يعتبر مركز الطاقة الخضراء، "غرين إنيرجي بارك" المتواجد بالمدينة الخضراء ببنجرير، منصة علمية، الأولى من نوعها في إفريقيا، التي تعنى بالبحث والاختبار والتكوين في مجال الطاقة الشمسية. ويعد هذا المركز، الذي تم تطويره من قبل معهد البحث في الطاقة الشمسية والطاقات الجديدة بدعم من وزارة الطاقة والمعادن والماء والبيئة ومجموعة المكتب الشريف للفوسفاط، نموذجا فريدا من نوعه يتيح خلق الانسجام وتقاسم البنية التحتية للبحث من أجل تحقيق التميز، من جهة، واكتساب المعرفة والمهارات من مختلف الشركاء من جامعات وشركات صناعية من جهة أخرى. ويضم المركز، الذي رصد لإنجازه غلاف مالي يقدر ب210 مليون و266 ألف درهم على مساحة 8 هكتارات، عدة مختبرات في مجال الخلايا الكهروضوئية والطاقة الشمسية المركزة موزعة على أكثر من 3 آلاف متر مربع. كما يحتوي "غرين إنيرجي بارك" على منصة خارجية للاختبار والوصف في الهواء الطلق، فضلا عن العديد من المشاريع النموذجية على مساحة اجمالية قدرها 5ر6 هكتار، حيث توفر هذه المنابر مساحة للابتكار وريادة الأعمال تشكل نقطة جذب للوسط الأكاديمي والمجال السوسيو اقتصادي. وتسعى هذه المنصة ، التي توفر حاليا 70 منصب شغل (باحثون وحاملو شهادة الدكتوراه)، إلى أن تشكل جسرا بين الجامعات والوسط السو سيو اقتصادي من أجل الانتقال من البحث الى الابتكار، وبالتالي جعل المغرب يتمركز كدولة رائدة في مجال الطاقة الشمسية. وسيمكن نموذج مركز الطاقة الخضراء ، على المدى المتوسط ، من تحقيق الاستقلال المالي عن طريق البحث والتطوير والخدمات التقنية والعلمية والمصادقة على المعدات والتكوين المتخصص والتطبيق العملي وتزويد المدينة الخضراء بالكهرباء النظيفة. وتبقى قضايا مثل معالجة وتحلية المياه باستخدام الطاقة الشمسية وتطوير وحدات شمسية للصحراء وتصميم حلول التخزين الحراري والكهربائي الجديدة وتطوير التطبيقات الصناعية للطاقة الشمسية الحرارية، مصدر الاهتمامات الرئيسية لمركز الطاقة الخضراء الذي يعتزم على المدى البعيد إحداث 155 منصب شغل. وتشتغل فرق البحث بالمركز على موضوعات ذات أولوية تغطي جميع مجالات البحث العلمي ابتداء من العنصر الأساسي ووصولا الى الأنظمة المعقدة وذلك من أجل تلبية الاحتياجات الوطنية والافريقية. وانطلاقا من كونه جزء من النظام الايكولوجي لجامعة محمد السادس المتعددة التخصصات التقنية ببنجرير مفتوح على جميع الجامعات المغربية، عمل "غرين إنيرجي بارك" على ربط عدة شراكات استراتيجية مع مراكز البحث الدولية الرئيسية والشركات الصناعية لضمان نقل التكنولوجيا مع تطوير التعاون العلمي. ويبقى الهدف المسطر من قبل المشرفين على هذا المشروع الطموح، على المدى المتوسط، انشاء مجموعة من مراكز البحوث المماثلة والتي ستغطي الموارد الأخرى للطاقة المتجددة وهو من شأنه أن يجعل المغرب يتموقع كبلد رائد عالميا في الابتكار في مجال الطاقة المتجددة.