تشكل ظاهرة ختان الإناث انتهاكا صارخا لحقوق الفتيات والنساء الأساسية، وتعكس التباين المتجذر بين الجنسين، باعتبارها أحد أشكال التمييز ضد المرأة والفتاة، فضلا عن انتهاكها لحقهن في الصحة والأمن والسلامة البدنيةوكشف صندوق الأممالمتحدة للطفولة (يونيسيف) في تقرير حديث صدر بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة ختان الإناث، أن 200 مليون فتاة وامرأة على الأقل في العالم خضعن لعملية الختان، وأن نصف هذا العدد يوجد في ثلاث دول فقط وهي مصر وإثيوبيا وإندونيسيا. وأوضح التقرير أن نحو 44 مليونا من اللاتي خضعن للختان هن حاليا دون سن ال14. واستند التقرير إلى بيانات من 90 مسحا وطنيا، أظهر أن 70 مليون امرأة وفتاة قد تأثرن أيضا بتلك الممارسة أكثر مما تم تقديره في عام 2014. وأفاد التقرير الذي أصدره صندوق الأممالمتحدة للسكان بالاشتراك مع اليونيسف، بمناسبة اليوم العالمي لمناهضة الختان في سنة 2015، أن أزيد من 130 مليون من الفتيات والنساء، تنحدر معظمهن من بلدان إفريقيا وآسيا والشرق الأوسط، لاسيما مصر والصومال، تعرضن بشكل أو بآخر لتشويه الأعضاء التناسلية. وأكد التقرير أن 3 ملايين فتاة وسيدة على مستوى العالم تتعرض لتلك الممارسات سنويا وأن أغلب تلك العمليات تتم بإشراف طبي، داعيا العاملين في المجال الطبي إلى حشد الجهود لوقف مثل تلك العمليات. وأشار المصدر ذاته إلى تزايد أعداد النساء اللواتي يتعرض للختان بمعدل 2 مليون سنويا. وتعتبر الصومال ذات الكثافة السكانية المرتفعة من بين أعلى الدول تأثرا بهذه الظاهرة بنسبة تتخطى 98 في المائة، تليها جيبوتي 93 بالمائة، ثم مصر بنسبة 91 في المائة. وأثبت تقارير المنظمة العالمية للصحة، من ناحية أخرى، أن تشويه الأعضاء التناسلية للنساء لا يعود بأية منافع صحية، بل على العكس من ذلك، يمكن أن تتسبب هذه الممارسة في أمراض عضوية ونفسية خطيرة لأنها تنطوي على استئصال نسيج تناسلي أنثوي سوي وعادي وإلحاق ضرر به، كما أنها تعرقل الوظائف الطبيعية لأجسام الفتيات والنساء. وأثبتت كل الدراسات والأبحاث التي أشرفت عليها الأممالمتحدة أن هذه الممارسة تنطوي على عواقب ضارة نفسيا وغالبا ما تتسبب بصدمة نفسية وحالة من الاكتئاب. كما أنها تؤدي إلى التعرض، بشكل متكرر، لأنواع العدوى التي تصيب المثانة والسبيل البولي، وظهور الأكياس، والإصابة بالعقم، وزيادة مخاطر التعرض لمضاعفات أثناء الولادة ومخاطر وفاة الأجنة، والحاجة إلى الخضوع لعمليات جراحية، في بعض الحالات، في مراحل لاحقة. ويعتبر تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية، في معظم المجتمعات التي تمارسه، من التقاليد الاجتماعية، التي تنظر إليه كإحدى الممارسات الضرورية لتنشئة الفتاة بطرق سليمة وأنها تحد من شهوة المرأة وتساعدها على مقاومة العلاقات الجنسية "غير الشرعية"، ويستخدم ذلك كمبرر للاستمرار فيه.