أثار تنازل سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة المعين، ورئيس المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية عن شروط تشكيل الحكومة، التي وضعها سلفه عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب "المصباح"، ردود أفعال غاضبة في صفوف عدد من مناضلي الحزب. ولايزال مناضلو حزب العدالة والتنمية، بما في ذلك قياديون، وأعضاء في برلمان الحزب، إلى حدود الساعة، يطالبون العثماني بإعطاء مبررات واضحة حول قبوله إشراك الاتحاد الاشتراكي في حكومته. في هذا الصدد، قال محمد خيي، نائب برلماني سابق، وعضو المجلس الوطني لحزب المصباح: "حاجة وحدة مطلوبة من العثماني حاليا.. هي يخرج لعند الناس، ويشرح لهم أشنو وقع، ويقول لهم راه الاتحاد الاشتراكي مفروض علي.. وأنا لم أقبل به طواعية، بل كرها، وأنا اخترت بين خيارين سيئين، إما استمرار البلوكاج، وتحمل تكلفته السياسية، أو الانصياع لشروط أخنوش المُذِلَّة، وقد قدرت واخترت، رفقة إخواني في الأمانة العامة ما ظهر لنا أنه الأقل سوءا، وهو إنهاء البلوكاج بشروط أخنوش". وأضاف خيي في تدوينة في "فيسبوك": "الوضوح مزيان ومفيد والباقي تفاصيل". ومن جهته، وصف حسن حمورو، عضو المجلس الوطني للحزب، في تدوينة في "فيسبوك"، تنازلات العثماني بالانبطاح، وقال: "الانبطاح ليس وجهة نظر تتطلب الشرح.. وليس سلوكا يتطلب التبرير والتعليل.. وليس مجرد خطأ يتطلب الاعتذار.. الانبطاح قرار إرادي بإلغاء الذات، وبسحق الكرامة أمام الآخر.. إما خوفا، وإما طمعا". في السياق ذاته، علم موقع "اليوم 24" أن عدداً من أعضاء المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية، وجهوا رسائل مباشرة لسعد الدين العثماني يطالبونه فيها بعقد "برلمان الحزب"، وتقديم المبررات اللازمة حول تراجعه عن قرار استبعاد الاتحاد الاشتراكي من الحكومة. وتعليقا على ذلك، قال عبد العزيز أفتاتي، قيادي في العدالة والتنمية، ونائب برلماني سابق، إن "كل الدعوات، التي يطلقها الشباب مشروعة، وفي محلها، إلا أنه وجب الوعي أن بعض القوى تحاول إعادة المغرب إلى عصر الاستبداد، والقضاء على الأحزاب الوطنية، لذلك فالتركيز على العثماني، والعدالة والتنمية لن يحل المشكلة، بل ينبغي الوعي بالمرحلة، ومواجهة القوى الحقيقية، التي تريد إغلاق قوس الانتقال الديمقراطي". وأضاف أفتاتي في تصريح ل"اليوم 24″، إن "ما قبله العثماني سيء، لكن ينبغي كذلك معرفة ما إذا كان يملك خيارات أخرى، المرحلة صعبة جدا، وتتطلب وقوف كافة القوى، وليس العدالة والتنمية فقط".