قال رفيق عبد الصمد، لاعب المنتخب الوطني المغربي المحلي لكرة القدم، إن «الجميع» يتحمل مسؤولية الهزيمة المرة أمام المنتخب النيجيري، السبت الماضي، برسم الدور الثاني من نهائيات كأس إفريقيا للاعبين المحليين. وأبرز رفيق، لاعب فريق أولمبيك أسفي، في حديثه مع «أخبار اليوم»، أن عاملي الحظ واللياقة البدنية، وقفا إلى جانب النيجيريين، الذين أحرزوا ثلاثة أهداف من ثلاث تسديدات، عدلوا بها نتيجة المباراة، قبل أن يختموا بهدف رابع
{ ما تفسيرك للطريقة التي خسرتم بها مباراة ربع نهاية كأس إفريقيا للمحليين أمام نيجيريا؟ الهدفان اللذان أحرزهما المنتخب النيجيري مع بداية الشوط الثاني هما اللذان أربكانا، وأفقدانا قليلا من الثقة التي كنا نتمتع بها في الشوط الأول، مع العلم أن حسن بنعبيشة حذرنا من التهاون، كان من الممكن أن نتفادى أهداف المنتخب النيجيري الثلاثة، لأنها لم تكن مبنية من عمليات هجومية، بل كانت فقط من تسديدات قوية، وفي الحالة الأخيرة يكون عامل الحظ هو الحاسم. المنتخب النيجيري اكتشف، مع نهاية الشوط الأول، أن نظيره المغربي حصن دفاعاته جيدا، ولم يستطع الوصول إلى مرمانا، لهذا لجأ، في الشوط الثاني، إلى التسديد من بعيد، ومن غرائب الصدف أن التسديدات الثلاثة التي نفذها اللاعبون النيجيريون كلها ترجمت إلى أهداف.
{ كثيرون حملوا اللاعبين المسؤولية لتهاونهم في الشوط الثاني وفقدانهم للقتالية، ما رأيك أنت؟ المسؤولية يتحملها الجميع، لم نتهاون أو شيئا من هذا القبيل، بل دخلنا الشوط الثاني ونحن ندرك أن المباراة ما زالت لم تنته بعد، والمدرب حثنا على الاستمرار في القتالية والمنافسة القوية، كنا عازمين على مجاراة المنتخب النيجيري، لكن الهدف الأول ثم الثاني أفقدا اللاعبين بعضا من ثقتهم في إمكانياتهم، وضعفت معنوياتهم، والهدف الثالث، للأسف، جاء قبيل نهاية المباراة، في الوقت الضائع، كان قاتلا لمعنوياتنا، فقد كنا على بعد نصف خطوة من التأهل، لكن للأسف، كما قلت الحظ كان بجانب النيجيريين.
{ ما هي التعليمات التي مدكم بها بنعبيشة بين الشوطين؟ قال لنا إنه لا يجب علينا التهاون، لأن المباراة لم تنته بعد، وحذرنا من التراجع أو العودة إلى الوراء، ودعانا إلى مواصلة التنافس بعزيمة الشوط الأول نفسها، كما حذرنا من الهجمات الخاطفة للنيجيريين في حال صعود لاعبينا نحو مرماهم، ودخلنا وكلنا ثقة للحفاظ الأهداف الثلاثة، وأيضا البحث، بهدوء، عن ثغرة لإحراز هدف رابع، لكن المنتخب النيجيري نجح في التسديد من بعيد في هذا الشوط بعدما كنا نحن قد نجحنا في الوصول إلى مرماه في الشوط الأول بعمل تكتيكي مبني جيد جدا.
{ وماذا قال لكم بعد نهاية المباراة؟ توجه إلينا وأزاح عنا المسؤولية، وقال لنا، بكل احترافية، إنه الوحيد الذي يتحمل مسؤولية الخسارة والخروج من دور الربع، وأخبرنا أن صمودنا أمام المنتخب النيجيري، بطل أمم إفريقيا في 2013، وفوزنا أمامه في الشوط الأول بثلاثة أهداف لصفر، وتأهلنا إلى الدور الثاني في حد ذاته، كل ذلك حققناه رغم أن الظروف لم تكن مساعدة، بحيث أننا لم نخض مباريات إعدادية مع منتخبات إفريقية، واجتمعنا قبل أسبوع من بداية البطولة الإفريقية، هذا في الوقت الذي استعد فيه المنتخب النيجيري لهذه البطولة قبل 20 يوما من بدايتها، وخاض مباراتين أمام منتخبين إفريقيين. رغم أن بنعبيشة تحمل المسؤولية لوحده، إلا أني، شخصيا، أرى أننا جميعا نتحمل المسؤولية، لكن كما قلت الحظ كان إلى جانب المنتخب النيجيري في الشوط الثاني، فما تفسير أن يحرز الأخير ثلاثة أهداف في شوط واحد من تسديدات من على بعد، وليس من عمليات منسقة.
{ هناك من يرى أن تأهلكم إلى الدور الثاني يعتبر إنجازا، كيف ترى أنت المسألة؟ البعض يقول ذلك، لأن المنتخب المغربي الأول لم يتأهل إلى الدور الثاني في الدورات الأخيرة، وأيضا بالنظر إلى غياب «الأسود» عن المنافسة الدولية، وتراجع مستوى الكرة المغربية على الصعيد العالمي، لكننا نحن كلاعبين لا نعتبر ذلك إنجازا. الإنجاز الذي كان من الممكن أن يتحقق هو تأهلنا إلى دور النصف أو المباراة النهائية، ثم الفوز بالكأس. كنا نؤمن بقدراتنا على التأهل إلى دور النصف أو المباراة النهائية، لأنه بالنظر إلى التركيبة البشرية التي توفرنا عليها، فقد ضمت أجود العناصر في الدوري الوطني، فمثلا لاعبو فريق الرجاء الرياضي خاضوا نهاية كأس العالم للأندية، والبقية لهم خبرة دولية سابقة، مع بعض اللاعبين الشباب ذوي كفاءة عالية أكدوا، بدورهم، علو كعبهم.
{ بغض النظر عن الحظ ومن يتحمل المسؤولية، وقلة الاستعدادات، هل هناك من ظروف أخرى ساهمت في الهزيمة أمام النيجيريين؟ العامل البدني، لاعبو المنتخب النيجيري كانوا أكثر جاهزية مقارنة بنا، وهذا الأمر بدا واضحا في الشوط الثاني، وأيضا في الشوطين الإضافيين، والسبب هو الإرهاق، فعلى سبيل المثال لاعبو الرجاء الرياضي لم يخضعوا لفترة راحة في العطلة الشتوية، لأنهم شاركوا في كأس العالم للأندية، وبقية اللاعبين لم يستعدوا بما فيه الكفاية، لأنه، كما قلت، تم تجميعنا قبل أسبوع واحد من بداية البطولة.
{ كيف تلقيتم ردود فعل الجهور المغربي؟ صراحة حين تأهلنا إلى الدور الثاني أصبحت عزيمتنا أكبر للتأهل إلى نصف النهاية بعد أن بلغتنا السعادة التي عمت الجمهور المغربي، بدأنا نفكر أنه علينا أن نواصل التأهل من أجل الجمهور المغربي، كي نمنحه قليلا من التألق وننسيه النكسات التي عاشها «الأسود» في السنوات الأخيرة، لكن للأسف، الحظ لم يقف إلى جانبنا. صراحة تأسفنا كثيرا على ضياع التأهل إلى نصف النهاية، وأدركنا أن الجمهور المغربي محبط، ونحن كنا أكثر إحباطا، لأنه كان بأيدينا أن نمنحه السعادة التي كان ينتظرها.