بعد تورط جهاديين من أصول مغربية في بعض الاعتداءات الإرهابية، التي هزت أوربا في السنتين الأخيرتين، وجهت أصابع الاتهام، مرة أخرى، إلى مغربي يشتبه في تورطه في الاعتداء الإرهابي. وكان الإعتداء قد استهدف مصلين، من بينهم مغاربة، في "المسجد الكبير" في منطقة سانت فوا، في إقليم كيبك جنوب شرق كندا، مساء أول أمس الأحد، والذي خلف 6 قتلى، من بينهم مغربي، وإصابة 8 أشخاص، 3 منهم في حالة خطيرة، حسب معلومات حصلت عليها "أخبار اليوم". التحقيقات الأولية، كذلك، تشير إلى أنه تم اعتقال الجهاديين الملثمين، اللذين أطلقا النار على المصلين، أحدهما طالب مغربي في جامعة "لافال" بالمدينة نفسها، فيما لم يتم كشف جنسية، وهوية المشتبه فيه الثاني. وبخصوص الضحية المغربي، كشفت مصادر "اليوم24" أنه يسمى سفيان عز الدين، وهو في عقدة الخامس، متزوج، ولديه ثلاثة أبناء (ابن وطفلتان)، ويقيم في كندا، منذ 20 سنة، ما سمح له بفتح متجر لبيع "منتوجات حلال" للمسلمين الموجودين في المدينة. وأضافت المصادر ذاتها أنه لا يستبعد أن يكون مغاربة آخرين بين الضحايا الجرحى، لاسيما أن 60 ألف مغربي من أصل 72 في كل التراب الكندي يقيمون في إقليم كيبك، الذي شهد الحادث. زهير طابا، الصحافي التونسي، المقيم في كيبك، أشار إلى أن ضحايا الاعتداء ينحدرون من المغرب (1)، والجزائر (2)، وتونس (1)، وإفريقيا جنوب الصحراء (2). الطالب المغربي المشتبه فيه، محمد قدير، ورفيقه الكندي ألكسندر دخلا إلى المركز الثقافي الإسلامي في كيبك (جنوب شرق كندا) مع نهاية صلاة العشاء، حيث بدآ عملية إطلاق النار على حوالي خمسين شخصا موجودين في المسجد، قبل أن يغادرا المكان بعد تدخل رجال الأمن، غير أن عناصر من الشرطة الكندية لحقت بهما، وتمكنت من اعتقالهما. وتقول رواية لموقع "realites" الكندي، إن الطالب المغربي، البالغ من العمر 27، يشتبه في كونه الشريك، الذي دخل إلى المسجد للاستطلاع، قبل تنفيذ العملية من قبل المسلح، الذي لم يتم كشف هويته. جاستن ترودو، رئيس الوزراء الكندي، وصف "العمل بالإرهابي"، وقال: "ندين هذا الاعتداء الإرهابي، الذي استهدف مسلمين موجودين في مكان عبادة". وفيما لم تتبن بعد أي جماعة جهادية الهجوم، يطرح تساؤل كيف يمكن لجهاديين مهاجمة مسجد؟ بعض المواطنين المغاربة في مدينة "كيبك" يصلون في المسجد نفسه المستهدف من قبل الطالب المغربي، أكدوا لوكالة الأنباء "رويترز"، أنهم لم يعودوا يشعرون بالأمن في المدينة، ويفكرون في مغادرتها. المهاجر المغربي محمد لوديغري، البالغ من العمر 42 سنة، ويصلي في المسجد نفسه، أوضح: "لسنا آمنين هنا". وأضاف أنه يشعر بالقلق والخوف، ما دفعه إلى "التفكير في العودة إلى المغرب"، وأردف أن "الأحد هو يوم حزين بالنسبة إلى سكان المدينة، وكل الشعب الكندي"، متمنيا أن "يكون حدثا معزولا"، فقط. وقال مغربي آخر، اسمه ز. بنحدو، أحد المحافظين على الصلاة في المسجد المستهدف، إن المسجد تعرض، أخيرا، لمجموعة من التحرشات، من بينها رمي رأس خنزير أمامه، كما تلقى تهديدات، غير أنه لا أحد كان يتوقع أن تصل الأمور إلى هجوم خطير مثل الذي حدث. وشرح المتحدث نفسه: "كنا نعتقد أنها كانت أحداثا معزولة، لم نكن نأخذها محمل الجد، لكن هذا المساء، تبين أن تلك الأحداث المعزولة كانت مختلفة"، وأدت إلى هجوم خطير. واستبعد بنحدو أن يكون المعتديان من بين المرتبطين بالمسجد وقال: "نعرف هؤلاء الأشخاص منذ الصغر".