اعتبرت ضحيفة "الواشنطن بوست"، أن قرار إعفاء عبد الإله بنكيران من مهمة رئيس الحكومة، التي كان يسعى إلى تشكيلها ليقودها للولاية الثانية على التوالي، كان غير متوقع، وأضافت أنه تم وفق المنطق المألوف، الذي يشتغل به "النظام". وأشارت الصحيفة، الواسعة الانتشار في الولاياتالمتحدةالأمريكية، إلى أن حزب العدالة والتنمية لم يشتغل وفق قواعد المخزن، وإنما بمنطقه الخاص، لاسيما في ظل قيادة بنكيران. بنكيران، تضيف "الواشنطن بوست"، سعى إلى أن يكون الفاعل الأول، الذي يصنع المشهد السياسي في البلد، وأدى أسلوبه هذا إلى الرفع من شعبيته، وحزب العدالة والتنمية. وأضاف المصدر ذاته، أن المنطق الذي اشتغل به بنكيران دفع المغاربة إلى الانخراط بقوة في المشهد السياسي، وتنامى الوعي السياسي لديهم، وأدى إلى بناء قاعدة سياسية قوية جدا في بلد يعتبر العزوف السياسي هو سياسة الدولة ( depoliticization). وبعدما اعتبرت "الواشنطن بوست"، أن قرار الملك بإزاحة الأمين العام لحزب العدالة والتنمية من رأس الحكومة، ومنعه من قيادته لها خلال المرحلة المقبلة سيادي، ولم يقسم ظهر البيحيدي، نبهت في المقابل إلى أن إعفاء بنكيران من قيادة حكومة العدالة والتنمية قد يكون مجرد مرحلة أولى من "النظام" في أفق إعادة ترتيب الساحة السياسية، التي بعثر أوراقها حزب المصباح بقيادة بنكيران. وأضاف المصدر نفسه أن "المخزن" سيسعى إلى إبطاء وتيرة الإصلاحات، التي شهدتها مرحلة ما بعد الربيع العربي. وتابعت الصحيفة ذاتها أنه إذا لم يتم تيسير مهمة رئيس الحكومة المعين الجديد، سعد الدين العثماني، لتشكيل الحكومة، قد يؤدي ذلك إلى فتح الطريق نحو انتخابات تشريعية جديدة، التي ستجلب النخبة السياسية" المخزنية" إلى السلطة.