وسط غياب عمال "نقابة شباط" عن شوارع مدينة فاس، بعدما قررت نقابتهم مقاطعة احتفالات العمال بعيدهم الأممي، نزلت إلى شوارع العاصمة العلمية مختلف النقابات بتمثيلياتها الجهوية في أجواء جد باهتة، غاب عنها حماس العمال وشعاراتهم القوية، والذين اعتادوا التظاهر بكثافة إلى جانب عائلاتهم. والمثير في احتفالات فاس باليوم العالمي للعمال، حالة الارتباك، البادية على مواقف النقابات، المحسوبة على الأحزاب السياسية المشكلة للأغلبية الحكومية، حيث اختارت نقابة "الاتحاد الوطني للشغل في المغرب"، والتي كان يرأسها وزير الشغل الحالي محمد يتيم، أن تكون كلمتها بلسان عضو مكتبها الوطني الموفد إلى فاس، عبد الإله دحمان، كلمة وجهت من خلالها النقابة رسائل مباشرة إلى حكومة سعد الدين العثماني. وقال دحمان، القيادي في نقابة "البيجيدي" في كلمته مخاطباً رئيس الحكومة الجديد، "حزب العدالة والتنمية شريكنا الاستراتيجي في معركة الإصلاح، وإسماع صوت الطبقة العاملة، لذلك نطلب من العثماني أن يكون جريئاً ويتحلى بالشجاعة السياسية لإنهاء ما عرفه مسلسل الحوار الاجتماعي من تعطيل ومتاجرة، ومساومة للمواقف الحزبية على حساب حقوق العمال". بحسب تعبير القيادي النقابي". واستطرد القيادي ذاته، أنه "على الحركة العمالية، التي تؤمن بحاضر المغرب ومستقبله، أن تنتصر للمغرب، وتقف في وجه القوى النكوصية، التي تريد اختطاف مؤسسات المغرب الدستورية، والسطو على ثرواته، ومصادرة ديمقراطيته من خلال التحكم في قرارات التنظيمات السياسية، والنقابية، وإفراغها من استقلاليتها". ودعا القيادي في نقابة "الاتحاد الوطني للشغل" المحسوبة على حزب رئيس الحكومة سعد الدين العثماني، أنصار نقابته وحزبه، إلى الدفاع كما قال، عن المغرب حتى يبقى مستقراً على المستوى الاجتماعي، وشدد في نهاية كلمته، أن "الحزب والنقابة يريدان مغرباً مستقراً في اقتصاده ووضعه السياسي، محافظا على ديمقراطيته، التي تفرزها صناديق الاقتراع". وردد ممثل النقابة ذاتها، ولمرات كثيرة شعارات "لا إصلاح إلا تحت إرادة الشعب المغربي"، و"لا إصلاح من دون احترام إرادة الشعب"، و"الشعب يريد إسقاط الفساد". وتبعه المتحلقون حول منصة النقابة بترديدها. من جهتها، اختارت "المنظمة الديمقراطية للشغل"، التي خرجت إلى شوارع فاس لأول مرة في تظاهرة فاتح ماي، منذ تأسيسها، أن تعلن اصطفافها بصف حليفها الاستراتيجي حزب "الأصالة والمعاصرة"، حيث حضر احتفال عمالها بالعيد الأممي، قيادات من "البام" بجهة فاس – مكناس، ورؤساء جماعات وبرلمانيي "التراكتور" في الجهة، حيث رفعوا شعارات مناوئة لحكومة "البجيدي" كما سموها، وانتقدوا بشدة حصيلة حكومة بنكيران في القطاع الاجتماعي. واختار رفاق موخاريق والأموي، توجيه مدفعيتهما الثقيلة نحو حكومة سعد الدين العثامي، وسلفه عبد الإله بنكيران، حيث رفع عمال النقابتين شعار " مشى وزير.. وجا وزير .. حتى واحد مافيه الخير"، وأجمعت كلمات النقابتين المعارضتين لحكومة "البجيدي" على أن "المغرب يعيش ظروفا استثنائية مع حكومة استثنائية، أدخلت المغرب في مرحلة استثنائية، ولا أحد يعلم نتائج المستقبل المجهول، الذي ينتظر المغاربة والمغرب، وذلك بسبب عجز الحكومة السابقة، واللاحقة في إشارة إلى حكومتي "البيجدي"، عن الاستجابة لطموحات الشعب المغربي في العيش الكريم، والسكن، والتشغيل، والتنمية"، بحسب ما جاء في كلمات نقابتي "الاتحاد المغربي للشغل"، و"الكونفدرالية الديمقراطية للشغل.