مشهد مروع عاشته المدينة الصغيرة الهادئة "عين تاوجضات" بضواحي مدينة مكناس، ليلة عيد الشغل، عقب لجوء أربعيني إلى إضرام النار في جسده داخل بيته، قبل أن يهم بالخروج إلى الشارع بحي السعادة حيث يقطن وهو يصرخ. ونقل شهود عيان عاينوا الحادث بمدينة "عين تاوجضات"، بأن الأربعيني سقط أرضا وهو يصارع ألسنة اللهب التي اشتدت بمختلف أنحاء جسده، قبل أن يتدخل المارة وجيرانه، والذين أحضروا قطعة من الثوب مبللة بالماء وألقوها عليه لإخماد النيران. وكشفت المعطيات الأولية التي حصل عليها "اليوم 24″، من مصادر قريبة من الموضوع، أن الأربعيني ينحدر من مدينة الحسيمة، وهو متزوج، لكن أسباب إقدامه على حرق نفسه ما تزال مجهولة حتى الآن، حيث فتح المحققون بأمر من النيابة العامة بحثا في الموضوع لفك لغزه، خصوصا أن الشهود الذين عاينوا الحادث لم يتمكنوا من فهم صراخه بكلمات أمازيغية خلال خروجه من منزله إلى الشارع والنار تلتهم جسده. إلى ذلك، يُنتظر أن تستمع عناصر الشرطة القضائية بمدينة "عين تاوجضات" لزوجة الأربعيني، في محاولة من المحققين الوصول إلى حقيقة ماجرى ببيتهما، فيما نُقل الزوج في حالة جد حرجة إلى المستشفى الإقليمي محمد الخامس بمكناس، بسبب إصابته بحروق من الدرجة الثالثة، حيث يتوقع بحسب مصدر طبي، أن يُنقل من جديد إلى قسم الحروق بمستشفى ابن رشد بمدينة الدارالبيضاء، وذلك بالنظر إلى الحروق الخطيرة التي أصيب بها وما تسببت له من صعوبة في التنفس.