قتل ستة اشخاص وجرح ثمانية آخرون في إطلاق نار على مصلين في مسجد في كيبك في اعتداء وصفه رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو في بيان الإثنين ب"الإرهابي". واعلنت الناطقة باسم إدارة الأمن في كيبك كريستين كولومب للصحافيين أن الشرطة تمكنت من القبض على الشخصين اللذين يشتبه بأنهما شنا الهجوم الذي تتعامل معه "كعمل إرهابي". من جهته، قال ترودو في بيان "ندين هذا الاعتداء الإرهابي الذي استهدف مسلمين موجودين في مكان عبادة وملاذ" معبرا عن "تعازيه الحارة إلى عائلات وأصدقاء القتلى"، وتمنياته "بالشفاء العاجل للجرحى". وأضاف أن "التنوع هو قوتنا، والتسامح الديني بالنسبة لنا ككنديين من القيم العزيزة علينا". وتابع أن "المسلمين الكنديين يشكلون عنصرا مهما في نسيجنا الوطني وأعمالا جنونية مثل هذه لا مكان لها في مجتمعاتنا ومدننا وبلدنا". وذكر شهود عيان كانوا متواجدين في المكان وقت وقوع الاعتداء أن رجلين ملثمين دخلا إلى المركز الثقافي الإسلامي في كيبك (جنوب شرق كندا) حوالى الساعة 19,30 من الأحد أثناء أداء صلاة العشاء. ولم تتضح بعد دوافع الاعتداء فيما انتشرت الشرطة، التي لم تستبعد احتمال وجود مهاجم ثالث تمكن من الفرار. وذكرت كولومب أن إعمار القتلى تتراوح بين 35 و70 عاما. ودان الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الأثنين الهجوم "بأكبر قدر من الحزم" معتبرا أن "الإرهابيين" أرادوا "ضرب روح السلم والانفتاح لدى الكيبكيين". أما رئيس حكومة مقاطعة كيبك الناطقة باللغة الفرنسية فيليب كويار فكتب على حسابه على موقع تويتر "بعد هذا العمل الإرهابي، طلبت من الجمعية الوطنية تنكيس علم كيبك". وأكد أن "كيبك ترفض رفضا باتا هذا العنف الهمجي. نتضامن بالكامل مع أقارب الضحايا ومع الجرحى وعائلاتهم". وأضاف "فلنتحد ضد العنف، فلنتضامن مع أبناء كيبك من اتباع الديانة الإسلامية". وأوضح أفراد من عناصر الشرطة المنتشرين حول المسجد أنهم كانوا يتحضرون لاعتداءات كهذه "باتت تحصل في كل أنحاء العالم". وقال رجل كان في الجامع وقت الهجوم "لا أفهم لماذا هنا. إنه مسجد صغير". من جهته، قال رئيس بلدية كيبك "أريد أن أعبر عن غضبي أمام هذا العمل الدنيء". وأضاف أن "لا احد يجب أن يدفع حياته ثمنا لعرقه أو لونه أو ميوله الجنسية أو معتقداته الدينية". وكان المركز نفسه المعروف أيضا باسم مسجد كيبك الكبير تعرض في السابق لهجوم معاد للمسلمين ولكنه لم يوقع ضحايا بل اقتصر على تدنيس المكان عبر وضع مجهولين رأس خنزير أمام احد أبوابه أثناء شهر رمضان. ووجدت كتابات عنصرية خلال الأشهر الأخيرة على جدران عدة مساجد في أنحاء كندا. يأتي الاعتداء في وقت تعهدت اوتاوا بأن تستقبل المسلمين واللاجئين بعد قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المثير للجدل بحظر دخول مواطني سبع دول ذات غالبية سكانية مسلمة إلى الولاياتالمتحدة. وأعلن وزير الهجرة الكندي احمد حسين أن بلاده ستمنح تراخيص إقامة مؤقتة للأجانب العالقين على أراضيها من رعايا الدول السبع المشمولين بحظر السفر الذي فرضه ترامب وهي العراق وايران وليبيا والصومال والسودان وسوريا واليمن. وقال الوزير المتحدر من أصول صومالية خلال مؤتمر صحافي "أود أن أطمئن الأشخاص الذين قد يجدون أنفسهم عالقين في كندا أنني سأستخدم سلطتي لمنحهم رخصة إقامة مؤقتة إذا اقتضى الأمر، كما فعلنا في الماضي". ولم يدن الوزير قرار ترامب إلا أنه أكد أن كندا ستستمر بسياسة الهجرة التي تتبعها المبنية على "التعاطف" مع ضمان حماية أمن مواطنيها في الوقت ذاته. وكان ترودو أكد السبت أن بلاده ماضية في استقبال اللاجئين "بمعزل عن معتقداتهم"، في رد غير مباشر على قرار ترامب. وقال ترودو في تغريدة على تويتر "إلى الذين يهربون من الاضطهاد والرعب والحرب، عليكم أن تعرفوا أن كندا ستستقبلكم بمعزل عن معتقداتكم"، مؤكدا أن "التنوع يصنع قوتنا". وأضاف "أهلا بكم في كندا". وبحسب آخر تعداد سكاني أجرته كندا عام 2011، يتحدر واحد من كل خمسة كنديين من أصول أجنبية. واستقبلت كندا أكثر من 39 ألفا و670 لاجئا سوريا بين نوفمبر 2015 وبداية يناير هذا العام، بحسب أرقام حكومية.