حوّل حادث مقتل المواطن التونسي أنيس عمري، المشتبه به رقم واحد في تنفيذ حادث الدهس بالعاصمة الألمانية برلين، شاباً إيطالياً من عناصر الشرطة إلى بطل قومي، وذلك بسبب شجاعته في مواجهة الموت وقتله الشخص الذي تبحث عنه الشرطة في كل أرجاء أوروبا. ساعات قبل الحادث، كتب الشرطي على حسابه في موقع "فيسبوك": "في الطريق المستقيم، توجد شمس ولا توجد ظلال.." ليلة أمس خرج لوكا سكاتا، الملتحق حديثاً بميلانو كمتدرب في سلك الشرطة، كعادته إلى عمله، في دورية رفقة شخص آخر لتأمين مركز بلدة سان جوفاني بضواحي ميلانو. تحركت الدورية اتجاه محطة القطار، الذي غالباً ما يحمل أجانب وغرباء، قد يكون بينهم من يحمل مخدرات، خاصة وأن الوقت متأخر و البلدة خالية من المارة، ما عدا مسافرين قليلين جداً، خرجوا للتو من محطة القطار أو أشخاص يلتحقون بعملهم في وقت مبكر. شرع أفراد الدورية في مراقبة روتينية لكل من ارتابوا بشأنه، ثم تقدموا صوب شخص كان وحيداً، وطلبوا منه مدهم بما يثبت هويته، وكشف ما يحمله في حقيبته. وبينما كان الشخص يتظاهر بالبحث عن وثائقه بين أغراضه، وبحركة خفيفة، استل مسدساً ووجه طلقة بالسلاح لصديق لوكا، هذا الأخير، ورغم تفاجئه، أخرج بدوره سلاحه الوظيفي، ووجه عدة طلقات لمهاجم صديقه الشرطي، حتى سقط أرضاً. يبلغ لوكا من العمر 29 عاماً، لم يكن يدري أنه ينهي بطلقاته تلك، حياة "إرهابي" روع ألمانيا، ولم يعلم أنه "سيريح ساكنة برلين وكل ألمانيا التي تعيش أوقاتاً عصيبة بسبب الخوف من شخص مسلح لا يزال فاراً، وقد يهاجمهم في أية لحظة". وضعت طلقات لوكا، نهاية لحياة المشتبه فيه ب"مقتل 12 شخصاً"، بينهم ابنة بلد لوكا الشابة الإيطالية فابريسيا دي لورينسو التي اختفت منذ أيام، ليعلن وزير الخارجية الإيطالي أمس رسمياً، مقتلها في حادث برلين. تدخلت الشرطة العلمية في مكان الحادث وتمكنت من تحديد هوية الشخص الذي قتله لوكا، والذي لم يكن سوى من يشتبه في كونه منفذ اعتداء برلين. تلقى لوكا وصديقه المصاب كريستيان موفيو، شكراً خاصاً من الوزير الأول الإيطالي باولو جينتيلوني، ومن وزير الداخلية أيضاً، بسبب عمله البطولي، وأصبحت صورته تتصدر صفحات أكبر المواقع الإخبارية الإيطالية.