وصف الأكاديمي التونسي، سهيل الغنوشي، التجربة المغربية بأنها على المحك، وذلك بعد أعفاء الملك بنكيران من مهمة تشكيل الحكومة. الجامعي التونسي قال إن "العدالة والتنمية وُضع ومشروعه على المحك قبل الإعفاء وبعده"، وأضاف أن كل الأبواب أوصدت في وجوههم "إلاّ بابا واحدا: تشكيل حكومة هجينة فيها أعضاء، وأحزاب مفروضون على رئيس الحكومة، وبعضهم غير معترف به، وتلك وصفة مثاليّة للشّلل السياسي". الغنوشي ذكّر بالمسار، الذي عرفه تشكيل الحكومة و"التعطيل الذي مارسته أحزاب أرادت أن تملي عليه تركيبة الحكومة" موضحا أن "الغاية الحقيقيّة لتلك الأحزاب كانت إفشال بنكيران، ودفع الملك إلى إعفائه، وتعطيل المسار الديمقراطي، والمشروع الإصلاحي" وربط المتحدث في مقال له على موقع "الجزيرة نت" بين هذا الإعفاء و"تصميم الحزب على المضيّ في طريق الإصلاح إلى النهاية" وأضاف "أنّ شعبيّته تزيد والشعب يعطيه تفويضا أكبر في كلّ محطة انتخابيّة". من جهة أخرى، قال الغنوشي إن "قبول العدالة والتنمية بترشيح شخصيّة أخرى موقف غير مقنع، ومسيء للحزب والتجربة"، وأضاف بأن ذلك "فيه تضحية بالأمين العام، وإقرار ضمني بأنّه هو المشكلة، ويمثّل خضوعا للابتزاز، وسابقة خطيرة مرشّحة لأن تتكرّر". وكان بلاغ للديوان الملكي قد أعلن، مساء أمس الأربعاء، إعفاء الملك محمد السادس للأمين العام لحزب العدالة والتنمية عبد الإله بنكيران من مهمة تشكيل الحكومة بعد 5 أشهر من تسميته رئيسا لها عقب انتخابات 7 أكتوبر.