رغم توجس الجيش الإسباني من انفتاح المغرب، في السنوات الأخيرة، على الصناعة الحربية الروسية، والصينية، واليونانية والهولندية من أجل تعزيز قدراته العسكرية في منطقة البحر الأبيض المتوسط، فإن وزارة الدفاع الإسبانية كشفت استعدادها للتعاون العسكري مع المغرب في العديد من المجالات الأمنية، وتكوين ضباط مغاربة في القواعد الإيبيرية من أجل محاربة الإرهاب، والهجمات السيبيرية، والاتجار في المخدرات، وتهريب البشر في منطقة مضطربة أمنيا. بعد شهر من استقباله في الرباط جون بول بودان، الكاتب العام لإدارة الدفاع الفرنسي، اجتمع عبد الله لوديي، الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بإدارة الدفاع الوطني، مع نظيرته الإسبانية، ماريا دولوريس دي كوسبيدال، أول أمس الاثنين، في مقر القيادة العامة للقوات الجوية في مدريد. واتفقا لوديي، وماريا على تقوية، وتعزيز الحوار الاستراتيجي، والتعاون الثنائي في مجالي الأمن، والدفاع. ونقلت منابر الإعلام الإسبانية أن الوزيرين اتفقا، أيضا، على تثمين التعاون التكنولوجي والصناعة الحربية، والأمن السيبيري، والدفاع السيبيري، والتعاون في التعليم والتكوين العسكريين. علاوة على تكوين ضباط من القوات المسلحة الملكية في القواعد الإسبانية لمواجهة الطوارئ، والكوارث الطبيعية. وزارة الدفاع الإسبانية كشفت أن 400 ضابط مغربي تخرجوا، منذ عام 1989 من المدارس العسكرية الإسبانية، في إطار برنامج الإسباني للتعاون في التعليم العسكري. وبدورها أوضحت الوزيرة كوسبيدال أن "المغرب واحد من أكبر الأولويات" للدبلوماسية العسكرية الإسبانية، وأضافت أن الأمر يتعلق ب"بلد مفتاح" من أجل الاستقرار في شمال إفريقيا، ومن أجل أمن المملكتين، اللتين تتقاسمان التهديدات الإقليمية نفسها، المشتركة، مثل الإرهاب، وتهريب البشر. وأشادت الوزيرة الإسبانية ذاتها بالدور، الذي يضطلع به المغرب في منتديات التعاون، المتعدد في البحر الأبيض المتوسط، مثل منتدى "اتحاد من أجل المتوسط"، التابع للاتحاد الأوربي، ومنتدى "حوار المتوسط"، التابع لحلف الشمال الأطلسي، وبشكل خاص "مبادرة 5+5". وتعود جذور التعاون العسكري بين المغرب، وإسبانيا إلى اتفاق التعاون في مجال الدفاع الموقع بينهما، في شتنبر 1989، علاوة على القيام ب25 نشاطا عسكريا، سنويا، بين البلدين، إلى جانب تبادل المراقبين العسكريين في كل التخصصات. وأشارت الصحافة الإسبانية، أيضا، إلى أن القوات المسلحة الإسبانية تقوم بمناورات عسكرية بحرية، وبرية، وجوية دائمة مع نظيرتها المغربية.