خلفت الضربات الصاروخية التي نفذتها الولاياتالمتحدةالأمريكية فجر اليوم الجمعة على مطار تابع للنظام السوري، ردود أفعال دولية متباينة بين الترحيب والتنديد. في السياق، أكدت كل من بريطانياوفرنسا علمهما المسبق وموافقتهما على القصف الذي نفذته القوات الأمريكية انطلاقاً من البحر الأبيض المتوسط، وهو القصف الذي بررته أمريكا بأنه جاء كرد على استهداف نظام بشار الأسد للمدنيين بأسلحة كيماوية. وزير الخارجية الفرنسي جان مارك إرولت أكد صباح اليوم الجمعة، أن الولاياتالمتحدة أبلغت فرنسا مسبقاً بالضربة الصاروخية على الموقع العسكري السوري. إرولت المتواجد حالياً بالعاصمة الموريتانية نواكشط، قال لوكالة "رويترز"، إن وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون أبلغه بقرار الضربات خلال الليل. الوزير الفرنسي قال إن توسيع الدور الأميركي في سوريا هو "تحذير لنظام مجرم" قاصداً نظام بشار الأسد، معتبراً أن "استخدام الأسلحة الكيميائية أمر مروع ويجب أن تتم المعاقبة عليه لأنه جريمة حرب". مؤكداً في الوقت ذاته أن على الروس والإيرانيين أن يدركوا أن مساندة بشار الأسد حتى في ارتكاب الفظاعة موقف غير معقول. قائمة الترحيب بالقصف الأمريكي ضمت أيضا المملكة العربية السعودية، التي عبر مسؤول في خارجيتها عن تأييدها الكامل للعمليات العسكرية الأمريكية على أهداف سورية، محملاً النظام السوري المسؤولية عما وقع. أما قوات المعارضة السورية المناوئة لنظام بشار الأسد، طالبت باستمرار مثل هذه الضربات للحد من قدرات النظام السوري. محمد علوش القيادي في إحدى فصائل المعارضة، قال في تغريدة على موقع "تويتر"، إن "ضرب مطار واحد لا يكفي، فهناك 266 مطارا تستهدف المدنيين"، داعياً في تصريحات أخرى إلى أن "تكون الضربات مشتركة من جميع أنحاء دول العالم في كل المطارات". على الجهة المقابلة لقي التحرك الأمريكي الجديد انقاداً واسعاً من طرف حلفاء النظام السوري، إذ أصدر النظام الروسي بعد القصف مواقف حادة. في السياق، أفاد رئيس لجنة الدفاع بمجلس الإتحاد الروسي، أن موسكو ستدعو لاجتماع عاجل لمجلس الأمن إثر الهجوم الأميركي على سوريا، مضيفاً أن هذا الهجوم قد يقوض جهود مكافحة الإرهاب. أما الرئيس الروسي فلاديمير بوتن فوصف الغارة الأمركية على سوريا بأنها "عدوان على دولة ذات سيادة، وانتهاك للقانون الدولي". من جانبه، دان المتحدث باسم الخارجية الإيرانية الضربة الأميركية التي استهدفت مطار الشعيرات في ريف حمص الشمالي، واصفا إياها ب"العدوان الأمريكي". نظام طهران، الحليف الثاني لدمشق، قال إن القصف الأمريكي "يعزز قوة الإرهابيين وهم يشارفون على هزيمة نهائية"، واصفا التحرك الأمريكي بأنه "أحادي خطير قد ينسف ما أنجز لحل الأزمة السورية". وعلى نحو أخف، دعت الصين إلى "تفادي أي تدهور جديد للوضع" في سوريا، منددة في الوقت ذاته ب"استخدام أي بلد" أسلحة كيميائية، داعية جميع الأطراف المعنية إلى الالتزام بالتسويات السياسية.