توقف مشوار المنتخب الوطني عند محطة ربع نهاية كأس إفريقيا للاعبين المحليين، بعدما فشل في التأهل إلى دور نصف النهاية، عقب انهزامه أمام نظيره النيجيري (4 - 3)، بعد الاحتكام إلى الشوطين الإضافيين، إثر انتهاء الوقت الأصلي بالتعادل (3 - 3) ، في اللقاء الذي جمع بينهما يوم السبت بكاب تاون، بعدما كان متفوقا بثلاثة أهداف دون رد في الشوط الأول. وتعاقب على تسجيل أهداف المنتخب النيجيري كل من أوغونا أوزوشوكوو ((49 وعلي ريبوي (د55) وكريستيانتوس إيجيكي (د90) وأبوبكر إبراهيم د112، فيما وقع أهداف المنتخب المغربي كل من محسن متولي (د33 و40) ومحسن ياجور (د37) . وجاءت أطوار هذه المباراة، التي قادها باقتدار الحكم بيرنار كامي من السيشيل، غنية سواء من ناحية المردود التقني أو المجهود البدني والإثارة والتشويق الذي ميزها، وحتى حصة الأهداف المسجلة التي بلغت سبعة أهداف كاملة، وجعلها بحق وبدون منازع نهاية قبل الأوان وقمة في كل شيء. وبما أن مباريات دور ربع النهاية لا تقبل القسمة على اثنين ولا أنصاف الحلول ويبقى الخيار الوحيد فيها هو الفوز، لم يتوان المنتخب النيجري عن التمسك بهذا الخيار إلى آخر ثانية من عمر المباراة لبلوغ مربع الأقوياء كمحطة عبور نحو منصة التتويج، التي لن يكون الطريق إليها مفروشا بالورود. ودخل لاعبو المنتخبين المغربي والنيجيري مباشرة وبدون مقدمات في أجواء هذه المباراة، حيث أعلن المنتخب المغربي من خلال تسديدة قوية صوبها محسن ياجور في الدقيقة الثانية من عمر المباراة وصدها الحارس النيجيري بصعوبة أنه دخل هذه المباراة من أجل انتزاع بطاقة التأهل لدور نصف النهاية، غير أن الحظ وعدم التركيز حالا دون تحقيق الأمل. فمنذ الوهلة الأولى بدا أن عناصر المنتخب المغربي عاقدة العزم على الخروج بنتيجة إيجابية تعيد للكرة المغربية بريقها وهيبتها على الصعيد الإفريقي، بإحكام سيطرتها على الوسط، والضغط على دفاع منتخب نيجيريا، الذي اضطر إلى اللجوء إلى الحراسة اللصيقة والاندفاع نحو حامل الكرة للحد من خطورة عناصر المنتخب المغربي، بقيادة محسن ياجور الذي لم يحالفه الحظ في عدة مناسبات. ولمواجهة اندفاع الفريق المغربي عمد مهاجمو المنتخب النيجيري إلى نهج المرتدات السريعة، التي كانت تتكسر عند منتصف الملعب ولم تشكل أي خطورة على الحارس المغربي نادر لمياغري. وقدم أسود الأطلس جولة أولى رائعة خاصة من الناحية الهجومية، بقيادة الثلاثي الرجاوي محسن متولي ومحسن ياجور وعبد الكبير الوادي. ولم تذهب المناورات التي كان يقوم بها الهجوم المغربي سدى، بل أثمرت ثلاثة أهداف نظيفة في الشوط الأول . وجاء الهدف الأول للمنتخب المحلي المغربي عن طريق لاعب الرجاء البيضاوي محسن متولي بطريقة رائعة، حيث أرسل كرة فوق رأس حارس المنتخب النيجيري في الدقيقة 33 ، قبل أن يعود زميله محسن ياجور ليضاعف الغلة عن طريق ضربة حرة رائعة لم تترك أي حظ للحارس النيجيري للتصدي لها (د37). وتواصل مسلسل الإبداع الهجومي المغربي، بعدما انسل ياجور بالكرة ليمررها لزميله الوادي، الذي تلاعب بالدفاع النيجيري ومرر الكرة لصديقه متولي الذي وضعها بكل براعة مرة أخرى، معلنا تقدم الأسود بثلاثية مدوية في الشوط الأول. وفي الوقت الذي اعتقد الجميع أن العناصر الوطنية حسمت في أمر التأهل بشكل كبير، جاءت الجولة الثانية عكس التوقعات، حيث تلقى المنتخب الوطني ضربة موجعة بسبب أخطاء دفاعية قاتلة ليسجل نسور نيجيريا ثنائية متتالية عن طريق أوزوشوكوو (د49) وعلي ريبوي (د55). وبهدف إعادة التوازن لمجموعته، بادر حسن بنعبيشة، مدرب المنتخب الوطني، إلى إدخال بعض التغييرات للحد من المد النيجيري، لكن الأمور جرت عكس طموح العناصر الوطنية، التي تلقت ضربة قاتلة في الدقيقة 90، حيث عدل المنتخب النيجيري النتيجة بتسديدة رائعة، ليمر بذلك الفريقان إلى الشوطين الإضافيين. وبسط المنتخب النيجيري سيطرته على مجريات الدقائق الأولى في الشوط الإضافي الأول، مستغلا ضعف لياقة اللاعبين المغاربة، وهبوط معنوياتهم، حيث أبان أبناء المدرب النيجيري ستيفان كيشي عن طراوة بدنية جيدة في حين بدا التعب على لاعبي المنتخب الوطني، قبل أن يهدر مهاجم الرجاء محسن ياجور فرصة مواتية لتحقيق السبق برعونة كبيرة في الدقيقة 104 . ولم يقدم المنتخب المغربي أداء كبيرا خلال الشوطين الإضافيين حيث اكتفى بتحمل ضغط نيجيريا، التي نجحت في تسجيل هدف رابع بواسطة إيجيكي في الدقيقة 122 بعد خطأ فادح للحارس لمياغري. انهيار لاعبي المنتخب المغربي بدا واضحا، ولم يقووا على العودة وتسجيل هدف التعادل، لتنتهي مغامرة المنتخب المغربي عند محطة ربع النهاية في أول مشاركة له بمسابقة كأس أفريقيا للأمم للمحليين.