علم "اليوم24" من مصادر مطلعة، أن مواطنين من دوار تابع لدائرة "طهر السوق" في تاونات، وجهوا مراسلة رسمية لحسن بالهدفة، عامل الإقليم، لرفع الحيف عنهم، والتدخل لإيجاد حل لمعاناة أطفالهم، الذين يضطرون إلى قطع مسافة طويلة للالتحاق بمؤسساتهم التعليمية، في ظل غياب نقل مدرسي يربط دواويرهم بالمركز القروي. وأضافت المصادر أن تلاميذ إعدادية "أنوال"، والثانوية التأهيلية "عبد الكريم الخطابي"، المتحدرين من دواوير جبلية مجاورة، يجدون صعوبة كبيرة للالتحاق بفصولهم الدراسية، وتزدادا معاناتهم خلال التساقطات المطرية، حيث تتوحل المسالك، ويرتفع منسوب المياه في الشعاب والوديان، مما يهدد سلامة المتعلمين أثناء رحلتهم من وإلى حجرات درسهم. وفي سياق متصل، أكدت مصادر جمعوية وحقوقية ل"اليوم24″، أن معاناة تلاميذ جماعة "طهر السوق"، تختزل معاناة أطفال العشرات من الدواوير الجبلية في تاونات، والذين يضطرون لركوب سيارات "الموت" في ظل غياب نقل مدرسي يؤمن رحلتهم إلى مدارسهم. وأضاف المصدر أن سيارات من نوع "207"، تقوم بمهمة نقل المتعلمين إلى مدارسهم، مقابل مبلغ مالي يؤديه ولي أمر المتعلم نهاية كل شهر، أما القابعين في أعالي الجبال، فيضطرون للمشي ساعات، أو تتحمل أسرته عبئا إضافيا باكتراء بيت في المركز القروي. وفي سياق متصل، يتساءل عدد من المواطنين بدواوير "عين عبدون" و"بني كزين" و"فناسة".. عن عدم تخصيص المجالس الجماعية لسيارات نقل مدرسي، تخفف عن المتعلمين عبئ التنقل من وإلى مؤسساتهم التعليمية، وذلك أسوة بباقي التجارب الجماعية، التي خصصت حافلات تربط دواوير بعيدة بإعداديات وثانويات تأهيلية. مصدر من جماعة بني وليد، أكد أن المجلس الجماعي عمد إلى استعمال سيارة "الوحدة الطبية المتنقلة" لنقل التلاميذ، في أفق إيجاد حل لمشكل النقل المدرسي بالجماعة القروية، التي يعاني أطفالها الأمرين في فصل الشتاء، حيث ترتفع المياه في الوديان والشعاب، وتنقطع الطرق والمسالك، والنتيجة حرمان المتعلمين من متابعة دروسهم. ومن جهته، قال مسؤول في ديوان عامل إقليمتاونات، إن توفير النقل المدرسي يعد أولوية تتم عبر شراكة بين الجماعات القروية والعمالة، على أساس أن تمول المشاريع بدعم من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية. وأَضاف في معرض تصريح ل"اليوم24″، أن العديد من الجماعات القروية استفادت من مشروع النقل المدرسي، وذلك وفق رؤية مشتركة وموحدة، أما الجماعات التي لا تتوفر على نقل مدرسي، يؤكد المتحدث نفسه، فيرجع ذلك لاختياراتها واستراتيجيتها.