في تطور جديد، للحراك الذي تعرفه مدينة الحسيمة، منذ وفاة بائع السمك محسن فكري فبل 7 أشهر تقريباً، رد بعض نشطاء الحراك الشعبي، وبالتحديد الناشط ناصر الزفزافي الذي يوصف بانه "دينامو" الحراك، على تحركات والي الجهة محمد اليعقوبي، بجماعات الإقليم وأحياء مدينة الحسيمة، بالعودة إلى الأحياء التي مر منها الوالي والتشكيك في الوعود التي قطعها للساكنة التي إلتقى بها. وقام الزفزافي رفقة بعض الشبان الذين ينشطون في الحراك، بالنزول إلى حي سيدي عابد وهو أكبر حي بمدينة الحسيمة، بعد يوم من زيارة الوالي اليعقوبي له ولقائه بمجموعة من السكان بالشارع العام. "نريد أن نقول للوالي من هنا من سيدي عابيد، بأن هذا الحي لا يحتاج إلى ملعب للكرة وفقط، هذا الحي يحتاج إلى مستشفى، وشبابه يحتاجون إلى العمل ويحتاج إلى حل العديد من المشاكل التي تضمنها الملف المطلبي للحراك الشعبي، وسكان حي سيدي عابد هم أيضا يشاركون في هذا الحراك" يقول نبيل أحمجيق وهو ناشط في الحراك أيضا. وكان الوالي قبل يوم من ذلك، قد قام بزيارة رفقة الوالي المفتش العام للداخلية، إلى الحي المذكور، واستمع إلى مجموعة من المواطنين الذين عبروا له عن المشاكل التي يتخبطون فيها، ووعد الوالي بحل المشاكل المتعلقة بإنجاز ملعب للقرب ومركز صحي، وأيضا إشكالية التشغيل التي يعاني منها شباب المنطقة، بخلق فرص الشغل. بعد سيدي عابد، توجه نشطاء الحراك إلى حي مرموشة، أحد الأحياء الشعبية الكبيرة بمدينة الحسيمة، حيث سار النشطاء على نفس النهج الذي خاطبوا به الساكنة في سيدي عابد، معبرين لهم على أن زيارات الوالي للأحياء هي مجرد محاولة لنسف الحراك الذي تعرفه المدينة. ويؤكد المحتجون، أنهم سيستمرون في الزول إلى الشارع، إلى حين تحقيق ملفهم المطلبي الذي سطروه منذ مدة، بل إن لجان الحراك الشعبي ببني بوفراح وتارجيست وبني جميل، (منطقة صنهاجة)، دعت أخيرا إلى جمع عام موحد في المنطقة، لبلورة شكل غحتجاجي موحد، كما حدث قبل عدة أسابيع عندما تجمع نشطاء الحراك الشعبي بإقليم الحسيمة، بمدينة تارجيست في مسيرة موحدة. في السياق نفسه، تستمر الزيارات الميداينة للوالي اليعقوبي بالجماعات المتاخمة للمدينة، حيث زار أخيرا جماعة أجدير، حيث كان مرفوقاً بالوالي المفتش العام محمد فوزي، وعدد من مسؤولي المصالح الخارجية، وأيضا رئيس جماعة أجدير الذي وجد نفسه في موقف محرج عندما صرحت مواطنة بأنها حرمت من الربط بالكهرباء بسبب التصويت في الإنتخابات لحزب غير حزب الرئيس، وهو ما حاول الرئيس نفيه أمام الوالي. ويبدو من خلا التحركات التي يقوم بها الوالي، خاصة بأحياء مدينة الحسيمة، ولقائه مباشرة بالمواطنين لمعرفة حاجياتهم، وإصرار نشطاء الحراك على أن أي حوار يجب أن يتم وفق شروط يحددها المحتجون، وإطلاق بعض التصريحات "العالية السقف" من قبل الناشط ناصر الزفزافي، كلها مؤشرات على أن باب الحوار إلى حدود الآن موصد بين الطرفين.