اعتبر الموساوي العجلاوي الخبير في الشؤون الإفريقية، أن زيارة الملك محمد السادس إلى افريقيا انتصار على الجزائر، مؤكدا ان هذه الزيارة ستفتح للمغرب سوق اقتصادي جديد في إفريقيا ٫ وستؤثر ايجابيا على ملف الصحراء. هل زيارة الملك للدول الافريقية ستساهم في تعزيز الموقف المغربي في ملف الصحراء؟ زيارة الملك لإفريقيا، بدأت مند العقد الأول من القرن 21، و بحضور مغربي على مستويات اقتصادية ومالية، بحيث أصبح المغرب فاعل إقليمي قوي، و فاعل قاري أقوى٫ وملف الصحراء أضحى أداة للحضور المغربي القوي في الدول الإفريقية، فملف الصحراء دفع بالدبلوماسيات المغربية وجميع المؤسسات المغربية إلى تعميق تواجدها في افريقيا، إذ عوض أن تكون قضية الصحراء ضغط على المغرب أصبحت ورقة لإعطاء أبعاد جديدة للحضور المغربي في القارة السمراء. ورغم غياب المغرب عن الاتحاد الإفريقي لم يؤثر هذا على ملف الصحراء بحيث انه في إفريقيا كلها 11 دولة فقط التي تعترف بالبوليساريو
هل مثل هذه الزيارات ستعوض غياب المغرب عن الاتحاد الإفريقي؟ من خلال زيارتي ، يتبين جليا أن الاتحاد الإفريقي ضعيف جدا، ولم ينجح في مبادرة واحدة في حل النزاعات، لان أجهزة الاتحاد الإفريقي تسيطر عليها جنوب إفريقيا والجزائر، وهما لديها مشاكل داخلية وخارجية ولم يقدما أي شيء لإفريقيا سوى أنهما كانا من مهندسي في تقسيم السودان.
هل يمكن اعتبار هذه الزيارة انتصارا للمغرب في مواجهة الجزائر في الصراع لفرض الذات في إفريقيا؟ أكيد، فالمغرب لم يسبق له أن كان في وضع مريح مثل وضعه اليوم، ففي الوقت الذي يزور الملك مالي، بدأت مناقشات داخلية لحل أزمة شمال مالي، بحيث الزيارة الأخيرة لحركة تحرير أزواد للمغرب تدل على أن المغرب أصبح يقوم بدور الوساطة بين الحكومة المركزية بقيادة الرئيس ابراهيم بوبكر كيتا، وحركة ازواد، بمعنى أن المغرب الذي كان يحاصر من الجزائر أصبح يتحرك في بقعة جغرافية كبيرة تحيط بالجزائر، فالدور الذي لعبه المغرب في النيجرومالي وتونس وليبيا، وطلبه أخيرا في تأهيل الحقل الديني ومساعدته في بناء المؤسسات، كلها تشكل انتصار على الجزائر.
كيف تقيمون المستوى الذي وصلت اليه العلاقات بين المغرب ودول افريقيا؟ كما سبق وذكرت أن الحضور المغربي في إفريقيا بدأ قديما، واليوم أعطيت له أبعاد جديد، ومثال ذلك تجربة "جنوب جنوب"، وتواجد أخيرا إمارة المؤمنين في إفريقيا، نظرا لاجتياح الحركات السلفية الجهادية في دول الساحل والصحراء والدول الإفريقية، والتي ليست لها مؤسسات دينية مثل المغرب، الذي لديه تجربة في مواجهتهم، اليوم المغرب حاضر في جميع المجلات الاقتصادية و السياسية والدينية وهو ما يجعله قوي افريقيا.لكن السؤال هل سيتم توظيف هذه المعطيات الجديدة في إطار بناء علاقات وشركات جديدة مع دول إفريقيا جنوب الصحراء ام ستظل الأمور على ماهي عليه ؟
هل يمكن للمغرب أن يراهن على التعاون الاقتصادي والتجاري مع هذه الدول الإفريقية؟ طبعا، ففقط مع مالي هناك 10 اتفاقات في مجالات مختلفة، تمس الحياة اليومية للمواطن المالي، وهي مقاربة ذكية من المغرب.كما أن المغرب لديه كل الإمكانيات لبناء سوق اقتصادي في افريقيا، لأنه span styl