كشفت قناة BFMTV، الفرنسية في ربورتاج لها، عن وجود مجموعة من القاصرين المغاربة، منذ أسابيع في المقاطعة 18 بباريس، حيث يقضون الليل والنهار في ساحات المدينة ويقولون أنهم أتوا لباريس باحثين عن عيش أفضل.. رضوان أو محمد، و غيرهما أغلبهم تتراوح أعمارهم بين سبع سنوات و إحدى عشر سنة"، يقول أحدهم بفرنسية متعثرة "هناك الكثير من القاصرين، هناك أربعون قاصرا مثلنا". كلهم يحكون نفس القصة عن سفر طويل من مدينة فاس أو من الدارالبيضاء بالمغرب، مرورا بمليلية، ثم قطعوا بعد ذلك البحر الأبيض المتوسط ، مختبئين في قوارب أو في حاويات، مروا بمالقا، و برشلونة قبل أن تنتهي رحلتهم بباريس. يحكي أحد الشبان القاصرين، قائلا " نمر عبر التجيفي، ولا نؤدي ثمن التذكرة، لا نهتم للمراقبين، ليس لدينا أوراق، ندلي بأي اسم يخطر على بالنا ونمر". أظهر الربورتاج، أن هؤلاء الأطفال المغاربة، يعيشون في مجموعة منعزلة في ساحات باريس ويبيتون في الشوارع، و اعترف بعضهم بارتكاب بعض السرقات من أجل ضمان ما يقتاتون به وبعض ما يقيهم برد باريس القارس من ملابس. يقول أحدهم "أنا هنا بفرنسا منذ سنتين، لم أبت خلالها يوما واحدا بالبيت، بل فقط بالشارع ، ليس لدي نقود و لا عمل، نفس الحال بالمغرب لا عمل و لا عائلة ". و قد أظهر الربورتاج استياء و قلق الساكنة في تلك المنطقة من هذا الوضع ، كون هؤلاء الشبان القاصرين يتعاطون بعض أنواع المخدرات ويحشرون وجوههم طيلة الوقت في قطع بلاستيكية لاستنشاق ما يضعون بها من مواد مخدرة، حسب وصف أحد الفرنسيين، مما يجعلهم أحيانا عنيفين الأمر الذي يخيف المارة، يضيف معلقا على حالة الشبان. هذا، وتحاول السلطات المحلية بالمدينة، منذ مدة، التدخل و التقرب من هؤلاء القاصرين ، حيث قامت خلال الفترات التي عرفت انخفاضا كبيرا في درجة الحرارة هذا الشتاء بفتح العديد من المحلات لإيوائهم وتقديم يد المساعدة لهم ، لكن العديد من هؤلاء الأطفال يرفضون التكفل بهم، حسب ما أوردت القناة، موردة أنهم يعانون صعوبات في الاندماج مع البالغين. وتقوم السلطات الفرنسية حاليا بإجراء تحقيقات لمعرفة ما إذا كان هؤلاء الأطفال المغاربة قد وصلوا فرنسا عبر شبكات منظمة.