قدمت المكتبة السينمائية في مدينة بولونيا الإيطالية للعالم مفاجأة سارة، بكشفها الستار عن كتاب ألفه بطل السينما الصامتة «تشارلي تشابلن». إذ يصدر المؤلف تزامنا مع الذكرى المئوية لظهوره على الشاشة، التي تتصادف مع يومه الجمعة 7 فبراير. وقد عرض الكتاب، الذي كتب بخط يده، على الجمهور في لندن، بعدما حصل على كامل حقوق النشر باللغة الإنجليزية.
يجهل كثيرون أن بطل «الأزمنة الحديثة» ألف عملا أدبيا. إذ ستنشر المكتبة السينمائية في بولونيا (إيطاليا) هذا العمل الفريد، تزامنا مع الاحتفال بالذكر المئوية لظهور «تشارلي تشابلن»، الذي يوصف بعبقري السينما الصامتة، على الشاشة. سيظهر الكتاب المجهول الذي ألفه «تشابلن»، من جديد، بعد سبات طويل امتد ستين عاما. فبينما يقترب العالم من الاحتفال بالذكرى المئوية لظهوره على الشاشة في فيلم «شارلو راضٍ عن نفسه»، الذي صدر يوم 7 فبراير 1914 (اليوم تحل الذكرى المئوية لظهور هذا الفيلم)، صدر الكتاب ضمن منشورات المكتبة السينمائية في بولونيا الإيطالية، انطلاقا من مسودات عثر عليها في جوارير مكتب الفنان الأسطورة. و»أضواء المسرح» هي المادة الأدبية الأصلية، التي ألفها العامل التائه في «الأزمنة الحديثة»، الذي وظف الأقمشة في فيلمه «حرائق الانحدار». إنه الكتاب الوحيد الذي كتبه «تشابلن» بخط يده. إذ سيعرض على الجمهور في لندن يوم الثلاثاء المقبل. لقد غير العنوان بانتقاله من الورق إلى الفيلم، حيث تحول العنوان الأصلي من «أضواء المسرح» إلى «الضوء»، وهو يروي الحكاية ذاتها. إنها حكاية كوميدي يقع على حافة الهاوية، ينسج صداقة مع راقصة شابة مشلولة. في هذا السياق، يقول «ديفيد روبنسن»، مؤلف سيرة «الطفل»، إن قصة «حرائق الانحدار» ربما خطرت بباله بعد لقائه ب»فاسلاف نيجينسكي» سنة 1916، حيث يشير إلى أنه كان «لقاء قصيرا، لكن حاسما». وتعتبر المكتبة السينمائية الإيطالية هي من أعطت حقوق نشر هذا الكتاب الجميل، الذي ظل راقدا في قسم المحفوظات منذ الخمسينيات، باللغة الإنجليزية. إذ عمل معهد الترميم إلى جانب «ديفيد روبنسن»، كاتب سيرة عبقرية السينما الصامتة، على استعادة الكتاب. جدير بالذكر أن «تشابلن»، واسمه الحقيقي «تشارلز سبانسر تشابلن»، رأى النور سنة 1889 في لندن. كان أبواه فقيران، لكنهما كانا يناضلان من أجل تمكينه من العيش. قضى مراهقته في إنتاج موسيقى الصالات، قبل أن يصبح ممثلا. وقد عمل صندوق «تشابلن»، الذي تأسس من أجل المساهمة في هذا الحدث، على إخراج كنوز ثمينة من أجل نشر الرواية: صور ووثائق نادرة، فضلا عن مجموع الأفلام في لندن خلال العشرينيات، عندما كان هذا الممثل الشاب يذرع الشوارع والأزقة. وقد امتدحت المكتبة السينمائية في بولونيا ريشة هذا الفنان الذي لم يكن أحد يتخيل أنه انكب ذات يوم على مكتب الكاتب. إذ قالت إنه «يتحرك بحيويته، وتوازنه السردي، وحريته». بل إن الباحثين يقارنون أسلوبه بأسلوب «تشارلز ديكنز» (وهو روائي إنجليزي ولد يوم 7 فبراير 1812 وتوفي يوم 9 يونيو 1870. ويجمع النقاد على اعتباره أحد أعظم الروائيين الإنكليز في العصر الفكتوري، ولا يزال كثير من أعماله يحتفظ بشعبيته حتى اليوم. تميز أسلوبه بالدعابة البارعة والسخرية اللاذعة).