المحققون الفرنسيون ينتزعون اعترافا ثمينا من الجهادي المغربي أيوب الخزاني، البالغ من العمر 27، المتهم بمحاولة القيام بهجوم إرهابي في فرنسا على متن قطار"Thalys"، القادم من هولندا، يوم 21 غشت 2015. وهذه الاعترافات من شأنها كشف أسرار الكموندو الانتحاري، الذي فجر بعد أشهر من اعتقاله باريس (نونبر 2015)، وبروكسيل (مارس 2016) بقيادة الجهادي المغربي عبد الحميد أباعوض، الذي قتلته قوات خاصة فرنسية في حي ساندني. وأوردت صحيفة "الموندو" تسريبات تكشف أن أيوب اعترف لأول مرة، يوم الأربعاء 15 دجنبر الجاري، خلال جلسة الاستماع الخامسة له من طرف قاضي التحقيق، أنه كان يتحرك بأمر من عبد الحميد أباعوض، العقل المدبر لخلية اعتداء نوبنبر في باريس. كما اعترف أن هدفه الرئيس من الهجوم في قطار "Thalys" كان استهداف الأمريكيين، وليس إحداث مجزرة. وأضاف أيوب: "أنا لست قاتلا، بل مقاتل عظيم، وأنا جندي"، وتابع: "أنا جهادي حقيقي، لكن لا أقتل النساء والأطفال". وكشف الخزاني، أنه سافر إلى سوريا في ماي 2015، حيث أسندت إليه من طرف "داعش" مهمة قتل الأمريكيين. وبعد مرحلة التدريبات في معسكرات داعش على استعمال السلاح، عاد إلى تركيا، حيث تعرف على جهادي آخر يسمى "بلال . س"، المعرف ب"حمزة"، وهو جزائري اعتقل في يوليوز 2016. وأردف أن عبد الحميد أباعوض، رافقه في رحلة العودة من تركيا، إذ إن المغربيين سافرا إلى هنغاريا، يوم فاتح غشت 2015، قبل أن يسلكا طريق النمسا. وتوضح التسريبات أنهما كان يعتمدان خلال رحلة العودة على تعليمات الجهادي "بلال. س"، الذي كان مكلفا بتسهيل تسلل الجهاديين العائدين من سوريا عبر بلدان البلقان. ووصل الثلاثة، الخزاني وأباعوض، وبلال، إلى بروكسيل، حيث اكتروا شق، غير أن الخزاني أقر بأن أباعوض لم يكن يثق فيهما، ولم يكن يخبرهما بمخططاته، إلا أنه في أحد الأيام، وعلى غير العادة، أخبرهما أنه تلقى أوامر من الشام (سوريا)، وعليهما تهييئ نفسيهما لتنفيذ عملية جهادية. وقال الخزاني أن أباعوض كشف لهما أنه "سيعد كل شيء"، وأن مهمتهما (الخزاني، وبلال) لن تقتصر على المشاركة في العملية، بل في الهجوم على "ما بين 3 إلى 5 عسكريين" كانوا يوجدون على متن قطار "Thalys". وأوضح أيوب أن الأسلحة، التي استعملها في الهجوم على قطار "تاليس" عثر عليها بالصدفة في حديقة بروكسل. وإذا كانت مهمة المغربي أيوب الخزاني، تقتصر على قتل الجنود الأمريكيين، فإن السؤال الذي يحير المحققين الفرنسيين، والذي من شأن باقي اعترافات أيوب غير المعلنة أن تجيب عنه، هو كيف علم أباعوض، في ذلك اليوم، وتلك الرحلة، بالضبط، بوجود الجنود الأمريكيين في القطار، قبل أن يأمر الخزاني بشراء تذكرة الدرجة الأولي، التي تسمح له بالصعود إلى العربتين 11 أو 12 في القطار رقم 9364، حيث يوجد الجنود الأمريكيون. ينحدر أيوب الخزاني من مدينة تطوان، غير أنه قبل السفر إلى سوريا والعودة منها، واعتقاله، كان يقيم في بيت الأسرة الموجود في شارع فيديركو غارسيا لوركا في مدينة الخزيرات الإسبانية.