ظروف لا إنسانية. طول ساعات الانتظار. مواقف لسيارات الأجرة، تفوه من جنباتها روائح كريهة. حافلات مهترئة، تصل متأخرة، وإن وصلت يتسابق العشرات، مزدحمين أمام أبوابها لضمان مقعد، وتجنب قطع الرحلة واقفين، تتلاصق أجسادهم ببعضها كرهاً. هكذا يعيش سكان الدارالبيضاء يومياتهم مع النقل. فما إن تدق ساعات الدخول إلى العمل، أو الخروج منه، حتى يبدأ مركز المدينة في استقبال الآلاف من المواطنين، رغبتهم الأولى ضمان عودة سريعة إلى منازلهم. لكن، تتكرر القصة نفسها يومياً، ويضطرون إلى الوقوف في صفوف طويلة، لعل سائق سيارة أجرة يقبل بإيصالهم إلى وجهتهم. كاميرا "مع الشارع"، رصدت معاناة "البيضاويين"، ونقلت صوت العالقين يومياً في جحيم النقل من وسط العاصمة الاقتصادية. هؤلاء، هاجموا سائقي سيارات الأجرة، واعتبروا أنهم مسؤولون عن ضياع وقتهم، بسبب رفضهم للعمل خلال هذه الفترة، أما المهنيين، فيرون أن للشوارع نصيب من المسؤولية، بل كلها، بسبب الازدحام الذي تعرفه، وصعوبة عملهم خلال ساعات الذروة.