هل يكون المغرب أول الخاسرين من التشكيلة الحكومية الإسبانية الجديد بقيادة ماريانو راخوي؟ هذا هو السؤال الذي ستجيب عنه الأيام المقبل، بعد سقوط الحرس القديم القريب من المغرب والذي كان يتقلد مناصب وزارية حساسة وإستراتيجية في مقدمتهم وزير الخارجية الأسبق، خوسي مانويل غارسيا مارغايا، ووزير الداخلية الأسبق، فيرنانديث دياث، ووزير الدفاع، بيدرو مورينو. وعرفت العلاقات المغربية الإسبانية، في عهد هذا الثلاثي، خلال السنوات الخمسة الماضية، أحسن فتراتها في تاريخ العلاقات بين البلدين بعد الاستقلال، بشهادة رئيس الحكومة المغربية المعين، بنكيران نفسه. في هذا الصدد، تم تعويض، بشكل مفاجئ، خوسي مانويل غارسيا مارغايا في منصب وزير الخارجية بالدبلوماسي الخبير في الشؤون الأوربية، ألفونسو داستيس، البالغ من العمر 66 عاما. وتشير تقارير إسبانية إلى ان تعيين داستيس في الخارجية يعني أن الاتحاد الأوربي هو أول أولويات حكومة راخوي في السنوات الأربعة المقبلة، خاصة ان الرجل كان يشغل منصب ممثل إسبانيا في الاتحاد الأوروبي منذ 2011، في المقابل لم يقم بأي أدوار سياسية أو دبلوماسية في المغرب أو شمال إفريقيا. كما تم أيضا تعويض فيرنانديث دياث، وزير الداخلية الأسبق، بعمدة مدينة أشبيلية سابقا، خوان إغناثيو ثودو (59 عاما)، الذي يبدو ان على إطلاع كامل على جميع الملفات الحساسة المرتبطة بالمغرب مثل الإرهاب وتهريب البشر والمخدرات (…). وسبق للرجل أن أكد في مقابلة صحافية قائلا:"لا يمكننا لوحدنا محاربة الهجرة السرية، لذلك نطلب من المغرب باستمرار أن يقوم بمجهودات لوقفها"، كما أن خلال الفترة التي قضاها كعمدة لإشبيلية ارتفع التعاون مع المغرب في جميع المجالات. ويبقى أكبر مصدر قلقل وتوجس للمغرب، هو تعيين المعادية للوحدة الترابية للمملكة ماريا دولوريس كوسبيدال (56)، وزيرة للدفاع، وهي التي أعلنت جهرا في زيارة لها للجزائر ما أسمته أن "الصحراء لم تكن أبدا مغربية" مثلما "أن مدينتي سبتة ومليلية لم تخضخ في أي وقت من الأوقات للسيادة المغربية"، داعية "الحكومة الإسبانية إلى الدفاع عن سيادتها عليهما".