«بوعزيزي» جديد يظهر في طنجة، هذا الشاب ليس بائع خضر، ولا بائعا متجولا، إنه نادل في أحد المطاعم المعروفة بمدينة طنجة مؤخرا، بإضرام النار في جسده، مخلفا حالة من الاندهاش والاستغراب وسط العاملين في المطعم، وأيضا كل من تابعوا هذا المشهد، الذي وصفه شهود عيان ب»المرعب». مصادر مطلعة نقلت عن صاحب المطعم أن الشاب لم يمض سوى شهرين ونصف، على عمله داخل المطعم، ويتقاضى 2500 درهم في الشهر، وحصلت مشاكل بينه وبين مشغّله حول الزيادة في الأجر. النادل يقول إن المطعم يدر أرباحا كثيرة، وصاحبه وعد بالزيادة، لكنه لم يف بوعده، أما رب المطعم فيقول، إن الشاب جديد وإن هناك عمالا آخرين سبقوه ويشتغلون بالأجر نفسه، لكنهم لم يحدثوا الفوضى التي أقامها النادل.
المصادر نفسها، أكدت أن التوتر ازداد بين الطرفين، فقام صاحب المطعم بطرد النادل، فقرر هذا الأخير التوجه نحو مفتش الشغل الذي حاول إصلاح ذات البين.
عاد النادل إلى عمله، لكن الأوضاع ظلت متوترة بين الطرفين لعدة أيام قبل أن يقرر النادل إضرام النار في جسده. وقال شهود عيان، إن النادل حل بالمطعم مبللا على الساعة السادسة إلا ربع، وهو ما أثار شكوكا لدى العمال.
لم يتفوه بكلمة ألقى نظرة على الجميع، وكأنها نظرة وداع، ثم توجه خارج المطعم، وبدون تردد أشعل الشاب النار في جسده الذي بدا وكأنه احترق بالكامل. أحد المواطنين هرع إلى استدعاء سيارة الإسعاف، وقبل أن تصل السيارة، كان مواطنون يحاولون إخماد النار بوسائل بدائية، وقد نجحوا في ذلك، لكن بعد أن أكلت النار أطراف الشاب الذي علا صراخه المكان، وتسبب ذلك في تجمع العشرات من الناس الذين تابعوا مشهدا حيا لعملية حرق الذات. من جهتها، تقول مصادر طبية إن النادل حل بقسم المستعجلات، وهو في حالة خطيرة، مضيفة أن حالته الطبية تصنف بأنها «حريق من الدرجة الثانية»، وهو ما تطلب نقله إلى أحد المستشفيات بالدار البيضاء. وخلقت هذه الحالة نوعا من التوجس الأمني مخافة وقوع أي تضامن مع النادل الذي أضرم النار في جسده، سيما من لدن بعض الحركات الاحتجاجية، التي كانت تستعد للخروج في مظاهرات.
من جهة أخرى كشفت مصادر أمنية بالمنطقة الإقليمية للأمن بسيدي قاسم، أن شخصا (29 عاما) من ذوي السوابق القضائية أقدم مؤخرا بمدينة مشرع بلقصيري على صب كمية من البنزين على جسده وإضرام النار فيه، قبل أن يعمد إلى محاولة التعلق بأحد عناصر شرطة المرور الذي كان في فترة عمل بشارع محمد الخامس بالمدينة.
وأوضح المصدر نفسه أن المعني بالأمر، الذي أصيب بحروق من الدرجة الثالثة والذي تم نقله، أولا، إلى المستشفى الإقليمي بسيدي قاسم وفيما بعد إلى مستشفى محمد الخامس بمكناس، بادر إلى فعله «احتجاجا» على قيام أحد عناصر شرطة المرور بتحرير مخالفة مرورية ضده، بعدما كان يقود دراجة ثلاثية العجلات (Triporteur) وعلى متنها أربعة أشخاص (ركاب)، وفي وضعية غير قانونية، بحكم عدم توفره على الوثائق الخاصة بها وعدم ارتداء الخوذة الواقية أثناء سياقة الدراجة النارية.