أهدر المنتخب المغربي التأهل إلى دور نصف نهاية بطولة كأس إفريقيا للمحليين لكرة القدم، المقامة نسختها الثالثة حاليا بجنوب إفريقيا،عقب انهزامه أمام نظيره النيجيري (4-3) في الشوطين الإضافيين بعد انتهاء الوقت الأصلي بالتعادل (3-3)، في اللقاء الذي جمع بينهما اليوم السبت بكاب تاون، بعدما كان متفوقا بثلاثة أهداف دون رد في الشوط الأول. وتعاقب على تسجيل أهداف المنتخب النيجيري كل من أوغونا أوزوشوكوو (49) وعلي ريبوي (د55) وكريستيانتوس إيجيكي (د90) و أبوبكر إبراهيم د112، فيما وقع أهداف المنتخب المغربي كل من محسن متولي (د33 و40) ومحسن ياجور (د37) . وضرب المنتخب النيجيري موعدا في دور نصف النهاية المقررة يوم 29 يناير الجاري بملعب فري ستيت بمدينة مانغوانغ مع الفائز في اللقاء الذي سيجمع غدا بين منتخبي غانا والكونغو الديموقراطية. وجاءت أطوار هذه المباراة، التي قادها باقتدار الحكم بيرنار كامي من السيشيل، غنية سواء من ناحية المردود التقني أو المجهود البدني والإثارة والتشويق الذي ميزها وحتى حصة الأهداف المسجلة التي بلغت سبعة أهداف كاملة وجعلها بحق وبدون منازع نهاية قبل الأوان وقمة في كل شيء . وبما أن مباريات دور ربع النهاية لا تقبل القسمة على اثنين ولا أنصاف الحلول ويبقى الخيار الوحيد فيها هو الفوز، لم يتوان المنتخب النيجري عن التمسك بهذا الخيار إلى آخر ثانية من عمر المباراة لبلوغ مربع الأقوياء كمحطة عبور نحو منصة التتويج التي لن يكون الطريق إليها مفروشا بالورود . ودخل لاعبو المنتخبين المغربي والنيجيري مباشرة وبدون مقدمات في أجواء هذه المباراة حيث أعلن المنتخب المغربي من خلال تسديدة قوية صوبها محسن ياجور في الدقيقة الثانية من عمر المباراة وصدها الحارس النيجيري بصعوبة أنه دخل هذه المباراة من أجل انتزاع بطاقة التأهل لدور نصف النهاية غير أن الحظ وعدم التركيز حالا دون تحقيق الأمل. فمنذ الوهلة الأولى سارعت عناصر المنتخب المغربي، عاقدة العزم على الخروج بنتيجة إيجابية تعيد للكرة المغربية بريقها وهيبتها على الصعيد الإفريقي، بإحكام سيطرتها على الوسط، والضغط على دفاع منتخب نيجيريا الذي اضطر إلى اللجوء إلى الحراسة اللصيقة والاندفاع نحو حامل الكرة للحد من خطورة عناصر المنتخب المغربي بقيادة محسن ياجور الذي لم يحالفه الحظ في عدة مناسبات. ولمواجهة اندفاع الفريق المغربي عمد مهاجمو المنتخب النيجيري إلى نهج المرتدات السريعة التي كانت تتكسر عند منتصف الملعب ولم تشكل أي خطورة على الحارس المغربي ناذر لمياغري. وقدم أسود الأطلس جولة أولى رائعة خاصة من الناحية الهجومية بقيادة ثلاثي نادي الرجاء الرياضي البيضاوي محسن متولي ، محسن ياجور وعبد الكبير الوادي. ولم تذهب المناورات التي كان يقوم بها الهجوم المغربي سدى بل أثمرت ثلاثة أهداف نظيفة في الشوط الاول . وجاء الهدف الأول للمنتخب المحلي المغربي عن طريق لاعب الرجاء البيضاوي محسن متولي بطريقة رائعة حيث أرسل كرة فوق رأس حارس المنتخب النيجيري في الدقيقة 33 ، قبل أن يعود زميله محسن ياجور ليضاعف الغلة عن طريق ضربة حرة رائعة لم تترك أي حظ للحارس النيجيري للتصدي لها (د37). تواصل مسلسل الإبداع الهجومي المغربي بعدما انسل ياجور بالكرة ليمررها لزميله الوادي الذي تلاعب بالدفاع النيجيري ومرر الكرة لصديقه متولي الذي وضعها بكل براعة مرة أخرى معلنا تقدم الأسود بثلاثية مدوية في الشوط الأول. وفي الجولة الثانية، تلقى المنتخب الوطني ضربة موجعة بسبب أخطاء دفاعية قاتلة ليسجل نسور نيجيريا ثنائية متتالية عن طريق أوزوشوكوو (د49) وعلي ريبوي (د55) . ومع مرور الوقت، أدخل مدرب المنتخب الوطني بعض التغييرات للحفاظ على النتيجة وهو الأمر الذي لم يفلح فيه المدرب حسن بنعبيشة، حيث عدل المنتخب النيجيري النتيجة بتسديدة رائعة في الدقيقة 90، ليمر بذلك الفريقان إلى الشوطين الإضافيين. وبسط المنتخب النيجيري سيطرته على مجريات الدقائق الأولى في الشوط الإضافي الأول، حيث أبان أبناء المدرب النيجيري ستيفان كيشي عن طراوة بدنية جيدة في حين بدا التعب على لاعبي المنتخب الوطني، قبل أن يهدر مهاجم الرجاء محسن ياجور فرصة مواتية لتحقيق السبق برعونة كبيرة في الدقيقة 104. ولم يقدم المنتخب المغربي أداء كبيرا خلال الشوطين الإضافيين حيث اكتفى بتحمل ضغط نيجيريا التي نجحت في تسجيل هدف رابع بواسطة إيجيكي في الدقيقة 122 بعد خطأ فادح للحارس لمياغري. انهيار لاعبي المنتخب المغربي بدا واضحا، ولم يقووا على العودة وتسجيل هدف التعادل، لتنتهي مغامرة المنتخب المغربي عند محطة ربع النهاية في أول مشاركة له بمسابقة كأس أفريقيا للأمم للمحليين.