لاتزال قضية السفينة، المحملة بالرمال القادمة من الأقاليم الجنوبية، تثير الجدل في إسبانيا بسبب طلب لجمعية مقربة من البوليساريو، والجزائر بتوقيفها، ومنعها من الرس، وتفريغ 35 طنا من الرمال في ميناء جزيرة "بالما". وتجسدت متاعب المملكة، والشركة الإسبانية، المسؤولة عن الشحنة تجسدت في تحالف الحكومة المحلية لجزر "البليار"، وبرلمانها، اللذين أكدا بصريح العبارة دعمهما للبوليساريو، ودعوتهما الحكومة الإسبانية، والحرس المدني إلى منع السفينة من تفريغ الرمال في ميناء "بالما". وفي المقابل، لم تقدم سفارة المملكة في إسبانيا، ووزارة الخارجية أي توضيح بهذا الخصوص، لاسيما أن القضية تثير الكثير من الجدل الإعلامي، والسياسي في الجارة الشمالية. وكشفت صحيفة "إلموندو" أن المسؤولين عن السفينة الإسبانية "Southwest"، المكلفة بنقل الشحنة، أخبرت، أول أمس الثلاثاء، إدارة ميناء "بالما" بأنهم قرروا عدم الرس في الميناء، وأن السفينة ستظل راسية في خليج الجزيرة، بينما كان القائمون على السفينة قد أكدوا من قبل أنها سترسو في ميناء بالما، ليلية أمس الثلاثاء – الأربعاء. الشركة المسؤولة عن السفينة "Southwest" أوضحت أن هذه الأخيرة خرجت من مدينة العيون، يوم 18 من الشهر الجاري، وأضافت أنها "فوجئت" بالجدل، الذي أثارته هذه القضية، كما وعدت بأن أن تقوم السلطات ب"مراقبة شاملة" لشحنة السفينة. وأضافت الشركة ذاتها أنها لا تعرف إن كان الأمر يتعلق باستغلال لموارد الصحراء، نظرا إلى عدم وجود "معلومات تسمح لها بتقديم أي رأي". مصدر آخر، من الشركة كشف لصحيفة "آ ب س" الإسبانية، أن الحرس المدني الإسباني أعطى الضوء الأخضر، صباح أمس الأربعاء للسفينة بالرس في ميناء بالما بعد التأكد من استيفاء جميع الوثائق القانونية، والحصول على رخصة الرس، والتفريغ، موضحا، أيضا، أن عملية التفريغ يرجح أن تكون تمت، اليوم الأربعاء. وفي السياق نفسه، رفضت حكومة "جزر البليار" إفراغ الرمال القادمة من الصحراء في ميناء "بالما"، التابع لها، إذ طلبت من الحكومة المركزية، التي يقودها اليميني، ماريانو راخوي" ب"اتخاذ الإجراءات" الضرورية. كما دعت الحرس المدني الإسباني إلى توقيف السفينة في ميناء "بالما" تحت ذريعة ما أسمته أن "شحنة غير قانونية"، لأنها تأتي من استغلال موارد الصحراء. ورد الحرس المدني بالفرض على طلب أصدقاء البوليساريو والحكومة المحلية، وأكد، حسب وكالة الأنباء "إيفي" أن السفينة لديها رخصة الرس والتفريغ في الميناء، لذلك ليس هناك ما يمنع من تفريغ الرمال في الميناء. هذه التطورات تطرح أكثر من تساؤل بخصوص الخطة الجديدة للدبلوماسية المغربية لمواجهة مثل هذه الاستفزازات المتكررة للبوليساريو وحلفائها، لاسيما بعد تمكنهم من حجز سفينة محملة بالفوسفاط المغربي في جنوب إفريقيا في 3 ماي الجاري، في انتظار حكم القضاء الجنوب الإفريقي في 9 يونيو المقبل، علاوة على حجز سفينة أخرى محملة بالفوسفاط من قبل السلطات البانامية قبل أن تسمح لها بمواصلة طريقها صوب كندا، حيث من المقرر تفريغ تلك الشحنات.