احتشد مئات الآلاف من مواطني إقليم كتالونيا في عاصمته برشلونة وأربع مدن أخرى، الأحد 11 شتنبر، للمطالبة بانفصال الإقليم عن إسبانيا. وشارك أكثر من 340 ألف شخص في التظاهرات التي تزامنت مع اليوم الوطني لكتالونيا الذي يحيي ذكرى غزو الملك الإسباني فيليب الخامس لبرشلونة في العام 1714، بعد حصار استمر 13 شهرا، ما أدى إلى خسارة كاتالونيا للحكم الذاتي. وقال رئيس حكومة كتالونيا، كارلس بويغدمونت، في لقاء مع الصحافيين الأجانب إن ذكرى الغزو هذا العام مهمة لأنه يجب "اتخاذ قرارات مهمة" تتعلق بمستقبل كاتالونيا في الأشهر المقبلة. ويحاول انفصاليو كتالونيا منذ سنوات انتزاع موافقة حكومة إسبانيا المركزية على إجراء استفتاء على الاستقلال أسوة بما جرى في اسكتلندا للانفصال عن بريطانيا في العام 2014. وعقب فوزها بالغالبية في برلمان كتالونيا الإقليمي لأول مرة في تاريخها العام الماضي، غيرت الأحزاب الانفصالية تكتيكاتها ووافقت على خطة للحصول على الاستقلال. إلا أن الخطة تعثرت، في يونيو، عندما فقدت حكومة الائتلاف بزعامة بويغدمونت تأييد حزب صغير متشدد بشأن الاستقلال، ما أدى الى خسارتها الغالبية في البرلمان. وكان البرلمان الكتالوني صادق، في 9 نونبر 2015، على قرار بشأن استقلال منطقة الحكم الذاتي. وكان ائتلافا "معا من أجل" و"المرشحون لوحدة الشعب" وضعا الوثيقة، التي أعلنت "بداية عملية إنشاء دولة كتالونية مستقلة بنظام جمهوري". وفي نص الوثيقة، جرت الإشارة إلى أن عملية الاستقلال "لن تخضع للسلطات الإسبانية، ومن ضمنها المحكمة الدستورية، التي فقدت شرعيتها". وقررت الحكومة الإسبانية الطعن لدى المحكمة الدستورية، وذلك بعد قرار برلمان كتالونيا الانفصال. وحسب مدريد، فإن الوثيقة تنتهك 8 مواد من دستور المملكة. ومطلع دجنبر 2015، ألغت هذه المحكمة قرار استقلال كتالونيا، مبررة ذلك بعدم مشروعيته.