أثارت التصريحات الأخيرة لعبد الكريم الشادلي، أحد معتقلي السلفية الجهادية وقياديي حزب الحركة الديمقراطية الاجتماعية حول مسؤولية رئيس الحكومة، عبد الإله بنكيران عن تعذيب السلفيين، جدلا في صفوف قادة وشيوخ المعتقلين. الشادلي: سنعلن عن حركتنا قريبا بفندق فرح والسلطات لم تمنعنا الشادلي، الذي اختار أن يرمي كرة من لهب في مرمى بنكيران وحزب العدالة والتنمية، حينما صرح في لقاء رفقة عدد من النشطاء السلفيين لإعلان تأسيس هيأة حقوقية تحمل اسم "الجمعية الوطنية للإدماج والإصلاح"، بأن "حكومة بنكيران عذبت السلفيين بما لم يعذبوا به في زمن حكومة اليسار"، داعيا بنكيران إلى الاعتذار أو تقديم استقالته خوفا من أن يحاجه المعتقلون أمام الله، لم تجد تصريحاته صدى على الأقل عند ما يعرف بشيوخ السلفية، بل إن ردود أفعالهم كانت عكسية ومعارضة له. تصريحات مستفزة لا تخدم ملف المعتقلين اعتبر عبد الوهاب رفيقي، المعتقل السابق في ملف السلفية الجهادية أن تصريحات الشادلي تصريحات مستفزة ولا تخدم قضية المعتقلين في شيئ. وقال أبو حفص في تصريح لموقع "اليوم 24" إن الشادلي لا يمثل سوى نفسه بتلك التصريحات، ومن ناحية أخرى، يضيف أبو حفص أن "من يسعى إلى تحقيق الإجماع حول قضية عادلة، يجب أن يسعى إلى الوئام وتحقيق الإجماع، وهو ما لا يمكن أن يتحقق في ظل هذه التصريحات المستفزة". وأضاف أبو حفص أن التيارات اليسارية، التي تشتغل وتنشط في المجال الحقوقي يعتبر وجودها والتنسيق معها ضروري لحل هذا الملف المعقد، وهو الأمر نفسه، الذي ينطبق على إسلاميي العدالة والتنمية، الذين يمسكون بزمام السلطة، ويتولون قيادة الحكومة، وهو ما يجعلهما تياران أساسيان في تحقيق أي مصالحة، ومطالب يطالب بها المعتقلون السابقون، لذلك فإن تصريحات الشادلي لا تخدم هذا الهدف، بل بإمكانها أن تبعد الكثيرين عن هذا الملف"، يؤكد أبو حفص. أبو حفص، قال أيضا "إن رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران، ووزير العدل والحريات، مصطفى الرميد كانت نيتهما صادقة لحل هذا الملف، وبدلا جهدا واسعا لحله"، مستبعدا أن يكونا وراء تعذيب السلفيين، أو الانتهاكات التي قد تقع". تصريحات لا تمثل سوى صاحبها الشيخ محمد الفزازي، أحد المعتقلين السابقين، قال في تصريح لموقع "اليوم 24" إن الشادلي لا يمثل سوى نفسه من خلال تصريحاته. وأكد الفزازي أنه طوال المدة، التي قضاها في السجن لم يتعرض للتعذيب، ولم يعتدي عليه أحد بالضرب. وأضاف الفزازي أنه على الذين تعرضوا للتعذيب أن يدلوا بما يؤكد ويثبت ذلك، مبرزا أن الشادلي حر في تصريحاته ومسؤول عنها، لكنها لا تمثله. وحول تعامل حزب العدالة والتنمية مع قضية معتقلي السلفية الجهادية، قال الفزازي "إن الملف أكبر من يحله حزب العدالة والتنمية لوحده، مبرزا أن هذا الأخير كان يتعامل مع الملف بحسب السياقات والظروف السياسية". بنكيران ليس مسؤولا عن التعذيب من جهته، قال حسن الكتاني، أحد شيوخ السلفية ومعتقل سابق، في اتصال مع موقع اليوم 24 أن بنكيران ليست له سيطرة على السجون ولا يتحكم فيها، مضيفا أن وزير العدل والحريات مصطفى الرميد أبلغهم أكثر من مرة أن السجون ليست تحت سيطرة الحكومة من الناحية الواقعية. الخطاب قال إن تعذيب السلفيين أمر واقع وصحييح، ولكن رئيس الحكومة لم يتعمد ذلك، لسبب بسيط هو أنه لا سيطرة له من الناحية العملية على القطاع. وحول التصريحات الأخيرة التي أطلقها عبد الكريم الشادلي، قال حسن الكتاني، "الشادلي تيمثل غير راسو"، قبل أن يستدرك قد يتفق معه غيره ويحملون الحكومة مسؤولية ما يقع في السجون.