قررت المفتشية العامة للدرك الملكي وبأمر من قيادتها العليا، التشطيب على الدركي، الذي جرى توقيفه مؤخرا، بمدينة إفران بمنزل العقل المدبر لعملية نقل المخدرات على متن سيارة أجرة قادمة من مدينة فاس، نحو مدينة أزرو، والتي حددت بعض المصادر المطلعة كميتها في كيلو و200 غرام من الحشيش «الشيرا». من جهتها، أمرت المحكمة العسكرية الدائمة بالرباط، إيداع الدركي و3 شرطيين من بينهم مفتش ممتاز، رهن الاعتقال الاحتياطي بسجن الزاكي بمدينة سلا، في انتظار مثولهم في جلسة الاستنطاق التفصيلي، بعد أن استمعت إليهم تمهيديا، عقب إحالتهم عليها من قبل الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بمكناس، في حالة اعتقال وسط الأسبوع الماضي، فيما يقبع المتهمون المدنيون الثلاثة بسجن تولال 2 بضواحي مكناس، حيث سيخضعون للتحقيق من أجل فك لغز علاقتهم برجال أمن إفران من دركيين وشرطيين، وهل العملية تعتبر الأولى أم سبقتها عمليات مشابهة تورط فيها الدركي وشركائه بسلك الشرطة بإفران؟، تقول مصادرنا. وعلمت «اليوم24» أن هذا الملف، والذي هز جهازي الشرطة والدرك بإفران، ووصلت هزاته الارتدادية إلى الإدارة العامة للأمن الوطني والدرك بالرباط، فبعثت المؤسستان الأمنيتان بلجان تحقيق إلى هذه المدينة المعروفة بهدوئها، حيث تجري أبحاثا موسعة مع أمنيين بمختلف رتبهم، بيد أن عمل هذه اللجان محاط بسرية كبيرة. وتعود وقائع هذا الملف إلى يوم الثلاثاء الماضي، حين أقدم 3 شرطيين بتنسيق مع دركي، إلى توقيف سيارة أجرة قادمة من فاس، وأخضعوها للتفتيش، وعثروا لدى الراكبين كمية من المخدرات، أحدهم متحدر من تاونات، يشتبه في كونه من جلب كمية المخدرات، وبرفقته شاب من مدينة أزرو، فيما كان شريكهم الثالث المتحدر من ضواحي مدينة الحاجب، كان يتواجد حينها برفقة دركي بمنزله بإفران، حيث استحوذ رجال الأمن على كمية المخدرات المحجوزة، ومبلغ مالي تسلموه من الشابين مقابل إخلاء سبيلهما، وذلك بدون إنجاز محاضر رسمية أو إخطار المفوضية الإقليمية لأمن شرطة إفران، إلى أن انكشف أمر العملية عندما لجأ أحد الشبان اللذين صودرت منهما المخدرات إلى الاتصال بأمن مدينة أزور وإخبارهم بالواقعة، ليتفاجأ عناصر الأمن بحيازة الأمنيين الأربعة لكمية المخدرات المصادرة بشكل غير قانوني وتصرفهم فيها.