وجه فؤاد بوعلي، رئيس الائتلاف الوطني من أجل اللغة العربية، انتقادات لاذعة إلى نورالدين عيوش رئيس مركز تنمية الدارجة المغربية على خلفية إطلاق ما اعتبره أول "قاموس للدارجة المغربية". وقال بوعلي في مقال له ردا على "قاموس عيوش": "إن عيوش يعرف أن الوسط الأكاديمي والعلمي لن يهتم بعمله الملفوظ قبل طرحه، لذلك نقل النقاش إلى ساحة الإعلام والإشهار علّه يكسب مناصرين من خارج أسوار الجامعة، ومخابر البحث العلمي". واعتبر بوعلي أن الجواب عن سبب لجوء عيوش إلى ندوة صحافية للاحتفاء بقاموسه، بدل التوجه إلى الجامعة، يكمن في أن المنجز المحتفى به ليس مشروعا علميا يمكن مناقشته داخل محراب البحث العلمي، ولا إنجازا يمكن البحث في آلياته، ومفرداته المفهومية، بل هو عمل دعائي لمشروع قيمي يراد فرضه على المغاربة باسم القرب من دوائر القرار. واعتبر بوعلي أن حديث عيوش عن كونه أول من أطلق قاموسا للهجة المغربية غير صحيح، وأوضح أن المنجز العلمي القديم والحديث في اللهجات كثير ويصعب حصره، مثل معجم العامية المغربية لكولان، ومعجم لهجة شمال المغرب تطوان وما حولها لعبد المنعم عبد العال وغيرهما كثير من البحوث والأطروحات التي عجزت عن الإحاطة بمجالات الاشتغال، وفي الوقت نفسه ظلت في رفوف المكتبات دون التأثير في الأدوار التواصلية للعامية"، يقول بوعلي. وسجل بوعلي أن الاعتقاد بأن منجز عيوش فتح جديد لم يسبق إليه أحد، هو وهم وهرولة نحو السراب. وتابع بوعلي أن "عودة عيوش إلى ساحة النقاش بعد هزيمته المدوية أمام العروي حول التدريج هي محاولة يائسة لإحياء النقاش حول التلهيج بغية إثبات قوة أطروحته، لكن الأكيد أن الطرح الدونكيشوتي، المؤسس على طواحين وهمية، سيصل إلى نفس سابقه، لأن جدار الممانعة الهوياتية غدا واعيا بأصل الموجة، وغاياتها"، بحسب بوعلي. وسجل بوعلي أن "الحديث عن اللغة المغربية فيه كثير من الشوفينية التي تروم قطع كل الصلات بالفضاء المشترك عقديا وحضاريا"، معتبرا أن النقاش العلمي مع المشروع غير مجد مادام صاحبه اختار فضاء خارج محراب البحث، ولم يستفد من النقاش العمومي الذي فتح سابقا.