ترامب يهدد بمحاولة استعادة قناة بنما    هيئة المعلومات المالية تحقق في شبهات تبييض أموال بعقارات شمال المغرب    المغرب يخطط لإطلاق منتجات غذائية مبتكرة تحتوي على مستخلصات القنب الهندي: الشوكولاتة والدقيق والقهوة قريبًا في الأسواق    تشييع جثمان الفنان محمد الخلفي بمقبرة الشهداء بالدار البيضاء    فريق الجيش يفوز على حسنية أكادير    شرطة بني مكادة توقف مروج مخدرات بحوزته 308 أقراص مهلوسة وكوكايين    دياز يساهم في تخطي الريال لإشبيلية    فرنسا تسحب التمور الجزائرية من أسواقها بسبب احتوائها على مواد كيميائية مسرطنة    المغرب يوجه رسالة حاسمة لأطرف ليبية موالية للعالم الآخر.. موقفنا صارم ضد المشاريع الإقليمية المشبوهة    المغرب يحقق قفزة نوعية في تصنيف جودة الطرق.. ويرتقي للمرتبة 16 عالميًا    حفيظ عبد الصادق: لاعبو الرجاء غاضبين بسبب سوء النتائج – فيديو-    وزارة الثقافة والتواصل والشباب تكشف عن حصيلة المعرض الدولي لكتاب الطفل    فاس.. تتويج الفيلم القصير "الأيام الرمادية" بالجائزة الكبرى لمهرجان أيام فاس للتواصل السينمائي    التقدم والاشتراكية يطالب الحكومة بالكشف عن مَبالغُ الدعم المباشر لتفادي انتظاراتٍ تنتهي بخيْباتِ الأمل    مسلمون ومسيحيون ويهود يلتئمون بالدر البيضاء للاحتفاء بقيم السلام والتعايش المشترك    الرجاء يطوي صفحة سابينتو والعامري يقفز من سفينة المغرب التطواني    العداء سفيان ‬البقالي ينافس في إسبانيا    جلالة الملك يستقبل الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني    بلينكن يشيد أمام مجلس الأمن بالشراكة مع المغرب في مجال الذكاء الاصطناعي    وقفة أمام البرلمان تحذر من تغلغل الصهاينة في المنظومة الصحية وتطالب بإسقاط التطبيع    الولايات المتحدة تعزز شراكتها العسكرية مع المغرب في صفقة بقيمة 170 مليون دولار!    الجزائر تسعى إلى عرقلة المصالحة الليبية بعد نجاح مشاورات بوزنيقة    انخفاض طفيف في أسعار الغازوال واستقرار البنزين بالمغرب    رسالة تهنئة من الملك محمد السادس إلى رئيس المجلس الرئاسي الليبي بمناسبة يوم الاستقلال: تأكيد على عمق العلاقات الأخوية بين المغرب وليبيا    مباراة نهضة الزمامرة والوداد بدون حضور جماهيري    رحيل الفنان محمد الخلفي بعد حياة فنية حافلة بالعطاء والغبن    لقاء مع القاص محمد اكويندي بكلية الآداب بن مسيك    لقاء بطنجة يستضيف الكاتب والناقد المسرحي رضوان احدادو    بسبب فيروسات خطيرة.. السلطات الروسية تمنع دخول شحنة طماطم مغربية    غزة تباد: استشهاد 45259 فلسطينيا في حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة منذ 7 أكتوبر 2023    مقاييس الأمطار المسجلة بالمغرب خلال ال24 ساعة الماضية    ندوة علمية بالرباط تناقش حلولا مبتكرة للتكيف مع التغيرات المناخية بمشاركة خبراء دوليين    الرباط.. مؤتمر الأممية الاشتراكية يناقش موضوع التغيرات المناخية وخطورتها على البشرية    البنك الدولي يولي اهتماما بالغا للقطاع الفلاحي بالمغرب    ألمانيا: دوافع منفذ عملية الدهس بمدينة ماجدبورغ لازالت ضبابية.    بنعبد الله: نرفض أي مساومة أو تهاون في الدفاع عن وحدة المغرب الترابية    تفاصيل المؤتمر الوطني السادس للعصبة المغربية للتربية الأساسية ومحاربة الأمية    أكادير: لقاء تحسيسي حول ترشيد استهلاك المياه لفائدة التلاميذ    استمرار الاجواء الباردة بمنطقة الريف    خبير أمريكي يحذر من خطورة سماع دقات القلب أثناء وضع الأذن على الوسادة    حملة توقف 40 شخصا بجهة الشرق    "اليونيسكو" تستفسر عن تأخر مشروع "جاهزية التسونامي" في الجديدة    ندوة تسائل تطورات واتجاهات الرواية والنقد الأدبي المعاصر    استيراد اللحوم الحمراء سبب زيارة وفد الاتحاد العام للمقاولات والمهن لإسبانيا    ارتفاع حصيلة ضحايا الحرب في قطاع غزة إلى 45259 قتيلا    القافلة الوطنية رياضة بدون منشطات تحط الرحال بسيدي قاسم    سمية زيوزيو جميلة عارضات الأزياء تشارك ببلجيكا في تنظيم أكبر الحفلات وفي حفل كعارضة أزياء    لأول مرة بالناظور والجهة.. مركز الدكتور وعليت يحدث ثورة علاجية في أورام الغدة الدرقية وأمراض الغدد    وفاة الممثل محمد الخلفي عن 87 عاما    دواء مضاد للوزن الزائد يعالج انقطاع التنفس أثناء النوم    المديرية العامة للضرائب تنشر مذكرة تلخيصية بشأن التدابير الجبائية لقانون المالية 2025    أخطاء كنجهلوها..سلامة الأطفال والرضع أثناء نومهم في مقاعد السيارات (فيديو)    "بوحمرون" يخطف طفلة جديدة بشفشاون    للطغيان وجه واحد بين الدولة و المدينة و الإدارة …فهل من معتبر …؟!!! (الجزء الأول)    حماية الحياة في الإسلام تحريم الوأد والإجهاض والقتل بجميع أشكاله    عبادي: المغرب ليس بمنأى عن الكوارث التي تعصف بالأمة    توفيق بوعشرين يكتب.. "رواية جديدة لأحمد التوفيق: المغرب بلد علماني"    توفيق بوعشرين يكتب: "رواية" جديدة لأحمد التوفيق.. المغرب بلد علماني    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الجندي: طلبات العروض في المجال الفني مثل وضع الجمال والأرانب في سباق واحد!
نشر في اليوم 24 يوم 02 - 02 - 2014

يفتح أنور الجندي، نجل الممثل المغربي الكبير حسن الجندي، قلبه ل»24 اليوم»، معتبرا أنه لم يعش قط، في جلباب أبيه، منتقدا سيادة الرداءة في غالبية الأعمال الفنية، مستنكرا إقصاء الجودة، وترسيخ التفاهة.
{‬ احتفلتم مؤخرا بالذكرى ال31 لتأسيس فرقتكم «مسرح الفنون»، ما جديد هذه الفرقة التي تترأسها؟
لدينا عمل جديد هو «السلامة وستر مولانا»، وهو من تأليف عبد المجيد فنيش، ومن إخراجي. وفي هذا الصدد، أحب أن أقول إنني أشتغل الآن خارج الوطن أكثر مما أشتغل في بلدي، وخصوصا مع الجالية، ومن هذا المنبر أوجه تحية صادقة للوزارة المنتدبة لدى رئيس الحكومة المكلفة بالجالية والهجرة التي صارت تحل محل بعض الجهات الوصية علينا.

{‬ وبخصوص الإذاعة، أما تزال تؤلف وتخرج لها؟
بكل تواضع أنا من حمل المشعل بعد جيل الرواد، (عبد الله شقرون ومحمد حسن الجندي وحمادي عمور والعربي الدغمي، ومحمد أحمد البصري) الذين سلموني المشعل، إذ أكتب وأخرج للإذاعة بصفة منتظمة، باستثناء الثلاث سنوات الأخيرة، نظرا إلى ما أصبح عليه حالنا الذي لا يرضينا.
وهنا أطلب من الإذاعة الوطنية بألا تكف عن إنتاج المسلسلات، فمتعة الإذاعة لا تضاهيها إلا متعة المسرح، رغم المبلغ الزهيد الذي نتقاضاه عنها، فما يتقاضاه الممثل عن دوره في الإذاعة أقل بكثير مما يمكن تصوره.

{‬ كم تحديدا؟
300 درهم للحلقة الواحدة. وهناك أمر يفاجىء أكثر، فالممثل الذي يتقاضى 300 درهم يسجل أحيانا مشهدا أو اثنين، أما المخرج الذي يحرص على الحلقة كاملة ويواكب العمل من بدايته إلى نهايته، فلا يتعدى ما يتقاضاه 200 درهم.

{‬ لماذا تقبلون بالعمل وفق هذه الشروط؟
لنقل إنه عشق بالنسبة إلى البعض، ويمثل «القفيفة» للبعض الآخر الذي يقول اللهم «هاد البركة ولا بلاش».

{‬ ما الذي لا يرضيكم تحديدا؟
أنا من المنتقدين بشدة وبحدة لسياسة المناقصة وطلب العروض. أنا لا أومن بالمناقصة في الفكر والفنون والإبداع، فنحن لسنا عجلات السيارات، والفكر ليس أعمدة الضوء، والفن ليس رملا أو تبليطا للطرقات حتى يخضع للمناقصة.

{‬ هذا يعني أنك ضد دفتر التحملات الذي أتى به الخلفي؟
دفتر التحملات حز في نفوس أشراف الفنانين، لأنه أبعد الفنانين الحقيقيين وقرب معلمين الشكارة. مع كامل الأسف قد تكون نية الوزير الخلفي حسنة، لكنه وقع في ما لا يرضي الفنانين الأشراف. ودفتر التحملات من منظوري حق أريد به باطل.

{‬ هل تريد أن تقول إن فكرة الرقي بالإبداع الفني المغربي مجرد غلاف؟
مضامين دفتر التحملات، رغم الادعاء بالرقي بالفن، إلا أنه أنزله إلى أسفل سافلين وخلقت بطالة في الأوساط الفنية. هذا الدفتر خنقنا الفنانين الحقيقيين وأعطى الفرصة لمن يجيد تنميق وتزويق وتنسيق الملفات، لا أكثر.
نعرف في كل السباقات والرهانات أن مسابقة الهجن، والأرانب، والكلاب، مثلا، لا تتم في حلبة واحدة، فلا يمكن الجمع بينها في مضمار واحد، لأنها تختلف من حيث طبيعتها وقدراتها.
في مجالنا، آخر ما يُفكر فيه هو الإبداع والفن، فالكل يتهافت على جمع الملفات والتحايل، حتى يحظى المشروع برضى اللجان، وهنا أسطر على كلمة «اللجان».

{‬ ماذا تقصد من تسطيرك على كلمة «اللجان» ؟
كيف يستقيم ظل العصا والعصا أصل أعوج.

{‬ إلى من ترمز بالعصا؟
العصا إشارة إلى بعض اللجان. فقد رأينا النتيجة التي كانت السنة الماضية. رأينا النقاد يشتكون، والفنانون غير راضين والجمهور متذمر، ويتحول إلى محطات أخرى ليشبع رغباته الفنية.
كل عام جديد يأتي، نجد التلفزيون يتهافت على فنانين بعينهم من أجل سيتكومات. جميل أن نشتغل في إطار جنس جديد يفرض نفسه، لكن، هناك فنانين آخرين لا يرغبون في المشاركة في مثل هذا النوع من الأعمال، ونحن منهم. كما أن هناك فئة من الجمهور تحب أن تشاهد فرجة نقية لكنها لا تجدها إلا في القنوات الأجنبية.

{‬ وهل ترى أن هذه السيتكومات ترقى فعلا إلى نمط السيتكوم الحقيقي؟
لا. أبدا، فهي لا تُضحك، ولا تشبع رغبتنا كجمهور ولا كفنانين.
لايوجد أي عمل من بينها ترك أثرا، بخلاف الصدى الذي تتركه أعمال عربية مميزة. لذلك أعتبر أن هذا النوع من العمل يهدر المال العام في سبيل فرجة لا ترقى إلى مستوى ذكاء المتلقي.
وأنا أعرف فنانين اعتزلوا الفن بعد دفتر التحملات، وأشخاصا جمدوا أعمال شركاتهم لأنها تؤدي الضرائب بشرف ورغم ذلك لا تعمل.

{‬ مثل من؟
يصعب علي تسميتهم.

{‬ وأنت تدعو إلى الفرجة النقية هل تقدمت للتلفزيون بمشروع يمثلها؟
أجل، فشقيقتي الحاجة هاجر الجندي، التي اشتغلت على أعمال تراثية أدبية دينية، اشتغلت لما يقارب ثلاث سنوات في بحوث مستفيضة في أمهات المراجع والكتب وألفت عملا حول دفناء وأولياء وأتقياء مدينة مراكش هم «سبعة رجال». الاشتغال على هذا العمل يخالف الأعمال العابرة التي لا تحضر إلا في آخر لحظة بعد قبولها والتي يعتمد أصحابها سياسة «جلج وصور وكور واعطي للجمهور الزغبي».
وقد تقدمنا به للتلفزيون المغربي، فكان رده «نخلصوكم في الكتابة والإنجاز حنا عارفين الشركة اللي تخدم عليه»، وهذا ما لم نقبله فكيف يعقل أن يحرم مخرج من عمل بحث فيه وعرف دقائق وتفاصيل شخصياته لمخرج آخر لا يفقه عنه شيئا. وفي هذا الصدد، سنقابل الوزير الخلفي.

{‬ هل تقدمت بأعمال غيرها؟
تقدمنا بمشاريع متنوعة، فنية وتربوية وتحسيسية وثقافية ومسرحية، لكن لم تعطنا الفرصة لإخراجها.
والقناة الثانية، مثلا لم أشتغل معها منذ فترة طويلة، تقدمت خلالها بمختلف أنواع الفرجة. وهي لا تتذكرنا إلا لتؤثث بنا الفضاء للحديث عن وجه معين، ونلبي الدعوة فقط، احتراما لذلك الوجه.

{‬ ألا تعتقد أن فئة عريضة من الجمهور هي نفسها لا تهتم بهذه الأعمال التي تقدم ما سميته «فرجة نقية»، وهو ما يجعل هذه القنوات تميل حيث يميل المستشهر بطلبه مسايرة ما تريده هذه الفئة؟
لا أعتقد ذلك، فالجمهور المغربي يجب أن نحترم ذكاءه، ونظافة عقله ونحترم زوجاته وبناته والأسرة المغربية عموما. هذا الجمهور يصفق للأعمال الجيدة كربيع قرطبة وسيدنا يوسف والتغريدة الفسلطينية وغيرها.. هذا الجمهور من باب وطنيته وانتمائه المغربي يفتح القنوات ليعرف أين وصل مستوى الفن المغربي، ولا يعني ذلك أنه راض عما يقدم له.
الجمهور إذا أعطيته عملا راقيا يرقى إلى مستوى انتظاراته، فأكيد أنه سيتابعه، وشخصيات كثيرة مغربية مهمة، لو استثمرت في أعمال جيدة لحظيت بالمتابعة.

{‬ في إطار سعيكم لإخراج أعمال من هذا القبيل، هل حاولتم التعامل مع قنوات خارجية؟
لدينا اقتراحات ومناقشات مع بعض الإخوة القطريين. نتمنى الخير في هذا الصدد. وأختي هاجر كانت راسلت قناتي اقرأ والرسالة. ونحن نسعى جادين، واليد الواحدة لا تصفق.
وفي غياب هذا النوع من الأعمال الجادة التي نتوق لها ونعشقها، أجد ضالتي في المسرح الذي يأخذ مني شخصيا حيزا كبيرا.

{‬ كيف كانت تجربتك خلال الأعمال العربية التي شاركت فيها؟
تعاملنا مع بعض الشركات الخارجية، كنجدت إسماعيل أنزور ومع حاتم علي كعائلة، واشتغلنا كشركة الجندي مع الفنان يحيى الفخراني في «مرسى والبحار».
قبل هذا كان لوالدي غزوات في أعمال عربية لم ير الجمهور المغربي منها إلا القليل، يمكن أن أقول إنه لم يشاهد منها غير فيلم الرسالة.
والدي حاول منذ زمن استقطاب شركات للمغرب، وللفت الانتباه للمغرب، وأتى باللبنانيين.

{‬ والدك اشتغل في أعمال عربية مختلفة، وأنت أيضا، هل عرضت عليك أعمال في الوقت الحالي؟
أشتغل حاليا بالمسرح، وقد شاركت في مجموعة من الأعمال، قبلا، لكني رفضت بالموازاة أعمالا أخرى، ومنها المرابطون والأندلس، وغيرها، التي لن أذكرها حتى لا أسيء إلى أصحابها.

{‬ ولماذا رفضت «المرابطون والأندلس»؟
رفضته لأن مساحة الدور كانت طويلة، ولأنني كنت أشتغل على مسلسل إذاعي.

{‬ ألم تأخذ بعين الاعتبار أنه كان سيفتح لك آفاقا أكبر من تلك التي يتيحها العمل على عمل إذاعي؟
نحن أوفياء، والإذاعة الوطنية لا يمكنني أن أبدلها بالعملة الصعبة وبدور كبير.

{‬ بالموازاة مع أعمالك المسرحية والتلفزيونية لا نجد لك أعمالا سينمائية، هل هذا اختيار؟
أنا لست من النوع الذي يرفع سماعة الهاتف لطلب أدوار.

{‬ لكن، ألا تتم المناداة عليك؟
أبدا، والأمر لا يتعلق بي وحدي، وإنما بأبي أيضا محمد حسن الجندي بتاريخه الكبير.

{‬ ما السبب في رأيك؟
هناك من يقول إن طلبنا مكلِّف، وهناك من يقول إننا منشغلون طوال الوقت بأعمال أخرى.

{‬ وهل هذا صحيح؟
كلها إشاعات واهية. لم يسبق لمخرج أن اتصل بنا ليؤكد هذا. وشخصيا أنا مرتاح لهذا الأمر، حين أرى المستوى الذي تدنت إليه بعض الأفلام، وإن كنت أنوه بالمركز السينمائي المغربي.
وسأعترف بشيء لأول مرة، شاركت مع أختي الطيبة العزيزة المخرجة المقتدرة فاطمة بوبكدي في أغلب أعمالها، بدءا ب»ثيغالين»، ولم نتحدث يوما في الأمور المالية، وتبعا لطبيعة الشركة التي تشتغل معها فأنا «كنزيد من جيبي» وهذا لأن الأدوار التي تسند إلي فاطمة بوبكدي تروقني. وهذا دليل قاطع ينفي ما يشاع عن كوني ووالدي «باهضي الثمن».
وأضيف أني حين أشتغل مخرجا أدفع للممثلين أكثر مما أتقاضاه «كنخلص بالغلا»، وبكل تواضع، فأغلى الأجور بين الفرق المسرحية هي التي أدفعها لممثلي فرقة مسرح الفنون، فرقتي المسرحية التي احتفلنا مؤخرا بالذكرى ال 31 لتأسيسها. ولأني ممثل، أحب وأقدر الممثلين، لذلك أحب أن أوفر للمشتغلين معي ظروف الراحة على جميع المستويات، سواء كنا داخل أو خارج المغرب.

{‬ ذكرت أن الأعمال السينمائية مستواها متدني، ونوهت في الآن نفسه بالمركز السينمائي، أليس في كلامك تناقض؟
اللجنة المسؤولة عن الدعم المكونة من أعضاء محترمين تجد نفسها مضطرة للتأشير على بعض الأعمال، فحين ترفض حوالي 80 من النصوص، حياء منها، ستقبل 20 في المئة، لأنه لا يمكن ألا يمنحوا الدعم لأي فيلم.
العيب هنا، ليس في من يختار، وإنما في الأعمال التي تُقدم. المبدعون عليهم أن يختاروا مواضيع أرقى للاشتغال عليها، ويجب أن تكون مواضيع لا تخدش الحياء، هذه الأخيرة التي لا تمت إلى أصل وأعراف المجتمع المغربي بصلة.

{‬ ربطك للفن بالأخلاق يمكن أن يعتبره البعض تقييدا لحرية الإبداع؟
المخرج كمبدع، عليه أن يسعى إلى نظافة الشارع لا أن يكرس تلوثه في أعماله. ثمة أشياء كثيرة لا تقال صريحة، تكفي فيها الإيحاءات، فلا يمكن أن نصور مشاهد خادشة ونطلب من الجمهور أن يحضر رفقة أسرته للمشاهدة. وفي هذا الصدد، أحب أن أروي واقعة، فقد حضرت رفقة والدتي الممثلة فاطمة بنمزيان وأختي هاجر الجندي في مهرجان سينمائي لمشاهدة أحد الأفلام، عند المشهد الأول قبلة ساخنة، وقع عطب فاستمرت الصورة نفسها طويلا ما أحرجني وأفراد أسرتي واضطررنا إلى مغادرة القاعة.
أنا لست متزمتا ولا متحجرا، أنتمي إلى عائلة أغلب أفرادها فنانون، لكن الفن سمو ورقي وحشمة ووقار.
وقد تعرضت في عدد من مسرحياتي لعدد من الطابوهات، مكتفيا بإيحاءات رمزية، كما فعلت في مسرحية «لالة بنتي»، دون أن تكون هناك مشاهد صادمة.
وحتى نحصل على هذا يجب أن تكون الأقلام التي تكتب للسينما كفؤة لتوصل الفكرة وتبلغها، ويجب الابتعاد عن تقديم سيناريوهات بالفرنسية لمخرجين ثقافتهم فرنسية الذين يطلبون من الممثل أن يترجم دوره على النحو الذي يحلو له، دون دراية بأبجديات الترجمة المفروض فيها أن تتناسب وسياق اللغة والمجتمع الذي ستنقل إليه الموضوع.

{‬ ألا تفكر في إخراج فيلم سينمائي بهذه المعايير؟
قريبا، ستكون لي تجربة أول فيلم سينمائي طويل، سيتناول موضوعا جديدا، وسيحمل عنوان «ما تقيسيش راجلي»، وسيجمع ثلة من خيرة الفنانين المغاربة، من الرعيل الأول وجيل القنطرة وجيل الشباب ألفته وسأخرجه، وأنتجه، وسيرى النور في ال 10 من أكتوبر المقبل في اليوم الوطني للمرأة.

{‬ ألا تتخوف من الفشل في تجربة الإخراج السينمائي، لا أشكك في قدراتك الإخراجية، وإنما باعتبارها أول تجربة لك؟
الإخراج برمته، المسرحي والتلفزي والسينمائي مارسته، فبالموازاة مع التمثيل على مدى سنوات لعبت فيها أدوار البطولة لمجموعة من المسلسلات، كنت أعمل مساعد مخرج، أو المخرج المنفذ، وعلى رأسهم المخرج عبد الرحمان ملين، فإن كنت أعتبر حبيبة المذكوري أمي الثانية بعد فاطمة بنمزيان، فأنا أعتبر عبد الرحمان ملين أبي الروحي والفني، الذي كان إلى جانبي دائما، ومنه تشربت صنعة الإخراج.

{‬علاقة بتوجهك الفني كمسرحي، ما رأيك في الأعمال المسرحية التي أثارت جدلا واسعا في السنوات الأخيرة، مسرحية «ديالي» لنعيمة زيطان ومسرحية «كفر ناعوم» للطيفة أحرار نموذجا؟
أنا شخصيا أحبذ أن أرى في قاعة المسرح الأسرة مجتمعة بكل أفرادها لتشاهد أعمالي بدون حرج.

{‬ يعني أن هذه الأعمال تسبب لك الحرج؟
مما لا شك فيه هذا النوع من المسرح يخلق نوعا من الحرج، يصلح لمهرجانات معينة. وأنا كمتلقي يصعب علي ذلك، وإن كنت فنانا، أن أشاهد مثل هذه الأعمال وسط أسرتي.
أنا أعترف بكفاءة نعيمة زيطان ولطيفة أحرار كنموذج لشباب مثقف برؤية معينة، وأحترم ثقافتهما، ولكن أعتقد أنه يجب أن نوفر الفرجة للأمة برمتها. لهذا فمسرحي لا يشبه مسرحهم، وهم ينشدون فئة معينة تحترم آراءهم. ويبقى لكل منا رؤيته الفنية الخاصة.
وفي اعتقادي أن المواضيع التي تتناول بشيء من الإيحاء والرمزية تكون أبلغ وتشرك ذكاء المتلقي، بالإضافة إلى كونها تعمم الفرجة.

{‬ هل يمكن أن تحدثنا عن علاقتك المهنية بوالدك حسن الجندي؟
مهنيا، أنا لم أعش في جلباب أبي بقدر ما عشت في قفطان أمي، فأنا لم أشتغل مع والدي منذ سنة 1986 حين اشتغلنا على مسلسل «أولاد الحلال»، الذي كان ناجحا جماهيريا، لكن واكبه تجريح نقدي وإعلامي عن كون حسن الجندي يشغل معه أغلب عائلته، أثيرت ضجة واسعة خدشت إحساسي كفنان وأصابتني بالإحباط، فأقسمت أن أبتعد عن أبي. أخذت منحى آخر حيث لم ألتق به إلا بعد مرور 21عاما ، في مسلسل «علاش أولدي».
تعتبر علاقتي مع والدي حميمة ووطيدة، فقد كنت مستودع أسراره الفنية، وأذكره بأعماله الكثيرة التي لم يرها الجمهور المغربي.

{‬ ألم تكن تعنيه مشاهدة الجمهور المغربي لها؟
بلى، كان يحز في نفسه ذلك، فالجمهور المغربي أكثر ما يعنيه.

{‬ قلت إنك كنت مستودع أسرار والدك حسن الجندي، أخبرنا عن شيء من هذا؟
مرة استقبلته في المطار وكان سعيدا، إذ كان عائدا من تصوير دوره صخر في مسلسل «الخنساء» مع منى واصف في العراق، الذي نجح وأثار ضجة واسعة وكتب عن أدائه في الخليج العربي وغيره، لدرجة أن حسن البكر، الرئيس السابق للعراق، من فرط إعجابه بأداء حسن الجندي قال «ما أروع هذا الممثل الأردني»، معتقدا أنه أردني الجنسية، إذ استبعدوا آنذاك أن يأتي ممثل من شمال إفريقيا ويجيد العربية الفصحى.
نجاح هذا العمل ربحت منه الشركة المنتجة بشكل كبيى، لذلك طلب منها والدي أن تعطيه نسخة من المسلسل، على اعتبار أن ظروف التلفزيون المغربي لن تسمح له باقتنائه، فحصل عليه إكراما لدوره الذي أنجحه، وقدمه والدي هدية للتلفزيون المغربي، لكن حتى لا يشاهد المسلسل، لم يحدد له موعد قار لعرضه، فكانت تعرض حلقاته في أيام متباعدة ومختلفة، دون الإعلان عنها، الأمر الذي أثر على نفسية والدي، وأدمى قلبه.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.