كشفت معطيات جديدة عن السبب الرئيس الذي جعل الحكومة المغربية ترفض استقبال رئيس حكومة إقليم كتالونية، كارليس بويغديمونت، الذي كان ينوي زيارة المملكة ما بين 7 و9 من الشهر الجاري، على رأس وفد تجاري يضم كبار المقاولات والشركات الكتالونية. المغرب لم يرفض نهائيا استقبال رئيس كتالونية الذي يدعو إلى الانفصال عن إسبانيا، بل اشترط أن يستقبل كرئيس جهة تخضع للسيادة الإسبانية وبتنسيق مع الحكومة المركزية بمدريد. في هذا الصدد، كشفت وكالة الأنباء "أوروبا بريس" أن المغرب عبر عن احترامه "لإسبانيا في نزاع كتالونية عندما رفض استقبال رئيس حكومة كتالونية، كارليس بويغديمون، خلال زيارة تجارية إذا لم يكن مرفوقا بالسفير الإسباني، وفي اجتماع منسق مع السفارة الإسبانية" بمدريد، غير أن الشرط المغربي لم تقبله حكومة كتالونية، ما دفعها إلى إلغاء الرحلة واتهام حكومة مدريد بالضغط على الرباط. معطى ثان يزكي هذا الطرح يتجسد في كون نائب رئيس حكومة كتالونية، أويول جونكيراس، سافر مباشرة بعد رفض المغرب استقبالهم إلى أمريكا، غير أن الشروط المغربية نفسها فرضت عليه وقبل بها، حيث كان القنصل العام الإسباني بفلوريدا، كانديدو كرييس، حاضرا في كل الاجتماعات التي عقدها نائب الرئيس الكتالوني مع عمدة فلوريدا وبعض السياسيين. الحكومة الكتالونية كانت أشارت في بلاغ لها أن رئيسها قرر إلغاء الزيارة إلى المغرب بعد أن أخبرته الحكومة المغربية رسميا، أسبوعين قبل من السفر، بأنه لا يمكن لأي من المسؤولين السياسيين المغاربة على كل المستويات، استقباله خلال الفترة التي ينوي فيها زيارة المملكة. هكذا يفهم من حديث حكومة كتالونية أن هناك "ضغوطا دبلوماسية مارستها إسبانيا بخصوص أمور سيادية تهم كتالونية"، وأن هذه الأخيرة ترفض مشاركة السفير الإسباني في الاجتماعات التي كان من المرتقب أن يعقدها رئيس كتالونيا بالمملكة. مصادر حكومية كتالونية قالت: "من البديهي أن السفارة الإسبانية بالرباط لم تتعاون من أجل تسهيل الزيارة"، حسب لاراثون. سبب آخر دفع المغرب إلى رفض استقبال رئيس حكومة كتالونية يتجسد في دعم هذا الأخيرة لدولة فنزويلا برئاسة نيكولاس مادورو المعادي للوحدة الترابية للمملكة وأحد أكبر الداعمين للبوليساريو، إذ إن وفدا كتالونيا زار فنزويلا مؤخرا لكسب دعم مادورو للانفصال عن إسبانيا، علاوة على دعوة فنزويلا رئيس كتالونية إلى زيارتها. كل هذا دفع رئيس الحكومة الإسبانية، ماريانو راخوي، إلى الإشادة ضمنيا بموقف المغرب الرافض لاستقبال الرئيس الكتالوني قائلا: "هذا يسمح لنا جميعا بإصدار حكم متوازن جدا حول طبيعة الحكومة المغربية وحكومة مادروو، وحول الدعم الذي تحظى به بعض القوى السياسية في البلد"، في إشارة إلى الموقف المغربي الرافض كليا للانفصال، وموقف فنزويلا الداعم للحركات الانفصالية. هذا، وكان المغرب دخل مؤخرا في مواجهات كلامية قوية وصلت إلى حد الإشارة إلى أن الشعب الفنزويلي يقتات من القمامة بسبب ديكتاتورية مادورو.