تميزت ذكرى فاتح ماي لهذه السنة بمدينة تطوان، بحضور ملفت لقضايا "مي عيشة" والطفلة الراحلة "إيديا" والأسرى الفلسطينيين، في مسيرات النقابات التي جابت أهم شوارع المدينة، صباح اليوم الإثنين، احتفالا بالعيد الأممي للعمال. فرغم اختلاف مسار وشعارات المسيرات النقابية بتطوان، إلى أن الطفلة "إيديا" و"مي عيشة" وحدوا المتظاهرين في مختلف مسيراتهم، حيث رفعت النقابات الأكثر تمثيلية لافتات وشعارات تتهم الدولة بالاستهتار بأرواح المواطنين وممارسة "الحكرة"، وتطالب برفع الظلم عن الفقراء وجعل قطاعات الصحة والتعليم والسكن أولوية. الأعلام والشعارات الفلسطينية حضرت بقوة في مسيرات العمال لهذا العام، حيث رفع المتظاهرون في مسيرات الاتحاد المغربي للشغل والاتحاد الوطني للشغل والمنظمة الديمقراطية للشغل والكونفدرالية الديمقراطية للشغل والفيدرالية الديمقراطية للشغل، لافتات تحيي بحرارة صمود الأسرى الفلسطينيين في معركة"الأمعاء الخاوية" التي يخوضونها في سجون الاحتلال، مطالبين الدولة المغربية بدعم هؤلاء الأسرى ماديا ومعنويا، ووقف جميع أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني. هجوم على حكومة العثماني. ذكرى فاتح ماي بتطوان، لم تمر دون مهاجمة جل النقابات للحكومة الجديدة التي يقودها سعد العثماني، حيث ركزت شعارات وكلمات النقابات على البرنامج الاقتصادي والاجتماعي للعثماني، واصفين حكومته بأنها "حكومة مشبوهة" ولن تقدم أي جديد للمغاربة، بينما اختارت نقابة الاتحاد المغربي للشغل المقربة من حزب العدالة والتنمية، مدينة المضيق لتنظيم فعالياتها لهذا العام، مركزة على المطالب الفئوية للعمال التابعين لها. المشاركون في مسيرة المنظمة الديمقراطية للشغل بتطوان المقربة من حزب الأصالة والمعاصرة، هتفوا ضد ما اعتبروه "الحكرة" والظلم والقهر الذي تتعرض له فئات في المجتمع، واصفين صورة "مي عيشة" وهي على برج الاتصالات بأنها "صورة حية لبؤس الواقع اليومي وحياة الفقراء المتعايشين مع فقرهم الأبدي والظلم الاجتماعي والقهرة". ورفع المتظاهرون في مسيرة الاتحاد المغربي للشغل، والتي كانت أكبر مسيرة في تطوان، شعارات تهاجم حكومة العثماني وبرنامجها الاقتصادي والاجتماعي، وتتهم الدولة بنهج سياسة التفقير ضد الطبقات الكادحة في المجتمع وبالتطبيق الحرفي لاملاءات صندوق النقد الدولي، مرددين هتافات من قبيل: "الحكومات مشات وجات.. والحالة هي هي.. عيتونا بالشعارات.. والشعب الضحية"، "هذا التعليم وحنا ناسو.. والمخزن يجمع راسو". الكونفدرالية الديمقراطية للشغل، وصفت حكومة العثماني بأنها حكومة ترضية الخواطر، متسائلة في كلمة رسمية لأحد مسؤوليها في المسيرة، بالقول: "كيف لحكومة مبنية على الريع أن تقطع مع الريع وهي تضم فاسدين"، مشيرة إلى أن الحكومة الجديدة ستزيد من منطق الأزمات في المغرب، حسب النقابة المذكورة. كما هاجم نقابيو الفيدرالية الديمقراطية للشغل في مسيرتهم، رئيس الجماعة الحضرية لتطوان، متهمين إياه بإقصاء النقابات من أي حوار بخصوص السياسات العامة بالمدينة، مرددين هتافات تطالب ب"الحد من توغل شركة النقل الحضري في تطوان، وتساهل رئيس المجلس الجماعي مع تجاوزاتها"، وتدعو محمد إدعمار إلى نهج سياسة تواصلية واضحة وفعالية مع مختلف الأطراف السياسية والنقابية والمدنية في المدينة. وفي مدينة المضيق، تظاهر العشرات من العمال المنضوين تحت لواء الاتحاد الوطني للشغل، منددين بما اعتبروه الظلم والحيف الذي يتعرضون له من طرف "الباطرونا"، مرددين شعارات تطالب حكومة العثماني بإنصاف العمال وتنزيل القوانين المؤطرة لحقوقهم.