«بينالي مراكش» الذي يرأسه شرفيا المستشار الملكي أندري أزولاي قد يتسبب في حرب التطبيع مع إسرائيل بعد استضافته لفنانة إسرائيلية متخصصة في فن الفيديو العصري معركة سياسية وفكرية جديدة حول التطبيع واستضافة شخصيات إسرائيلية تلوح في الأفق. المهرجان الفني الذي تحتضنه مراكش، والمعروف ب»بينالي مراكش»، وضع ضمن لائحة ضيوفه في الدورة المقبلة التي تنطلق نهاية شهر فبراير الحالي، اسم فنانة إسرائيلية متخصصة في فن الفيديو العصري، مما أثار حفيظة المناهضين لكل أشكال التطبيع والسماح لشخصيات إسرائيلية بالحضور والمشاركة في أنشطة يحتضنها المغرب. ويظهر اسم «كيرين سيتر» (Keren cytter)، ضمن قائمة 43 فنانا وجّه إليهم المهرجان الدعوة لحضور دورته لهذه السنة. المهرجان يهدف حسب منظميه إلى بناء جسور بين الثقافات من خلال الفن والثقافة، «ونقوم بإلهام فنانين استثنائيين من العالم بأسره، ليقوموا بإبداعات فنية تستجيب للفضاء الساحر لمدينة مراكش»، تقول وثيقة تعريفية في الموقع الرسمي للمهرجان. فيما يُعتبر المستشار الملكي أندري أزولاي، رئيسه الشرفي، إلى جانب رئيسة ومؤسسة المهرجان، الفرنسية فانيسا برانسون. فيما يتولى الفنان والمهندس المغربي، محمد أمين القباج، نائب الرئيس التنفيذي للمهرجان الذي ينظّم هذه السنة دورته الرابعة، حيث يعود تاريخ انطلاقه إلى سنة 2005. الكاتب العام للرصد المغربي لمناهضة التطبيع، عزيز هناوي، قال إن البرنامج الرسمي للمهرجان يقدّم كيرين سيتر على أنها من تل أبيب، «وهذا يعني أنها إسرائيلية صهيونية قادمة من الكيان المحتل، واستضافتها بالتالي، تطبيع وجريمة». وأضاف هناوي أن ما اعتبره خطوة تطبيعية، يأتي في الوقت الذي يشهد فيه العالم كله بإمعان إسرائيل في تقسيم الأقصى «وتثبت فيه السلطة الفلسطينية نفسها أن إسرائيل مسؤولة عن قتل ياسر عرفات». وعما يمكن أن يقوم به المرصد كرد فعل على استضافة هذه الفنانة الإسرائيلية، قال إن «المجتمع المدني يمكنه اللجوء إلى جميع الوسائل السلمية والمدنية المعروفة للتعبير عن رفضه لمثل هذه الخطوات». الفنانة الإسرائيلية المدعوة إلى المهرجان، ولدت وقضت طفولتها في تل أبيب، قبل أن تنتقل إلى هولندا حيث درست الفن في أحد المعاهد المتخصصة. وتقيم كيرين سيتر في الفترة الأخيرة، في الولاياتالمتحدةالأمريكية، وتحديدا في نيويورك، حيث تبحث عن العالمية. فيما أوضحت مصادر مقربة من إدارة المهرجان، أن المسؤول الفني للمهرجان، هشام خليدي، نهل بدوره من نفس المدرسة الهولندية في الفنون، حيث يحمل الجنسية الهولندية إلى جانب أصله المغربي. وتضيف المصادر نفسها أن الفكرة المميزة للمهرجان، تتمثل في إنتاج إبداعات فنية، صور ورسومات وأشرطة فيديو فنية، مستوحاة من المغرب وتحديدا من مدينة مراكش، في إطار رسالة «حضارية» لبناء الجسور وتلاقح الأفكار بين قادمين من أوربا وأمريكا واسكندنافيا وروسيا... هناوي قال إن المهم في مثل هذه المحطات التي يتم فيها الإقدام على خطوة تطبيعية، «هو رفع مستوى الوعي بخطورة التطبيع والتعبير عن الموقف الرافض له حتى لا يتسرّب إلى العقل الجماعي للمغاربة كما بدأنا نلاحظ مؤخرا في تصرفات ومواقف كثيرة». وأضاف هناوي أن مقترح تجريم التطبيع، أبان عن مستوى الاختراق الثقافي الذي حققته فكرة التطبيع، حيث أصبح مثقفون وفاعلون مدنيون يتولون الخروج للدفاع عنه وتبريره.