين٬ مجموعة من المحاور منها "الحراك الاجتماعي والسياسي والنضال من أجل المساواة بين الجنسين"٬ و"التحولات السياسية الراهنة : أية ضمانات لحماية حقوق النساء"٬ و"النضال من أجل الديمقراطية باليمن : دور النساء ورهان المساواة"٬ و"النضال من أجل المساواة والديمقراطية : تجربة النسائيات بالجزائر"٬ و"الحراك الاجتماعي والسياسي بالمغرب وتجارب النضال النسائي الشبابي".