لم يتبق الكثير على نهاية المهلة التي منحتها وزارة الداخلية لمجموعة مدارس الفاتح حتى تغلق جميع المؤسسات التعليمية التابعة لها أبوابها، وذلك على إثر القرار الصادر عنها يوم الخامس من الشهر الجاري، وفي ظل المهلة الوجيزة المتبقية، يسابق آباء وأولياء تلاميذ تلك المدارس وحتى إدارة المجموعة، الزمن للقيام بكل ما يمكن حتى تسمح لهم السلطات "بإتمام الموسم الدراسي الحالي على الأقل". مجموعة من المقترحات تقدمت بها تنسيقية آباء وأولياء تلاميذ مدارس الفاتح خلال اللقاءات التي جمعتها بمسؤولين عن الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة الدارالبيضاءسطات، وكذا بوالي الدارالبيضاء، كلها لم تفض إلى نتيجة، إذ وفي الوقت الذي أكد مسؤولو الأكاديمية عدم قدرتهم على التجاوب مع مطالب أولياء التلاميذ، على اعتبار أن القرار غير صادر عن وزارة التربية الوطنية، أبدى الوالي تشبثا بالقرار، بل ودعا أولياء التلاميذ إلى مساعدة السلطات في تنفيذه. إدارة المجموعة بدورها قامت بعدة مبادرات في سبيل إرجاء ذلك القرار إلى نهاية هذه السنة حتى لا يتأثر التلاميذ بتوقيف الدراسة في منتصف الموسم. "الإدارة مستعدة لجميع الحلول الممكنة وهي مع مصلحة المملكة المغربية"، يقول هاشم عكاشة، وهو إطار في المجموعة، مردفا في تصريح ل"أخبار اليوم" "إذا كان لابد من الإغلاق فنحن لا نرجو سوى تأجيله إلى نهاية الموسم الدراسي مراعاة لمصلحة التلاميذ وكذا مصلحة الأساتذة الذين يناهز عددهم ال500 أستاذ". ويضيف المتحدث أن جميع الأتراك في إدارة المجموعة مستعدون للانسحاب وترك المجال لمراقبين يتم تعيينهم من طرف الوزارة الوصية، وذلك بهدف استمرار الدراسة بشكل عاد وحتى لا يتضرر لا التلاميذ ولا الأساتذة، إذ يؤكد على أن "توقيف الدراسة في منتصف الموسم سيؤثر في التلاميذ بشكل سلبي، وإعادة الانتشار إذا كانت ستحل نسبيا مشكلة التلاميذ، فلن تحل مشكلة نحو 500 أستاذ يشتغلون في المجموعة وكلهم مغاربة"، مبرزا أن النسبة الأكبر من أطر المؤسسة هم مغاربة بأزيد من 500 شخص في مقابل 30 إطارا تركيا، "كلهم مستعدون للانسحاب مراعاة لمصلحة التلاميذ والأساتذة"، يقول عكاشة مضيفا نقلا عن لسان الأطر الأتراك، "كل ما نريد هو إكمال التلاميذ هذه السنة الدراسية بشكل عاد سواء بنا أو بدوننا". وتابع عكاشة مبرزا أنهم توصلوا بعدد من الطلبات لشراء المجموعة وتسييرها، مؤكدا "الحلول كثيرة وموجودة ونتمنى أن تتم الاستجابة إلى أحدها". هذا ولا تزال تنسيقية آباء وأولياء التلاميذ وكذا إدارة المجموعة، تقومان بمجموعة من التحركات لإرجاء تنفيذ قرار الداخلية إلى نهاية الموسم الدراسي الحالي. وكانت الداخلية قد أصدرت يوم الخامس من شهر يناير الجاري قرارا بإغلاق جميع المؤسسات التعليمية التابعة لمجموعة "محمد الفاتح"، التي تأسست في المغرب في أواسط تسعينيات القرن الماضي، وتضم عددا من المدارس المنتشرة في عدد من مدن المملكة والتي تحتضن نحو 2500 تلميذ. وذكرت الداخلية في بلاغها أن ذلك القرار جاء على إثر تحريات قامت بها الجهات المختصة، وأظهرت أن تلك المؤسسات "تجعل من الحقل التعليمي والتربوي مجالا خصبا للترويج لإيديولوجية هذه الجماعة ومؤسسها، ونشر نمط من الأفكار يتنافى مع مقومات المنظومة التربوية والدينية المغربية". وقد نفت إدارة المجموعة وكذا تنسيقية آباء وأولياء التلاميذ ما ورد في بلاغ الداخلية، وفي السياق نفسه أكدت التنسيقية في بلاغ صادر عنها أن كل ما جاء في بلاغ الداخلية، "مزاعم غير مبنية على أساس قانوني وواقعي سليم وعارية من الصحة، خاصة وأن المؤسسة تشتغل وفقا للمقتضيات القانونية والمناهج التعليمية المعتمدة من طرف وزارة التربية الوطنية تحت إشراف فعلي لطاقم تربوي مغربي خالص".