بعد الإعلان عن تشكيل الحكومة مساء أمس الأربعاء، وجد إدريس لشكر، الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي نفسه في مواجهة بركان من الغضب داخل حزبه بسبب الوعود الكبيرة التي قدمها إليهم بشأن مشاركة "الوردة" في حكومة العثماني. في هذا الصدد، كشف محمد العلمي، عضو المكتب السياسي للوردة، ورئيس الفريق الاشتراكي بمجلس المستشارين في اتصال مع "اليوم 24″، أن موجة من الاستياء والغضب اجتاحت قواعد الاتحاد الاشتراكي ومناضليه، بعد إعلان التشكيلة الرسمية للحكومة، بسبب ضعف الحقائب التي حصل عليها الاتحاد. وأوضح العلمي، أن لشكر قاد مشاورات الحكومة بسرية تامة بعيداً عن أعين المكتب السياسي، بعدما تنكر لوعده بتشكيل لجنة لترشيح أسماء المقترحين للاستوزار باسم الاتحاد، وكذلك تنكره لوعده بالكشف عن أسمائهم أمام المكتب السياسي. وأشار المصدر ذاته، إلى أن إدريس لشكر أكد أكثر من مرة أمام أعضاء المكتب السياسي، أن مشاركة الاتحاد ستكون وازنة، ولن يقبل بالإشراف على وزارات وهمية، وتعهد بالمطالبة بوزارة الصناعة التقليدية، والشباب والرياضة، ووزارة العدل، والشؤون الإفريقية، والثقافة، إلا أن التشكيلة الرسمية للحكومة كشفت أن لاشيء من وعوده تحقق، داعياً إياه إلى كشف الحقيقة للاتحاديين، وإخبارهم بما جرى خلال مرحلة مفاوضات تشكيل الحكومة. وتابع المتحدث ذاته: "لقد أخبر إدريس لشكر أعضاء اللجنة الإدارية للحزب أن الاتحاد سيحصل على 4 حقائب وازنة في الحكومة، وهو ما لم يتم، مما يجعلنا نتساءل حول الهدف من مشاركته في الحكومة". إلى ذلك، كشف العلمي أن إدريس لشكر لم يخبر الاتحاديين بشيء، وضرب عرض الحائط بشروط الاتحاديين للمشاركة في الحكومة من قبيل إحداث هيكلة جديدة تتوخى التقليص من عدد أعضائها، وتحديد أقطابها، وكذلك وجود برنامج حكومي واضح. إلى ذلك، كشف القادي الاتحاد، أنهم "سوف ينتظرون التصريح الحكومي لنعرف ما إذا كان الاتحاد موجوداً في هذه الحكومة أم لا، وقبل ذلك لا بد أن يشرح إدريس لشكر للاتحاديين حيثيات ما وقع أثناء عملية المفاوضات، لمعرفة أسباب قبوله بهذه المشاركة الضعيفة".