أثارت وثيقة منسوبة للشيخ حسن الكتاني، حينما كان معتقلا بسجن القنيطرة بتهم لها علاقة بالإرهاب، جدلا واسعا، نظرا للأراء المتشددة والمواقف المثيرة التي تضمنتها من قبيل إفتائه ب"زواج الصغيرة وتفخيذ الرضيعة". الوثيقة التي نشرها أحد المواقع الإلكترونية التابعة لتنظيم "داعش"، الإرهابي، مرفوقة بدعوة أنصاره إلى قتل الكتاني وعدد من الشيوخ السلفيين البارزين في المغرب، سرعان ما نفى الكتاني وجودها وبراءته منها. وقال الكتاني في تدوينة له على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك "إني أعلن للجميع براءتي مما نسب لي في تلك الورقة الفاجرة من مسائل ومعلنا أن عقيدتي وفكري وآرائي تؤخذ من كتبي ودروسي ومنابري الرسمية لا عن النكرات والمجاهيل"، لكن هل فعلا تلك الوثيقة غير موجودة أصلا؟ عبد الكريم الشادلي معتقل سلفي سابق، أكد في اتصال مع موقع "اليوم 24″ صحة تلك الوثيقة التي تعود إلى سنة 2004، حيث طلب الكتاني من الفزازي كتابة بعض ما يؤمن به بخط يده، وهو ما قام به هذا الأخير بحضور عمر الحدوشي. وأضاف الشادلي :"إن تلك الوثيقة أثارت جدلا كبيرا داخل السجن، الشيء الذي جعل الكتاني يتراجع عنها في الحين، خاصة حينما وصل أمرها لإدارة السجن، لكن المعتقل السابق، الراحل زكرياء الميلودي، زعيم تنظيم الصراط المستقيم ظل يروج لتلك الوثيقة، إلى أن وصلت عند أحد الدواعش، الذي استغلها من أجل الدعوة لقتل الكتاني". عمر الحدوشي، المعتقل السلفي السابق، أكد بدوره في اتصال مع موقع "اليوم 24" صحة الوثيقة المنشورة، إلا أنه نفى نفيا قاطعا أن يكون الكتاني يؤمن بما جاء، مشيرا إلى أن ذلك كان في إطار النقاش فقط، حيث كان الكتاني يبرز موقف كل فرقة إسلامية من قضية معينة دون أن يعلن تبنيه لها. وأضاف الحدوشي "أن المعتقل السابق، الراحل زكرياء الميلودي، الذي كان معروفا بتشدده الكبير، هو الذي ظل يروج تلك الإشاعات عن الكتاني بسبب رفضه للتكفير". وحول هدف داعش من وراء نشر تلك الوثيقة، قال الحدوشي "إن داعش يمكن تختلق أي شيء لتشويه سمعة مخالفيها، ومن تم الدعوة لقتلهم"، مضيفا أنه شخصيا يتلقى التهديد باستمرار بعدما رفض تلقي أموال من داعش مقابل شراء صمته عما يقومون به. من جهة أخرى، أكد مصدر سلفي مطلع لموقع "اليوم 24" أن الوثيقة أثارت جدلا كبيرا في سجن القنيطرة سنة 2004، مما جعل عددا من الشيوخ من بينهم محمد الفزازي، وأبو حفص، وعمر الحدوشي يوقعون بيانا يبرؤون الكتاني من المنسوب إليه، وهي المعلومة التي أكدها الحدوشي أيضا في اتصاله باليوم 24 .