وجه المغرب في شخص ناصر بوريطة، وزير الخارجية والتعاون الدولي، رسالة قوية لبعض الجهات ذات النزعة الانفصالية بإسبانيا والداعمة لأطروحة البوليساريو، والنظام الفنزويلي، خلال الندوة الصحافية التي عقبت اجتماعه مع نظيره الإسباني، ألفونسو بابتيس، بمقر وزارة الخارجية الإسبانية، يوم أمام الأربعاء. بوريطة أكد للحكومة الكتالونية، بعد الجدل الذي أثاره رفض المملكة استقبال رئيسها، كارليس بويغديمون، هذا الشهر ضمن وفد تجاري، أن أي زيارة للمغرب يجب أن تنظم بتنسيق مع الحكومة المركزية الإسبانية بمدريد. بوريطة أشار إلى ان "المغرب يحافظ وسيحافظ دائما على مشاورات وثيقة مع السلطات الإسبانية بمدريد من أجل تنظيم مثل هذا النوع من الزيارات"، في إشارة واضحة إلى إلغاء حكومة كتالونية لزيارتها للمغرب بعد رفض المسؤولين المغاربة استقبالهم. بوريطة أوضح، كذلك، أن المملكة ليس لديها أي مشكل في استقبال رؤساء الجهات المستقلة الإسبانية شريطة أن تحظى بموافقة حكومة مدريد وبحضور السفارة الإسبانية بالرباط. وأضاف، أيضا، أن هذا النوع من الزيارات يحتاج إلى عمل مسبق في الأجندة وبرنامج ينجز بتوافق مع الدبلوماسية الإسبانية. في المقابل، نفى ألفونسو داستيس أن تكون حكومته ضغطت على المغرب لمنع استقبال رئيس حكومة كتالونية، قائلا:"الحكومة الإسبانية لم تقم بأي ضغوط من أجل أن تتم الزيارة أو لا تتم"، مرجعا سبب إلغائها الزيارة إلى "عدم تلاؤم" أجندة المسؤولين المغاربة مع توقيت الزيارة. على صعيد متصل، أشاد بوريطة ب"الجودة العالية" و "المكثفة" التي تتسم بها العلاقة بين اسبانيا والمغرب، والتي تقويها علاقة الصداقة بين الأسرتين الحاكمتين في البلدين. كما اكد على التعاون بين البلدين في مجالي محاربة الهجرة وشؤون الأمنية. بدوره، أكد ألفونسو داستيس على ان العلاقات الثنائية بين إسبانيا والمغرب نموذجية، وصفا المملكة بشريك الاتحاد الأوربي "المفضل والاستراتيجي والبارز"، مبينا سعي حكومة مدريد إلى تحسين وتعميق العلاقات مع حكومة العثماني في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية.