العرائش أنفو    موتسيبي يشكر الملك محمد السادس على دعمه الكبير للرياضة بإفريقيا    تسعة ملاعب مغربية تستضيف النسخة ال35 من كأس إفريقيا    توقيع اتفاقية لاحتضان المغرب رسميا مقر جمعية الأندية الإفريقية لكرة القدم    إغلاق ميناء طنجة في وجه الملاحة البحرية    وزارة التجهيز تُحقق في فاجعة سد المختار السوسي    لقجع يوقع مذكرة تفاهم مع هيرسي علي سعيد لاحتضان المغرب لمقر جمعية الأندية الإفريقية لكرة القدم    أداء متباين في بورصة الدار البيضاء    عملية حد السوالم إستباقية أمنية و يقظة إستخباراتية في مواجهة الخطر الإرهابي.    فاجعة نفق سد أولوز بتارودانت .. انتشال جثتين فقط وفرق الوقاية المدنية تسارع الزمن لانتشال الباقي    اخنوش : المغرب حقق إنجازا "غير مسبوق" باستقطابه 17.4 مليون سائح سنة 2024    رئيس الحكومة: انخرطنا في توقيع عقود تطبيقية لتنفيذ خارطة الطريق السياحية جهويا    الأمين العام لمنظمة السياحة العالمية يشيد بالرؤية السامية لجلالة الملك للنهوض بالسياحة في المغرب    وزارة التجهيز تحذر من أمواج عاتية بعلو يتراوح بين 4 و6.5 أمتار الخميس المقبل    توقيف شخصين متورطين في ترويج المخدرات القوية بطنجة    انهيار ترابي كبير يقطع الطريق الساحلية بين الحسيمة وتطوان    أخنوش: لدعم السياحة نفذت الحكومة في عز الجائحة مخططا استعجاليا بقيمة مليارَي درهم    أخنوش: الرهان على التسويق والترويج مفتاح لتكريس مكانة بلادنا كوجهة سياحية عالمية    مستشفيات طنجة: خلية طوارئ تعمل 24/24 لمواجهة وباء بوحمرون بخطة عمل استباقية    توقعات بعودة التساقطات الثلجية إلى مرتفعات الحسيمة    رحو يدعو إلى عقلنة استغلال المعطيات الشخصية في "السجل الاجتماعي"    مئات الآلاف من النازحين يعودون إلى شمال غزة في مشهد إنساني مؤثر    ناس الغيوان تلهب حماس الجمهور في حفل استثنائي في ستراسبورغ    طهاة فرنسيون مرموقون: المطبخ المغربي يحتل مكانة متميزة في مسابقة "بوكوس دور"    الجامعة الوطنية للصحة بالمضيق-الفنيدق تصعّد ضد تردي الوضع الصحي    بما فيها "الاستبعاد المدرسي".. "الصحة" و"التعليم" تطلقان تدابير جديدة في المدارس لمواجهة انتشار الأمراض المعدية    مسرح البدوي يخلد الذكرى الثالثة لرحيل عميد المسرح المغربي الأستاذ عبدالقادر البدوي.    الدفاع الجديدي يطالب بصرامة تحكيمية ترتقي بالمنتوج الكروي    بعد النتائج السلبية.. رئيس الرجاء عادل هالا يعلن استقالته من منصبه    مشاهير مغاربة يتصدرون الترشيحات النهائية ل "العراق أواردز"    أربعاء أيت أحمد : جمعية بناء ورعاية مسجد "أسدرم " تدعو إلى المساهمة في إعادة بناء مسجد دوار أسدرم    كأس إفريقيا للأمم…تصنيف المنتخبات في القرعة    هروب جماعي من سجن في الكونغو    المعارضة تطالب باستدعاء التهراوي    المنتخب المغربي لكرة القدم لأقل من 17 سنة ينهزم وديا أمام غينيا بيساو    أمطار وزخات رعدية متوقعة في عدة مناطق بالمغرب مع طقس متقلب اليوم    متى تأخر المسلمون، وتقدم غيرهم؟    المال من ريبة إلى أخرى عند بول ريكور    الولايات المتحدة تعلن تمديد وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل حتى 18 فبراير    نقابة التعليم العالي تدين توقيف أستاذين بجامعة محمد الخامس وتدعو إلى سحب القرار    إضراب واعتصام أمام الادارة العامة للتكوين المهني لهذا السبب    الكرملين ينتظر إشارات من واشنطن لاجتماع محتمل بين بوتين وترامب    ريدوان يهدي المنتخب المغربي أغنية جديدة بعنوان "مغربي مغربي"    وعود ترامب الثلاثة التي تهم المغرب    وفد عسكري مغربي يزور مؤسسات تاريخية عسكرية في إسبانيا لتعزيز التعاون    الصين: قدرة تخزين الطاقة الجديدة تتجاوز 70 مليون كيلووات    سكان قطاع غزة يبدأون العودة للشمال بعد تجاوز أزمة تتعلق برهينة    تايلاند تصرف دعما لكبار السن بقيمة 890 مليون دولار لإنعاش الاقتصاد    طلبة الطب والصيدلة يطالبون بتسريع تنزيل اتفاق التسوية    تراجع أسعار النفط بعد دعوة الرئيس ترامب أوبك إلى خفض الأسعار    برودة القدمين المستمرة تدق ناقوس الخطر    ندوة ترثي المؤرخة لطيفة الكندوز    حريق جزئي في بناية 'دار النيابة' التاريخية بطنجة بسبب تماس كهربائي    شبكة صحية تنتقد الفشل في التصدي ل"بوحمرون" وتدعو لإعلان حالة طوارئ صحية    غياب لقاح المينانجيت في الصيدليات يعرقل سفرالمغاربة لأداء العمرة    أرسلان: الاتفاقيات الدولية في مجال الأسرة مقبولة ما لم تخالف أصول الإسلام    المجلس العلمي المحلي لإقليم الناظور يواصل برامجه التكوينية للحجاج والمعتمرين    ثمود هوليود: أنطولوجيا النار والتطهير    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



معبر سبتة.. هكذا يتعرض المغاربة للحكرة على يد حرس الحدود الإسبان
شاب ‬فقد ‬شبكة ‬عينه ‬وآخرون ‬أصيبوا ‬إصابات ‬بليغة ‬إضافة ‬إلى ‬الإهانات ‬والسب ‬والقذف
نشر في المساء يوم 16 - 12 - 2014

‮ ‬في ‬هذه ‬الأثناء، ‬لا ‬يزال ‬عصام ‬هيدور، ‬ضحية ‬الاعتداء ‬الجسدي ‬العنيف ‬من ‬طرف ‬الشرطة ‬الإسبانية، ‬يكابد ‬جراحه ‬وآلامه‮ ‬ ‬بمستشفى ‬مدينة ‬سبتة، ‬حيث ‬تم ‬الإبقاء ‬عليه ‬للعلاج ‬لمدة‮ ‬ ‬عشرة ‬أيام، ‬بعد ‬إصابته‮ ‬ ‬بكسر ‬في ‬أنفه، ‬وفقدانه ‬شبكة ‬عينه ‬اليمنى. ‬عصام ‬شاب ‬يمتهن ‬التهريب ‬المعيشي، ‬اضطر ‬مثل ‬غيره ‬من ‬آلاف ‬شباب ‬تطوان، ‬إلى ‬الولوج ‬إلى ‬سبتة، ‬فجر ‬كل ‬يوم، ‬عساه ‬يظفر ‬ببعض ‬الدراهم ‬تقيه ‬وأسرته ‬شر ‬الفاقة ‬والعوز، ‬لكن ‬بطش ‬رجال ‬الإسبان ‬كان ‬قدره ‬يوم ‬الخميس ‬الماضي، ‬ليتعرض ‬لاعتداء ‬شنيع ‬من ‬طرف‮ ‬ ‬بعض ‬عناصر ‬الأمن ‬الإسبانية ‬العاملة ‬بالمعبر. ‬وفي ‬غياب ‬أي ‬دعم ‬حقوقي ‬مغربي، ‬أو ‬تبني ‬ملفه، ‬قام ‬وفد‮ ‬ ‬يمثل ‬جمعية ‬مدنية ‬تسمى ‬‮«‬جمعية ‬العهد ‬الجديد ‬للتنمية ‬الاجتماعية ‬و الثقافية‮»‬ ‬بالفنيدق ‬بزيارة ‬ميدانية ‬للضحية ‬بالمستشفى ‬الجامعي ‬بسبتة، ‬لمساندته ‬ومؤازرته، ‬وأصر ‬ضحية ‬الاعتداء، ‬على ‬متابعة‮ ‬ ‬المعتدين ‬عليه، ‬فيما ‬‮ ‬اشترطت ‬إدارة ‬المستشفى ‬منحه ‬شهادة ‬طبية ‬تثبت ‬عجزه ‬الصحي ‬في ‬حالة ‬‮ ‬تجنب ‬المتابعة ‬القضائية، ‬مما ‬جعل ‬الضحية ‬يندد ويحتج ‬على‮ ‬ ‬ذلك، ‬مهددا ‬بأنه ‬في ‬حالة ‬عدم ‬منحه ‬شهادة ‬طبية ‬تثبت ‬جسامة ‬الاعتداء ‬الجسدي ‬عليه، ‬فإنه ‬سيخوض ‬اعتصاما ‬مفتوحا ‬وإضرابا ‬عن ‬الطعام ‬داخل ‬المستشفى‮ ‬.‬
‬حالة ‬عصام ‬ليست ‬الأولى ‬من ‬نوعها ‬ولن ‬تكون ‬بالتأكيد ‬الأخيرة، ‬في ‬ظل ‬غياب‮ ‬ ‬اهتمام ‬الجمعيات ‬الحقوقية ‬‮ ‬بما ‬يتعرض ‬له ‬شباب ‬ونساء ‬تطوان، ‬من ‬بطش ‬وتعنيف ‬جسدي ‬وما ‬يطالهم ‬من ‬ابتزاز ‬وظلم. ‬كما ‬أن ‬أغلب ‬رجال ‬الشرطة ‬الإسبان ‬أصبحوا ‬في ‬منأى ‬عن ‬المتابعات ‬القضائية، ‬حيث ‬يتم ‬حفظ ‬أغلب ‬الشكايات ‬الموجهة ‬ضدهم، ‬بعضها ‬بلغ ‬حد‮ ‬ ‬القتل ‬رميا ‬بالرصاص.‬
إفلات ‬من ‬العقاب
لقد ‬لقي ‬العديد ‬من ‬الشبان ‬المغاربة ‬مصرعهم ‬برصاص ‬الشرطة ‬أو ‬الحرس ‬المدني ‬الإسباني،‮ ‬ ‬دون ‬أن‮ ‬ ‬تتم ‬معاقبة ‬المعتدين، ‬رغم ‬المراسلات ‬العديدة ‬التي ‬يوجهها ‬محامو ‬الضحايا‮ ‬ ‬للجهات ‬القضائية ‬لتحديد ‬المسؤوليات ‬في ‬وفاتهم، ‬فيما ‬يتم ‬حفظ ‬أغلب ‬الشكايات ‬أو ‬تبرئة ‬عناصر ‬الأمن ‬من ‬تهمة ‬القتل ‬العمد. ‬فمدينة ‬الفنيدق ‬مازالت ‬تتذكر ‬كيف ‬لقي ‬ابنها ‬بلال ‬أرجاز ‬مصرعه بالجزيرة ‬الخضراء،‮ ‬ ‬بست ‬طلقات ‬نارية ‬من ‬طرف ‬الحرس ‬المدني ‬الإسباني ‬صباح ‬يوم ‬17 ‬ماي ‬من ‬سنة ‬2008. ‬رفعت‮ ‬ ‬أسرة ‬الشاب ‬دعوى ‬قضائية ‬ضد ‬الحرس ‬المدني ‬بتهمة ‬القتل، ‬معززة ‬بالعديد ‬من ‬‮ ‬إفادات ‬الشهود، ‬لتفاجأ ‬ثلاث ‬سنوات ‬بعدها، ‬بسحب‮ ‬ ‬النيابة ‬العامة ‬الإسبانية‮ ‬ ‬الدعوى ‬المقدمة ‬ضد ‬عنصر ‬الحرس ‬المدني ‬الإسباني، ‬الذي ‬كان ‬قيد ‬المحاكمة ‬بتهمة ‬قتل ‬بلال. ‬فقد ‬أصدرت ‬‮ ‬النيابة ‬العامة ‬قرارها ‬بعدم ‬متابعة ‬عنصر ‬الحرس ‬المدني ‬الإسباني ‬بتهمة ‬القتل ‬أو ‬التسبب ‬فيه، ‬بمبرر‮ ‬ ‬أن ‬السائق ‬عرض ‬نفسه ‬للخطر، ‬وعدم ‬الامتثال ‬لأوامر ‬الحرس ‬المدني ‬الإسباني،‮ ‬خلال ‬سياقته ‬سيارته ‬من ‬نوع ‬‮«‬سياط ‬ليون‮»‬، ‬وفي ‬الوقت ‬الذي‮ ‬ ‬طالب ‬فيه ‬دفاع ‬الضحية رامون ‬كارتيرا، ‬بمتابعته ‬بتهمة ‬القتل ‬غير ‬العمد، ‬مطالبا ‬بالحكم ‬عليه ‬بأربع ‬سنوات ‬حبسا ‬وتعويض ‬عائلة ‬الضحية ‬المغربي ‬بمبلغ ‬مالي ‬قدره‮ ‬482000‮ ‬أورو.‬
‮ ‬مازالت ‬عائلة ‬بلال ‬لحد ‬اليوم ‬لم ‬تستسغ ‬قرار ‬النيابة ‬العامة ‬الإسبانية، ‬فعائلة ‬الضحية‮ ‬ ‬نفت ‬في ‬لقاء ‬سابق ‬مع ‬الجريدة ‬‮ ‬أن ‬يكون ‬ابنها ‬بلال ‬حاول ‬‮«‬اختراق ‬حاجز ‬أمني‮»‬ ‬كما ‬زعمت ‬السلطات ‬الإسبانية، ‬أو ‬كونه ‬في ‬وضعية ‬غير ‬قانونية ‬وذا ‬سوابق ‬قضائية. ‬‮«‬لا ‬نعرف ‬من ‬أين ‬تأتى ‬السلطات ‬الإسبانية ‬بهذه ‬المعلومات؟ ‬بلال ‬كان ‬في ‬وضع ‬سليم ‬وسجله ‬القضائي ‬ناصع ‬البياض‮»‬، ‬تقول ‬أسرته. ‬لا ‬أحد ‬يعرف ‬لحد ‬الآن ‬دواعي ‬إطلاق ‬النار ‬على ‬راكبي ‬السيارة، ‬كما ‬أن ‬رجال ‬الحرس ‬المدني ‬والخبراء ‬لم ‬يجدوا ‬أي ‬قطعة ‬سلاح ‬معهم، ‬بالإضافة ‬إلى ‬أن ‬أحد‮ ‬ ‬ركاب ‬السيارة ‬الثلاثة ‬له ‬جنسية ‬إسبانية، ‬ويشتغل ‬بنفس ‬الميناء، ‬وهو ‬شخص ‬معروف ‬من ‬طرف ‬العناصر ‬الأمنية،‮ ‬ ‬لكن ‬دون ‬أن ‬تحظى ‬أسئلة ‬الأسرة ‬بأجوبة ‬تشفي ‬غليلها، ‬كما ‬أنه ‬لم ‬تتم ‬معاقبة ‬المعتدين.‬
نفس ‬الأمر ‬حدث ‬مع ‬مغربي ‬آخر ‬سنة ‬2003، ‬حين ‬اخترق ‬رصاص ‬الحرس ‬المدني ‬الإسباني ‬رأس ‬جندي ‬مغربي ‬متقاعد ‬كان ‬يدعى ‬مصطفى ‬لحرش. ‬كان ‬الضحية‮ ‬لحرش، ‬وهو ‬جندي ‬متقاعد ‬وأب ‬لخمسة ‬أبناء، ‬‮ ‬يمارس ‬‮«‬التهريب ‬المعيشي‮»‬ ‬الذي ‬يقوم ‬أساسا ‬على ‬تهريب ‬سلع ‬قليلة ‬من ‬سبتة ‬وإعادة ‬بيعها ‬على ‬الحدود، ‬أو ‬حمل ‬سلع ‬لمهربين ‬كبار ‬مقابل ‬مبلغ ‬مالي.‬‮ ‬ ‬وفي‮ ‬ ‬يوم ‬3 ‬أكتوبر ‬من ‬سنة ‬2003،‮ ‬ ‬على ‬الساعة ‬الحادية ‬عشرة ‬والنصف ‬صباحا، ‬سيطلق ‬الحرس ‬المدني ‬الإسباني ‬النار ‬على ‬لحرش، ‬ليلقى ‬حتفه‮ ‬ ‬فورا. ‬تصدر ‬خبر ‬الوفاة ‬معظم ‬نشرات ‬الأخبار ‬الإسبانية، ‬وأوفدت‮ ‬ ‬حكومة ‬رئيس ‬الحكومة ‬السابق، ‬خوسي ‬ماريا ‬أثنار، ‬لجنة ‬تضم ‬مسؤولين ‬مدنيين ‬وعسكريين ‬في ‬المدينة ‬حلت ‬بمدينة ‬سبتة ‬للتحقيق ‬مع ‬السلطات ‬الإسبانية ‬في ‬مقتل ‬المواطن ‬المغربي ‬على ‬الحدود، ‬قبل ‬أن ‬يتم ‬طي ‬الملف ‬وعدم ‬متابعة ‬أي ‬شرطي، ‬حيث ‬اكتفى ‬بلاغ ‬حكومي ‬بالقول ‬إن ‬‮«‬القتل ‬غير ‬متعمد‮»‬.‬‮ ‬ ‬وتوقع ‬المراقبون ‬الإسبان ‬والمغاربة ‬‮ ‬أن ‬يلقي ‬الحادث ‬بظلاله ‬من ‬جديد ‬على ‬العلاقات ‬بين ‬الرباط ‬ومدريد، ‬لكن ‬شيئا ‬من ‬ذلك ‬لم ‬يحدث.‬
‮ ‬ويستغرب ‬حقوقيون ‬إسبان ‬كيف ‬يتم ‬طي ‬مثل ‬هذه ‬الملفات‮ ‬ ‬دون ‬أن ‬تتم ‬معاقبة ‬المعتدين، ‬فيما ‬يستشهد ‬محام ‬من ‬سبتة ‬في ‬حديثه ‬مع ‬الجريدة، ‬بقضية المهاجر ‬المغربي ‬مصطفى ‬حجاج (‬24 ‬عاما)‬، ‬الذي ‬توفي ‬وهو ‬رهن ‬التوقيف ‬في ‬مركز ‬للحرس ‬المدني ‬الإسباني ‬بمدينة ‬سبتة. ‬فالحرس ‬المدني ‬الإسباني ‬ادعى ‬أنه ‬انتحر ‬شنقا، ‬بينما ‬أصرت ‬عائلة ‬الضحية ‬على ‬أنه ‬قتل ‬على ‬يد ‬أفراد ‬الحرس. ‬ويقول ‬المحامي ‬إن ‬مغاربة ‬سبتة ‬المنضوين ‬تحت ‬لواء ‬الجمعيات ‬الحقوقية ‬شكلوا ‬لجنة ‬مراقبة ‬يرابط ‬أعضاؤها ‬في ‬المقبرة ‬للحيلولة ‬دون ‬دفن ‬جثمان ‬الضحية ‬بناء ‬على ‬قرار ‬القاضية ‬الإسبانية ‬إلى ‬حين ‬إجراء ‬تحقيق ‬يراعي ‬نتائج ‬التشريح ‬المضاد، ‬الذي ‬أظهر ‬أنه ‬قتل ‬بضربات ‬آلة ‬حادة ‬تسببت ‬له ‬في ‬نزيف ‬داخلي.‬
وكشفت ‬حينها ‬‮ ‬نتائج ‬التشريح ‬‮ ‬الطبي ‬المضاد (‬الثاني) ‬الذي ‬أنجزته ‬عائلة ‬الضحية، ‬أن ‬الوفاة ‬ناتجة ‬عن ‬‮«‬ضرب ‬تلقاه ‬الضحية ‬بواسطة ‬آلة ‬حادة ‬أصابته ‬في ‬الرأس ‬والصدر ‬والقدمين ‬وأجزاء ‬أخرى ‬من ‬الجسم، ‬مما ‬تسبب ‬له ‬في ‬نزيف ‬داخلي‮»‬. ‬كما ‬انتقد ‬محامي ‬الأسرة ‬موقف ‬القاضية ‬الإسبانية ‬التي ‬نظرت ‬في ‬القضية، ‬عند ‬رفضها ‬استدعاء ‬الشهود، ‬لكونه ‬يتعارض ‬مع ‬إجراءات ‬البحث ‬النزيه ‬في ‬التهم ‬الموجهة ‬لجهاز ‬الحرس ‬المدني، ‬ليتم ‬طي ‬الملف‮ ‬ ‬دون‮ ‬ ‬معاقبة ‬أي ‬طرف.‬
‬اعتداء وبطش ‬حدودي
لا ‬تتوقف ‬آلة ‬البطش ‬والتعنيف ‬اللذان ‬يطالان ‬شبابا ‬ونساء ‬يتحدرون ‬من ‬ولاية ‬تطوان. ‬يكفي ‬لأي ‬شخص ‬أن ‬يتوجه ‬فجر ‬كل ‬يوم ‬إلى ‬معبر ‬باب ‬سبتة ‬ليعاين ‬المعاملة ‬المهينة ‬والسب ‬والضرب ‬الذي ‬يطال ‬المغاربة، ‬سواء‮ ‬ ‬من ‬الجانب ‬المغربي ‬أو ‬الإسباني، ‬فهراوات ‬الإسبان ‬لا ‬تتوقف‮ ‬ ‬عن ‬ضرب ‬شباب ‬ونساء ‬وكهول ‬ساقتهم ‬الأقدار ‬إلى ‬تعاطي ‬حمل ‬رزم ‬السلع ‬أو ‬للعمل ‬في ‬التهريب ‬المعيشي.‬
‬عديدة ‬هي ‬الحالات ‬التي ‬وقفنا ‬عليها، ‬وشهادات ‬مصادق ‬عليها ‬تم ‬تحريرها ‬من ‬طرف ‬العديد ‬‮ ‬من ‬ضحايا ‬الاعتداءات ‬الجسدية، ‬التي ‬تعرضوا ‬لها ‬بمعبر ‬باب ‬سبتة، ‬سواء ‬على ‬يد ‬الأمن ‬الإسباني ‬أو ‬المغربي.‬‮ ‬ ‬فخلال ‬هذه ‬السنة ‬ارتفعت ‬وتيرة ‬الاعتداءات ‬بشكل ‬ملفت ‬وخطير. ‬فسجل‮ ‬ ‬المعبر ‬حافل ‬بالعديد ‬من ‬الحالات، ‬بعض ‬منها ‬تتوفر ‬الجريدة ‬على ‬نسخ ‬منه،‮ ‬ ‬كحالة (‬عبد ‬السلام. ‬ح)‬، ‬المزداد ‬سنة ‬1946، ‬والذي ‬تعرض ‬لاعتداء ‬جسدي ‬بمعبر ‬باب ‬سبتة ‬على ‬يد ‬رجل ‬أمن ‬مغربي. ‬ويسرد ‬عبد ‬السلام ‬حكايته ‬حول ‬تعرضه ‬للضرب ‬والجرح،‮ ‬ ‬كيف ‬تعرض ‬لاعتداء ‬جسدي ‬على ‬يد ‬رجل ‬أمن ‬بمعبر ‬باب ‬سبتة،‮ ‬ ‬يوم ‬28 ‬يناير ‬الماضي ‬صباحا. ‬كان‮ ‬ ‬الشرطي، ‬حسب ‬شكاية ‬عبد ‬السلام، ‬يحمل ‬سوطا، ‬عبارة ‬عن ‬سلك ‬كهربائي، ‬انهال ‬به ‬عليه ‬ليصيبه ‬بأضرار ‬بليغة ‬على ‬مستوى ‬الأذن، ‬أسفرت ‬عن ‬إصابته ‬بعجز ‬صحي ‬لمدة ‬13 ‬يوما.‬
‬وفي ‬نفس ‬الشهر، ‬سيتعرض ‬مغربي ‬آخر ‬لاعتداءات ‬جسدية ‬مماثلة، ‬على ‬يد ‬جمركي ‬مغربي ‬بمعبر ‬باب ‬سبتة. ‬يحكي (‬جمال .‬ب)‬، ‬البالغ‮ ‬ ‬من ‬العمر ‬41 ‬سنة، ‬والقاطن‮ ‬ ‬بحي ‬المرجة‮ ‬ ‬بمدينة ‬الفنيدق،‮ ‬ ‬كيف ‬حجز ‬منه ‬الجمركي ‬بعض ‬الأغطية ‬قبل ‬أن ‬يشبعه ‬ضربا. ‬وحرر‮ ‬ ‬بدوره، ‬وهو ‬أب ‬لخمسة ‬أبناء،‮ ‬ ‬شكاية ‬تمت ‬المصادقة ‬عليها ‬بمصلحة ‬إثبات ‬الإمضاء ‬ببلدية ‬المدينة،‮ ‬ ‬يطالب ‬فيها ‬بإنصافه، ‬ومعاقبة ‬المعتدي. ‬ويقول ‬فاعل ‬جمعوي ‬بمدينة ‬الفنيدق، ‬إن ‬أغلبية ‬ضحايا ‬الاعتداءات ‬الجسدية ‬على ‬يد ‬رجال ‬الأمن ‬أو ‬الجمارك، ‬يتراجعون ‬إلى ‬الخلف ‬بعد ‬تحرير ‬شكاياتهم، ‬ولا ‬يوجهونها ‬إلى ‬النيابة ‬العامة، ‬بسبب ‬تعرضهم ‬لضغوطات ‬كبيرة ‬من ‬طرف ‬بعض ‬المسؤولين، ‬أو ‬خوفا ‬من ‬الانتقام ‬منهم ‬بعدها ‬بمعبر ‬باب ‬سبتة، ‬وحجز‮ ‬ ‬رزم ‬السلع ‬التي ‬يحملونها، ‬والتي ‬تعتبر ‬مورد ‬رزقهم ‬الوحيد. ‬ويستشهد ‬بحالة ‬امرأة ‬تدعى ‬لبنى، ‬تعرضت ‬لاعتداء ‬جسدي ‬على ‬يد ‬شرطي ‬بالمعبر ‬يوم ‬25 ‬يونيو ‬الماضي، ‬حيث ‬آزرتها ‬جمعية ‬مدنية ‬بمدينة ‬الفنيدق، ‬وحررت ‬شكاية ‬في ‬الحادث ‬من ‬أجل ‬إيداعها ‬لدى ‬النيابة ‬العامة، ‬قبل ‬أن ‬تقرر ‬التراجع.‬‮ ‬فالعشرات ‬من ‬الشبان ‬يتحملون ‬كل ‬أنواع ‬السب ‬والإهانة ‬والضرب،‮ ‬ ‬وبشكل ‬شبه‮ ‬ ‬يومي ‬دون ‬أن ‬يجرؤوا ‬على‮ ‬ ‬الاحتجاج،‮ ‬ ‬على ‬اعتبار ‬أن ‬تقديم ‬شكاية ‬رسمية، ‬سيكون ‬نهاية ‬حتمية ‬لكسب ‬قوت ‬يومهم ‬من ‬معبر ‬باب ‬سبتة.‬
حكرة ‬وإهانات ‬وإحراق ‬للذات
في ‬يوم ‬الجمعة ‬6 ‬شتنبر ‬من ‬السنة ‬الماضية، ‬خرج ‬الآلاف ‬من ‬سكان ‬مدينة ‬تطوان ‬لتشييع ‬جنازة ‬الشاب ‬عبد ‬الرحمان ‬الشيخ، ‬البالغ ‬من ‬العمر‮ ‬23‮ ‬سنة. ‬وفاة ‬الضحية ‬لم ‬تكن ‬عادية، ‬حيث ‬لفظ ‬الشاب ‬أنفاسه ‬بعدما ‬أضرم ‬النار ‬في ‬جسده ‬بمعبر ‬‮«‬باب ‬سبتة‮»‬ ‬احتجاجا ‬على ‬تعسفات ‬بعض ‬رجال ‬الجمارك. ‬تحولت ‬مراسيم ‬تشييع ‬الجنازة ‬إلى ‬مسيرة ‬شعبية ‬غاضبة ‬نحو ‬مقر مديرية ‬الجمارك ‬بتطوان، ‬مما ‬أثار ‬استنفار ‬المصالح ‬الأمنية ‬والاستخباراتية، ‬التي ‬سارعت ‬إلى ‬‮ ‬تطويق ‬المقر بحاجزين ‬أمنيين ‬من ‬بعض ‬العناصر ‬الأمنية ‬بلباس ‬مدني ‬‮ ‬وفرق ‬من ‬عناصر ‬التدخل ‬السريع ‬خوفا ‬من ‬اقتحامهم ‬لها. ‬عمت ‬حالة ‬من ‬الغضب ‬العارم ‬مشيعي ‬جنازة ‬الهالك ‬عبد ‬الرحمان ‬الشيخ، ‬‮ ‬بعدما ‬رفض ‬المسؤولون ‬الأمنيون ‬السماح ‬لهم ‬بالاحتجاج‮ ‬ ‬قبالة ‬إقامة ‬أحد ‬عناصر ‬الجمارك ‬بالحي ‬الإداري، ‬الذي ‬يتهمونه ‬بحجز ‬سيارة ‬الهالك ‬والمواد ‬الغذائية ‬التي ‬كانت ‬على ‬متنها، ‬حيث ‬اكتفوا ‬برفع ‬شعارات ‬قوية ‬ضده ‬واصفين ‬إياه ‬ب ‬‮« ‬المسؤول ‬المباشر ‬وراء ‬دفع ‬الشاب ‬إلى ‬إضرام ‬النار ‬في‮ ‬ذاته‮»‬،‮ ‬وضد ‬بعض ‬المسؤولين ‬الجمركيين ‬بمعبر ‬باب ‬سبتة، ‬فيما ‬رفع ‬آخر ‬لافتة ‬كبيرة ‬كتب ‬عليها ‬‮«‬اللي ‬عندو ‬الدرهم ‬يفوت ‬واللي ‬ما ‬عندوش ‬يموت‮»‬، ‬واصفين ‬ما ‬يجري‮ ‬ ‬بالنقطة ‬الحدودية ‬ب ‬‮«‬الفساد ‬والرشوة ‬والحكرة ‬والظلم‮»‬.‬‮ ‬
تحولت ‬مراسيم ‬التشييع ‬إلى ‬جنازة ‬لإدانة ‬الإهانة ‬والظلم، ‬والاعتداءات ‬التي ‬يتعرض ‬لها ‬الآلاف ‬من ‬ممتهني ‬حمل ‬البضائع ‬المهربة ‬من ‬سبتة ‬إلى ‬المغرب، ‬كما ‬طالب ‬آخرون ‬الدولة ‬المغربية بالحد ‬من ‬اعتبار ‬تطوان ‬وشبابها ‬المعطل ‬ب ‬‮«‬المغرب ‬غير ‬النافع‮»‬، ‬عبر ‬ضرورة ‬إحداث ‬معامل ‬ووحدات صناعية ‬تنتشلهم ‬من ‬البطالة ‬والتعاطي ‬للتهريب ‬المعيشي ‬بباب سبتة،‮ ‬من ‬أجل ‬سد ‬رمقهم ‬وإعالة ‬أسرهم، ‬حيث ‬لا ‬تتوفر ‬المدينة ‬على ‬أي ‬مركبات ‬صناعية ‬على ‬غرار ‬بقية ‬المدن ‬المغربية، ‬وهو ‬ما ‬يعرضهم ‬للإهانة ‬اليومية ‬والعنف ‬و»الحكرة‮»‬ ‬والضرب ‬بالمعبر ‬الذي ‬يعتبر ‬البديل ‬الوحيد ‬لعيشهم.‬‮ ‬


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.