لم تكن "الباتول" التي لقيت مصرعها، الاثنين الماضي، بمعبر باب سبتةالمحتلة، تعلم بمصيرها المحتوم، وأن آخر يوم في حياتها سيكون الاثنين 24 أبريل ب"معبر الموت"، حيث حضر شقيقها مصطفى، ليلة الأحد 23 أبريل، إلى منزلها بحي كنديسة الفوقية بالفنيدق، واقترح عليها التوقف عن ارتياد معبر باب سبتة، حيث تمتهن التهريب منذ أربع سنوات، فأجابته بأنها تفكر جديا في ذلك، وأنها تبحث عن عمل يعيلها هي وزوجها المصاب بإعاقة في رجله، يحكي مصدر حقوقي، لكن الموت لم يمهلها. وقد رد مرصد الشمال لحقوق الإنسان بقوة على كل الجهات التي حاولت تبسيط حادث مصرع "الباتول"، وهي سيدة مغربية في الخمسينيات من عمرها بباب سبتة، باعتباره حادث تدافع عادي، حيث قال المرصد في بلاغ للرأي العام إن الحادث ليس بسيطا، بل يكشف بوضوح عن عجز الدولة في إيجاد بدائل: "فإن مرصد الشمال لحقوق الإنسان يرى أن ذلك يكشف بوضوح عدم قدرة الدولة المغربية في إيجاد فرص شغل تحفظ للمواطنين والمواطنات كرامتهم وإنسانيتهم". واعتبر المرصد في بلاغ توصل به "اليوم 24" بنسخة منه، أن عجز الدولة عن توفير فرص شغل يتم في ظل استمرار ارتفاع مؤشرات الفساد والاحتقان الاجتماعي، من حرق للذات، والارتماء في حضن التنظيمات المتطرفة، والهجرة عبر قوارب الموت، والحراك الشعبي بالحسيمة، وغياب العدالة الاجتماعية، وتراجع المغرب على مؤشر التنمية البشرية. وبينما حمل المرصد السلطات المركزية مسلسل تدهور الأوضاع في المنطقة والنتائج المترتبة عن ذلك، بعد وفاة الباتول، طالب في الوقت نفسه بالكشف عن مصير التحقيق في قضية سعاد الخطابي، السيدة العشرينية التي توفيت بمعبر باب سبتة قبل حوالي شهر، مؤكدا أن نتائج التحقيقات التي فتحتها النيابة العامة لم تظهر لحد الآن.