السيدة الحاصلة على دكتوراه من جامعة برانديز العريقة بفرنسا في علم الاجتماع، تعد أول امرأة تقتحم العوالم الخفية للمرأة المغربية التقليدية وترفع الحجب عن عالم الحريم. ولدت فاطمة المرنيسي في عائلة عريقة في فاس سنة 1940، وتلقت تعليمها في مدرسة فرنسية. في أواخر السبعينات وأوائل الثمانينات مارست المرنيسي العمل الميداني كعالمة اجتماع محترفة، فأجرت الكثير من المقابلات من أجل إعداد خريطة لوضعية المرأة في مختلف مناحي الحياة، كما قامت ببحوث سوسيولوجية لصالح اليونسكو ومنظمة العمل الدولية. ساهمت المرنيسي بتحرير عدد كبير من المقالات في الدوريات والمنشورات عن النساء في المغرب، وعن النساء والإسلام من منظور تاريخي وآخر معاصر. وكناشطة نسائية مهتمة بتاريخ المرأة المسلمة، اقتحمت فاطمة المرنيسي العديد من المواضيع حول المرأة والإسلام، وقد نشرت دراسة المرنيسي الأولى، «ما وراء الحجاب»، في عام 1975، ونشرت طبعة منقحة في بريطانيا في عام 1985، وفي الولاياتالمتحدة عام 1987. ويبقى كتابها الأكثر شهرة، الكتاب الذي حمل عنوان «النبي والنساء» الذي نشر سنة 1987، وهو دراسة شبه تاريخية لدور زوجات الرسول، وقد خلق ضجة كبرى في جميع الأوساط، وهو الكتاب الذي صادرته الرقابة آنذاك. ولم يكن هذا الكتاب هو الوحيد الذي طالته الرقابة، بل صادرت كذلك أطروحتها المعنونة «الجنس كهندسة اجتماعية»، وكذلك كتاب «الحجاب والنخبة الذكورية». بالرغم من كل المنع والمصادرة، لم تتوقف فاطمة المرنيسي عن التأليف من أجل المرأة ودفاعا عنها بكل ما توفر لها من وسائل ومن أدوات. ستصدر المرنيسي في سنة 1991 كتابا/بحثا بعنوان «المغرب عبر نسائه»، وهو بحث سوسيولوجي يتشكل بالأساس من مقابلات ميدانية حية أجرتها المرنيسي مع نساء قرويات وعاملات وخادمات بيوت ابتداء من عام 1983. المرنيسي قالت في ما بعد عن هذا الكتاب: «أريد أن يوصل هذا الكتاب صوت النساء اللواتي لا يتكلمن، وإن تكلمن لا يستمع إليهن أحد». سنة 1995 ستصدر المرنيسي سيرتها الذاتية الموسومة بعنوان: «نساء على أجنحة الحلم»، ورغم أنها نفت أن يكون الكتاب سيرة ذاتية فإنها أكدت أنه يبقى «كشفا للنسق الثقافي السائد في العالم النسوي منذ الأربعينات، مع رصد التحولات التي تقع بفعل المؤثرات الخارجية». المرنيسي قالت إن «هذا الكتاب ليس سيرة ذاتية وإنما هو تجميع لأحداث متخيلة على شكل حكايات تروى لطفلة صغيرة السن، وهو يعد تشريحا للعالم الذي تعيش فيه المرأة العربية عموما، وهو عالم مطبوع بسيادة المجتمع الذكوري المعتمد على إقصاء المرأة المعتبرة كعورة وقاصرة ومبتورة، إلا أنها مثيرة للشبق».