يقوم جلالة الملك محمد السادس، ابتداء من يومه الجمعة 15 مارس 2013، بزيارات رسمية الى كل من الجمهورية السينغالية وجمهورية كوت ديفوار والجمهورية الغابونية.وهي الزيارة التي تأتي بعد انتخاب الرؤساء الثلاثة ببلدانهم. عودة المغرب مرة أخرى الى عمقه الافريقي، لها دلالات سياسية واقتصادية وروحية واستراتيجية. إذ تدخل - يقول الموساوي العجلاوي الخبير الاستراتيجي واستاذ الدراسات الافريقية بجامعة محمد الخامس بالرباط. في سياق التعاون جنوب ? جنوب، وتعكس الزيارة الملكية لهذه الدول الافريقية، تطور العلاقات الاقتصادية كما لها امتداداتها الروحية. إذ نجد المغرب حاضرا في العديد من القطاعات، سواء في المواصلات والسكن الاجتماعي والأبناك والصيدلة وغيرها. وأكد الخبير الاستراتيجي أن الزيارة الملكية سيتم فيها تدشين منشآت وبرامج، معتبرا أن أنها تمثل نموذجا لتعاون جنوب جنوب. وبخصوص زيارة الجمهورية السينغالية، أوضح الموساوي العجلاوي في تصريح لجريدة الاتحاد الاشتراكي، الروابط الروحية والارتباطات التاريخية والإثنية بين البلدين، إذ هناك اعتماد للمذهب السني المالكي في البلدين. وتواجد الزاوية الصوفية التيجانية والدرقاوية. ورأى العجلاوي أن الزيارة الملكية هي تاريخية ومستقبلية في نفس الآن. موضحا أن آخر زيارة قام به جلالة الملك إلى إفريقيا تعود إلى سنة 2009، وأن الزيارة الحالية هي الأولى بالنسبة لجمهورية كوت ديفوار. وأضاف أن الرباط والعواصم الثلاث الأخرى لهذه الدول الإفريقية، تشكل محورا على الامتداد الأطلسي على اعتبار أن المغرب عضو في الحلف الأطلسي الجنوبي. ومن المتوقع يقول الخبير الاستراتيجي. أن تتطرق المباحثات الى الأزمة التي تهز مالي ومنطقة الساحل والصحراء بحكم تواجد السلفية والحركة الانفصالية وتهريب السلاح والمخدرات. على اعتبار أن كلا من كوت ديفوار والسينغال لهما حدود مشتركة مع مالي. إذ يهدد هذا الوضع شمال كوت ديفوار وشرق السينغال. كما أنه على المستوى الأمني كان المغرب يترأس مجلس الأمن، حيث تم إصدار قرار 2085 بالاضافة الى أن المغرب حاضر من خلال قوات الاممالمتحدة بكوت ديفوار منذ سنة2004. وشدد على أن الزيارة الملكية تترجم رؤية المغرب الواضحة الداعية للاستقرار الأمني، ووحدة الدول ومناهضة الحركات الانفصالية. كما أن الزيارة لها أبعاد استراتيجية أيضا، كل ذلك يوضح الموساوي العجلاوي لأن المغرب يستعد لأكبر تجمع إفريقي يضم 28 دولة، ويفوق عدد سكانها 500 مليون نسمة. وعلى مستوى البعد الاستراتيجي، رأى العجلاوي أن الزيارة هي عودة للمغرب على مستوى القرار السياسي، خاصة أن الاتحاد الافريقي عاجز عن حل مشاكل القارة السمراء، خاصة وان دولة جنوب افريقيا توظف قضية الصحراء المغربية وأزمة مالي باسم التحرر قصد الهيمنة .وقال إن الحزب الوطني بدولة جنوب افريقيا ماهو إلا ترجمة لمصالح الشركات المالية والاقتصادية والغاية من ذلك هي الهيمنة الاقتصادية والسياسية، كما أوضح أن المغرب يعتبر قوة أساسية مع جنوب إفريقيا في القارة السمراء.