كشفت شركة «ماروك متري»، المتخصصة في قياس نسبة مشاهدة القنوات التلفزيونية بالمغرب، عن الأرقام النهائية الخاصة بسنة 2013، والتي تؤكد استمرار توجّه المغاربة نحو القنوات الأجنبية، ما يفقد المملكة سيادتها الإعلامية. فحوالي 60 في المائة من المشاهدين المغاربة يفضلون متابعة برامج وأفلام ونشرات إخبارية تبثها قنوات فضائية أجنبية، مقابل حوالي 40 في المائة الذين يتوزّعون بين جميع القنوات التلفزيونية المغربية. وأكثر الفئات مساسا بهذا «الاستلاب» الإعلامي حسب أرقام «ماروك متري»، هي فئة الشباب المتراوحة أعمارهم بين 15 و24 سنة، حيث تبلغ نسبة الذين يشاهدون قنوات أجنبية عندهم إلى 61.2 في المائة، متجاوزين المعدل العام الذي يبلغ 58.5 في المائة. ويناهز عدد المشاهدين المغاربة الذين يختارون متابعة قناة أجنبية في وقت الذروة، المتمثل في الفترة ما بين التاسعة ليلا إلا عشر دقائق والعاشرة والنصف؛ قرابة خمسة ملايين مغربي. المعطيات الرقمية الجديدة للمؤسسة المكلفة بقياس المشاهدة، تكشف عن تحوّل القناة الثانية (دوزيم) إلى أكثر القنوات التلفزيونية المغربية انتشارا، حيث سجّلت ارتفاعا في أعداد مشاهديها، منتقلة من أقل من مليوني مشاهد في فترة الذروة في العام 2012، إلى أكثر من مليونين ومائة ألف مشاهد. في المقابل، غاصت قنوات فيصل العرايشي أكثر في ذيل الترتيب الخاص بالقنوات الوطنية، وفقدت مزيدا من المشاهدين، حيث انتقل عددهم في فترة الذروة من مليون و650 ألف مشاهد، إلى أقل من مليون ونصف مليون مشاهد. وفيما تستحوذ «دوزيم» لوحدها بقرابة 26 في المائة من نسبة المشاهدة، وتكتفي القناة الأولى ب8.5 في المائة، و «المغربية» ب4.3 في المائة، فإن باقي القنوات المتعددة التي أطلقتها شركة «دار البريهي» في السنوات الماضية، من قناة رياضية وأخرى أمازيغية وواحدة خاصة بالأفلام... لا تصل مجتمعة إلى نسبة 3 في المائة كنسبة مشاهدة. ورغم الحضور القوي والمتزايد للإنتاجات التلفزيونية الأجنبية في القنوات المغربية، متمثلة في المسلسلات المكسيكية والتركية المدبلجة، فإن قائمة البرامج التي حصلت على أعلى نسب للمشاهدة في العام 2013، تكشف عن استمرار الأعمال المغربية في التمتع بأعلى مستويات المشاهدة، رغم ضعف الإنتاجات وجمودها خلال السنتين الماضيتين، على خلفية المعركة المتواصلة حول دفاتر التحملات. فالعشرون برنامجا، الأكثر مشاهدة خلال السنة الماضية في القناة الأولى، جاءت كلّها من بين البرامج المغربية، سواء منها الأخبار أو النشرة الجوية أو السهرات الفنية. وجاء فلم «راس المحاين» في المرتبة الأولى خلال العام 2013، محققا أكثر من 4 ملايين ومائة ألف مشاهد. وفيما خلت القائمة من أي برامج حوارية سياسية، فقد سجّل البرنامج الخاص الذي شارك فيه رئيس الحكومة عبد الإله ابن كيران بعد تشكيل حكومته الجديدة، وتم بثه يوم 13 أكتوبر 2013، الاستثناء، حيث نال المرتبة 13 بأكثر من مليونين ونصف مليون مشاهد. برامج القناة الثانية الأكثر مشاهدة سجّلت بدورها حضورا قويا للإنتاجات المغربية، باستثناء مسلسلين تركيين احتلا المرتبتين 6 و7، ومسلسل مكسيكي نال المرتبة 19. وتربّعت الكوميديا على رأس قائمة ترتيب البرامج الأكثر مشاهدة في قناة عين السبع، حيث احتلّت سلسلة «جار ومجرور» المرتبة الأولى بقرابة 10 ملايين مشاهد، متبوعة ب «الكاميرا المجنونة» التي تجاوز عدد مشاهديها التسعة ملايين. أما الأرقام الخاصة بقناة «ميدي1 تي في»، والخاصة بالفترة المتراوحة بين 24 يوليوز وفاتح نونبر، فكشفت عن الحضور الضعيف لهذه القناة، حيث لم تتجاوز نسبة مشاهدتها 3.2 في المائة.
التلفزيون المغربي في أرقام كل مغربي يتجاوز عمره الخمس سنوات يقضي يوميا ما معدله 4 ساعات و36 دقيقة أمام التلفاز؛ مليونا طفل وشاب مغربي تتراوح أعمارهم بين 5 و24 سنة، يفضلون كل يوم مشاهدة قنوات أجنبية في وقت الذروة؛ يعتبر الرجال أكثر الفئات وفاء للقنوات المغربية، حيث يختار مليون و600 ألف منهم القنوات الأجنبية، مقابل مليونين و213 ألف امرأة، خلال فترة الذروة. احتل البرنامج الخاص الذي استضافت فيه القناة الأولى رئيس الحكومة، عبد الإله ابن كيران، المرتبة الثامنة من حيث نسبة المشاهدة التي حققها، والبالغة 28.2 في المائة، بينما احتل المرتبة 13 من حيث عدد المشاهدين.