كشفت معطيات خطيرة تضمنها تقرير للمنظمة غير الحكومية "مرحبا لاجئي إسبانيا" لعام 2017، عن حجم المعاناة، التي يتعرض لها نحو 540 قاصرا غير مرفوق، أغلبهم مغاربة، يعيشون بين مراكز إيواء القصر في المدينةالمحتلة، وشوارعها في ظروف لاإنسانية، وأقرب إلى الاستعباد. التقرير ذاته حمّل السلطات الإسبانية مسؤولية انتهاك كرامة الأطفال المغاربة في مليلية، وحرمانهم من أبسط ظروف العيش الكريم. التقرير الذي تضمن، أيضا، شهادات للمنظمتين الحقوقيتين الإسبانيتين "حراكة"، و"بروداين"، يفضح المستور بالإشارة إلى أن القاصرين المغاربة كشفوا أنهم "تعرضوا للعديد من الاعتداءات من قبل الشرطة والأمن والحرس المدني الإسبانيين"، وأنهم قدموا "شكاوى في هذا الخصوص في العديد من المناسبات". وقال التقرير نفسه إن هؤلاء الأطفال "فريسة سهلة" لوحوش بيدوفيليين، وبين أنه "وفقا لشهادات أطفال، فإنهم تعرضوا لضغوطات عناصر السلطة، واعتداءاتها الجنسية عليهم، إذ اشتكوا بعض الحرس المدني بسبب البيدوفيلية". وأوضح التقرير، الذي يتكون من 24 صفحة، أن الهجر، والحرمان، وخيبة الأمل، الذين يشعر بهم هؤلاء الأطفال المغاربة، يدفع جزءا كبيرا منهم إلى الارتماء في أحضان المخدرات، خصوصا استهلاك مادة "الكولا"، بهدف ما يسمونه "نسيان الواقع" ومحاربة "البرد، والجوع". أكثر من ذلك حذر التقرير من توجه بعض القاصرين المغاربة إلى الدعارة من أجل ضمان قوت اليوم، وكسب المال، وشراء المخدرات. ونقل التقرير نفسه معاناة القاصرين المغاربة في مليلية، حيث يعيش عشرة أطفال في الغرفة الواحدة في مركز الإيواء "بوريسما"، التي لا تتعدى قدرتها الاستيعابية 3 أطفال. التقرير ذاته أشار إلى أن بعض الغرف تفتقر للإنارة، والأمن، حيث يتسلل إليها بعض البيدوفيليين من أجل استغلال الأطفال، علاوة على سوء التغذية، والمعاملة، التي يتعرض لها الأطفال المغاربة من قبل القائمين على مراكز إيوائهم. وكان تحقيق لموقع "لاكرونيكا ديل باخروا"، كشف أن عدد القاصرين المغاربة غير المصحوبين، الموجودين في الجارة الشمالية يبلغ 2917 قاصرا من أصل 3342 قاصرا أجنبيا، أغلبهم يصل إلى إسبانيا عبر المدينتين المحتلتين، سبتة، ومليلية، ومنهما يتسللون إلى جنوب الجزيرة الإيبيرية، مختبئين في محركات السفن.