أياماً قليلة بعد بث قناة "إيطاليا أونو" تحقيقاً تلفزيونياً صادما حول "دعارة القاصرين" بمراكش، فتحت فرقة الأخلاق العامة، التابعة للمصلحة الولائية للشرطة القضائية بولاية أمن المدينة، تحقيقاً أمنياً بشأن هذه المادة التلفزيونية المثيرة للجدل، وهو البحث التمهيدي الذي أكد مصدر مطلع أنه جرى الاستماع خلاله، ابتداءً من يوم السبت المنصرم، إلى 6 أشخاص ظهروا في التحقيق التلفزيوني، الذي تم عرضه ضمن الحلقة الأخيرة من برنامج "لي ييني" (الضباع)، الذي يعده ويقدمه الصحافي الإيطالي لويجي بيلاتسا، الذي سبق للسلطات المغربية أن قامت بترحيله إلى ألمانيا ومن هناك باتجاه موطنه، بتاريخ 28 شتنبر من السنة المنصرمة، على خلفية قيامه بإنجاز مادة تلفزيونية لمؤسسة صحافية أجنبية بدون ترخيص، غير أنه تمكن من تسريب فيديوهات مصورة بواسطة كاميرا خفية تقمص فيها ورفيقه دور سائحين أجنبيين مهووسين بممارسة الجنس على الأطفال. واستناداً إلى المصدر نفسه، فإن فرقة الأخلاق العامة استهلت تحرياتها الأمنية بمحاولة تحديد هويات الأشخاص المغاربة العشرة الذين ظهروا في التحقيق التلفزيوني، وهي العملية التي قال مصدرنا إنها أسفرت عن التعرف على ستة منهم، والذين تم الاستماع إليهم تباعا، خلال الأيام الثلاثة الأخيرة، ويتعلق الأمر بمخضبة حناء (نقاشة) بساحة جامع الفنا، ظهرت في التحقيق وهي تعرض على زبونيها التوسط لهما في استدراج قاصرين، بالإضافة إلى شخصين آخرين وثقهما التحقيق، بالصوت والصورة، يقومان بدور قوادين محترفين يعرضان خدماتهما على السائحين المزعومين، من أجل ممارسة الجنس على أطفال مغاربة من الجنسين. كما تم تحديد هوية فتاتين، من أصل أربع، اللائي ظهرن في التحقيق، إلى جانب صاحب الشقة، الذي قدّمه التحقيق على أساس أنه يحمل اسم «محمد»، وبدا في مشهد داخلي وهو يتفاوض مع "بيلاتسا" حول سعر الكراء، قبل أن يخبره هذا الأخير بأنه ورفيقه سيلتقيان في الشقة فتاتين مغربيتين، ليطلب منهما المكري الدخول من باب خلفي مفتوح على مرأب داخلي للسيارات، تحسبا لتعرضهما للتوقيف مع الفتاتين بتهمة ممارسة الفساد. إلى ذلك، أكد مصدر "اليوم 24″، أنه لم يصدر، حتى حدود أمس الاثنين، أي قرار بوضع أي من المستمع إليهم رهن تدابير الحراسة النظرية، في انتظار استكمال البحث التمهيدي في هذه القضية.